رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صيحات النصرة وصرخات الندم جولة المسيح الكرازية (ع1 -3): 1 عالج الحكيم في الأصحاح السابق موضوع "الموت المبكر لبعض الأبرار"، وكيف يسمح به الله أحيانًا من أجل إنقاذهم، وعدم تسلل الشر والخبث إليهم، وأن هذا الموت يصير دينونة للأشرار الذين حتى في شيخوختهم يخشون الموت. الآن إذ يدين موت الأبرار الأشرار، يندم الأشرار، لكن للأسف كثيرًا ما لا يبالي الأشرار بذلك، فلا يرجعون إلى الرب. الآن في هذا الأصحاح يؤكد أن دينونة الشرير نهائية ومرة. تعبر حياة الشرير كالظل، أشبه بالأثر الذي تتركه السفينة السائرة وسط الأمواج يختفي سريعًا، وكالطريق الذي يشقه الطير في الهواء فلا يترك علامة له، أو كطريق سهمٍ يخترق الهواء ولا يعرف ممره، أو كغبار تذهب به الريح إلخ. الأبرار يدينون الأشرار 1 حِينَئِذٍ يَقُومُ الصِّدِّيقُ بِجُرْأَةٍ عَظِيمَةٍ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ ضَايَقُوهُ، وَجَعَلُوا أَتْعَابَهُ بَاطِلَةً. 2 فَإِذَا رَأَوْهُ يَضْطَرِبُونَ مِنْ شِدَّةِ الْجَزَعِ، وَيَنْذَهِلُونَ مِنْ خَلاَصٍ لَمْ يَكُونُوا يَظُنُّونَهُ، 3 وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ، وَهُمْ يَنُوحُونَ مِنْ ضِيقِ صُدُورِهِمْ: «هذَا الَّذِي كُنَّا حِينًا نَتَّخِذُهُ سُخْرَةً وَمَثَلًا لِلْعَارِ. 4 وَكُنَّا نَحْنُ الْجُهَّالَ نَحْسَبُ حَيَاتَهُ جُنُونًا، وَمَوْتَهُ هَوَانًا. 5 فَكَيْفَ أَصْبَحَ مَعْدُودًا فِي بَنِي اللهِ، وَحَظُّهُ بَيْنَ الْقِدِّيسِينَ؟! 6 لَقَدْ ضَلَلْنَا عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ، وَلَمْ يُضِئْ لَنَا نُورُ الْبِرِّ، وَلَمْ تُشْرِقْ عَلَيْنَا الشَّمْسُ. 7 أَعْيَيْنَا فِي سُبُلِ الإِثْمِ وَالْهَلاَكِ، وَهِمْنَا فِي مَتَايِهَ لاَ طَرِيقَ فِيهَا، وَلَمْ نَعْلَمْ طَرِيقَ الرَّبِّ. حينئذ يقوم البار بجرأة عظيمة، في وجوه الذين ضايقوه، واحتقروا أتعابه. [1] إنه لأمر طبيعي أن يسخر الأشرار بالإنسان البار، فقد قيل عن لوط أنه "كان كمازحٍ في أعين أصهاره" (تك 19: 14). يفتح هذا الأصحاح الستار عن الأبرار بعد خروجهم من هذا العالم. فإنهم يقفون في جرأة أمام الأشرار الذين ضايقوهم. لقد اتهمهم الأشرار بالغباوة والجهل، بل والجنون، حين كانوا يبذلون حياتهم من أجل الحياة المقدسة في الرب وممارسة البنوة لله وانتظارهم للمجد الأبدي. سيكتشف الأشرار أن الله لا ينسى كأس ماء بارد قدمه بار من أجل حبه لله، وأنه سيمسح كل دمعة من عينيه. ومن الجانب الآخر، يدركون أن الله قد أطال أناته جدًا عليهم وقد امتلأ كأس الغضب عليهم. مما يزيد الأشرار مرارة في يوم الدين أنهم يرون الأبرار - موضوع سخريتهم وظلمهم - يتمتعون بالخلاص وشركة الأمجاد. يكتشفون خطأ نظرتهم إليهم كما يدركون خطأ نظرتهم لحياة الشرير وسلوكه. يتطلع الحكيم إلى يوم الرب العظيم، فيرى البار يقوم في جرأة عظيمة كابن لله، يترقب التمتع بكمال المجد. يراه الذين ضايقوه واستخفوا به وبأتعاب جهاده، فتتغير الأوضاع حيث يصير هو في مجدٍ فائقٍ، ويحل الخزي بمقاوميه. |
|