رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دَعَا بِالْجُوعِ عَلَى الأَرْضِ. كَسَرَ قِوَامَ الْخُبْزِ كُلَّهُ [16]. يتحدث هنا عن المجاعة كشخص خادم لله، يستدعيها ليحقق رسالة معينة لحساب مؤمنيه. يرى الأب أنسيمُس الأورشليمي أن المرتل يشير هنا إلى المجاعة التي حدثت في أيام يوسف، وكان ذلك لتأديبهم حتى يعرفوا الله الحقيقي بمشاهدتهم يوسف الذي كان يبيع لهم الطعام. ويعرفوا الله الذي يعبده يوسف أنه إله حقيقي، يجب العبادة له. بقوله "قوام الخبز كله" يعني أن الأرض عدمتْ الحنطة وكل ما يقوم مقامه الخبز بسد الرمق من أنواع الحبوب. * "دعا بالجوع على الأرض". غالبًا يحدث ما يبدو كأنه تناقض ضد العناية الإلهية. لو أن إخوة يوسف لم يحسدوه ويبيعوه، كيف كان قد نزل إلى مصر؟ لو لم تحدث المجاعة كيف كان يمكن للآباء أن يدخلوا إلى مصر ويتعرف عليهم أخوهم؟ كيف كان يمكن أن يضرب بالعشر ضربات؟ كيف كان يمكن أن يخرج شعب الله من مصر؟ وكيف كانت تخرج مياه من الصخرة في البرية؟ كيف كان يمكن للأسرار أن تتحقق في البرية كرمز (للسيد المسيح المصلوب)؟ لو لم يخن يهوذا الرب كيف كنا نخلص؟ لو لم يصلبه اليهود ويتشككوا كيف كنا نحن نؤمن؟ هكذا حدث أن نزل يوسف إلى مصر ليعد حسن الضيافة والطعام لإخوته. القديس جيروم جاءت الأحداث الخاصة بيوسف تحمل رمزًا ونبوة عن شخص السيد المسيح من جوانب كثيرة. * كان يوسف مضطَهدًا، وكان إخوته هم المُضطهِدِين. يوسف تمجَّد، ومُضطِهدوه سجدوا له، فتحققتْ أحلامه ورؤياه. كان يوسف المُضطَهَد رمزًا ليسوع المُضطَهَد. يوسف ألبسه والده قميصًا بألوان كثيرة، ويسوع ألبسه أبوه جسدًا من البتول. يوسف أحب أبوه أكثر من إخوته، ويسوع هو العزيز المحبوب لدي أبيه. رأي يوسف رؤى وحلم أحلامًا، وتحققت الرؤى والأنبياء في يسوع. كان يوسف راعيًا مع إخوته، ويسوع هو رئيس الرعاة. عندما أرسله أبوه ليفتقد إخوته رأوا يوسف قادمًا وخططوا لقتله، وعندما أرسل الآب يسوع ليفتقد إخوته قالوا: "هذا هو الوارث، هلم نقتله" (مت 21: 38). ألقي إخوة يوسف أخاهم في الجب، ويسوع أنزله إخوته ليسكن بين الموتى. يوسف صعد من الجب، ويسوع قام من بين الأموات. يوسف بعد أن قام من الجب صار له سلطان على إخوته، ويسوع بعد أن سكن بين الأموات أعطاه أبوه اسمًا عظيمًا ممجدًا (في 2: 9) ليخدمه إخوته ويخضع أعداؤه تحت قدميه. يوسف بعد أن عرفه إخوته خجلوا وخافوا واندهشوا أمام عظمته، وعندما يأتي يسوع في آخر الزمان، ويعلن عظمته سيخجل إخوته ويخافون ويرتعبون أمامه لأنهم صلبوه. علاوة على هذا فإن يوسف بيع إلي مصر بناء على مشورة يهوذا، ويسوع سُلِّم لليهود بيدي يهوذا الإسخريوطي. عندما باعوا يوسف لم يجب إخوته بكلمة، ويسوع أيضًا لم ينطق ولا أجاب على القضاة الذين حاكموه. يوسف سلَّمه سيده للسجن ظلمًا، ويسوع أدانه أبناء شعبه ظلمًا. سلَّم يوسف ثوبيه، واحد في أيدي إخوته، والآخر في يد زوجة سيده، ويسوع سلَّم ثيابه وقسمت بين الجند. يوسف إذ كان في الثلاثين من عمره وقف أمام فرعون وصار سيد مصر، ويسوع إذ بلغ الثلاثين جاء إلي الأردن ليعتمد وقبل الروح وخرج يكرز. يوسف عال مصر بالخبز، ويسوع عال العالم كله بخبز الحياة. يوسف أخذ ابنة الكاهن الشرير النجس زوجة له، ويسوع خطب لنفسه الكنيسة من الأمم النجسين. مات يوسف ودُفن في مصر، ومات يسوع ودُفن في أورشليم. عظام يوسف أصعدها إخوته من مصر، ويسوع أقامه أبوه من مسكن الموت ولبس جسده وارتفع به إلي السماء في غير فساد . القدِّيس أفراهاط الحكيم الفارسي |
|