رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا(6) اكتب إلي ملاك كنيسة أفسس السبت 23 نوفمبر 2013 بقلم المتنيح قداسة:البابا شنودة الثالث والرب قد طمأن ملاك كنيسة أفسس,فذكر له أعماله الحسنة أولا فقال لهأنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك...وقد احتملت ولك صبر,وتعبت من أجل اسمي ولم تكل(رؤ2:2-3) وأعرف ما قاسيته من الأشراروقد جربت القائلين إنهم رسل وليسوا رسلا,فوجدتهم كاذبين...أنا عارف أعمالك الطيبة,وقد ذكرتها لك,حتي لاتفتخر بها وتذكرها بنفسك كما فعل الفريسي(لو18:11-12). عجيب أن الرب يذكر لإنسان ترك محبته الأولي,أعمالا طيبة له من قبل بين البشر:إذ إنسان ترك محبته الأولي,ينسون له كل مافعله قليلا من أعمال طيبة.وإذا بالسنوات العجاف تأكل ماكان للسنوات السمان(تك40) أما الرب فلا ينسي شيئا حتي كأس الماء البارد. كما قال ومن سقي أحد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد فقط باسم تلميذ,فالحق أقول لكم أنه لايضيع أجره(مت10:42). مثل أولئك الذين يقفون عن يمينه في يوم الدينونة الرهيب ناسين مافعلوه من أعمال رحمة ويقولون لهمتي يارب رأيناك جائعا فأطعماك أو عطشانا فسقيناك؟ومتي رأيناك غريبا فآويناك؟أو عريانا فكسوناك؟ ...فيذكرهم الرب بما فعلوه قائلاالحق أقول لكم:بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر,فبي قد فعلتم(مت25:37-40). وبعد أن ذكر الرب لملاك كنيسة أفسس أعماله الطيبة,قال له: عندي عليك أنك تركت محبتك الأولي(رؤ2:4). وهذا درس لنا أن نذكر محاسن الناس أولا قبل أن نتعرض لشئ من مساوئهم.وليكن هذا هو الأسلوب الممتدح في النقد.. اذكر أولا النقاط السليمة ووفها حقها قبل أن تذكر الأخطاء أو النقائص... وكان هذا هو الأسلوب الذي استخدمه الرب مع المرأة السامرية: قال لهاحسنا قلت ليس لي زوج قبل أن يقول لهالأنه كان لك خمسة أزواج وختم ذلك بعبارةهذا قلت بالصدق(يو4:17-18). وأسلوب مدح الناس كان أسلوب الرب مع قائد المائة(من8:10) ومع زكا العشار(لو19:9) ومع المرأة الخاطئة في بيت سمعان الفريسي (لو7:47) بل حتي هذا الفريسي الخاطئ امتدحه الرب بعبارة بالصواب حكمت(لو7:43) قبل أن يظهر له أن الخاطئة كانت أفضل منه!. عجيب أن ملاك كنيسة أفس علي الرغم من تعبه وصبره كان قد ترك محبته الأولي واعتبره الرب أنه قد سقط! إن الله يريد محبتك له أكثر من تعبك لأجله. يقول عن مريم التي جلست عند قدميه تنصت إلي كلامه إنها اختارت النصيب الصالح الذي لن ينزع منها, أكثر من مرثا التي كانت تتعب في الخدمة(لو10:39-42). الابن الكبير كان يتعب كثيرا من أجل الأب بغير حب.وقد قال لأبيه ها أنا أخدمك سنين هذا عددها وقط لم أتجاوز وصيتك وجديا لم تعطني لأفرح مع أصدقائي!(لو15:29) وانتقد أباه وكان تصرفه ضد مشيئة أبيه,علي الرغم من أنه كان يخدمه سنين كثيرة وبرهن علي أنه ينقصه الحب ومن أجل عظمة هذه المحبة,قال القديس بولس الرسولإن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاسا يطن أو صنجا يرن...وإن اطعمت كل إخواني وإن سلمت جسدي حتي احترق ولكن ليس لي محبة فلست شيئا(1كو13:1-3). مافائدة التعب الكثير لأجل الله بدون محبتنا لله؟! ألا نكون كماكينات تتحرك وتتحرك,بدون عاطفة ولا حب؟! حتي الإنسان المشغول بالخدمة يتعب دائما.. يتعب في اجتماعات وفي افتقاد,وفي تنظيم للخدمة وتحضير للدروس,كل ذلك بدون حب الله وللناس,بينما يقول الكتابتحب الرب إلهك من كل قلبك,ومن كل فكرك,ومن كل نفسك(تث6:5) (مت22:37) وأيضاتحب قريبك كنفسك(مت22:39). ما أجمل قول السيد المسيح للأب عن خدمته المشبعة بالحبعرفتهم اسمك وسأعرفهم,ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به,وأكون أنا فيهم(يو17:26). مشكلة ملاك كنيسة أفسس أنه تعب كثيرا في الخدمة ولم يكل وفي نفس الوقت ترك محبته الأولي!! هل شغلته الخدمة عن محبة الآب,كما حدث للابن الكبير(لو15)؟ هل تحول إلي مكوك في الخدمة بدون حب؟هل تحولت خدمته إلي روتين بلا عاطفة؟مثال ذلك الذي يقوم بخدمة الفقراء...ويبدأ أولا بمحبتهم ثم تبرد محبته بمرور الوقت ويتحول من خادم روحي إلي باحث اجتماعي ويصبح كل همه هو فحص من يستحق ومن لايستحق...وبالوقت ينتهر الفقراء ويتهمهم أحيانا بالكذب أو التحايل أي أنهم محتالون!ويفقد محبته الأولي.. قديما كان يعطي المحتاجين وقلبه مملوء بالحب والحنو عليهم.أما الآن فيعطيهم وقلبه مملوء بالتذمر عليهم وقد لا يعطيهم! ترك المحبة الأولي,ربما يكون لونا من الفتور الروحي وقد اعتبره الرب سقوطا فقال لهاذكر من أين سقطت وتب (رؤ2:5). مثال ذلك: إنسان حينما يبدأ علاقته مع الله يكون ملتهبا بالنار.. الحرارة في صلواته وفي خدمته وفي محبته لله بحماس شديد يدقق في حياته الروحية,يتحمس جدا في ممارسة كل وسائط النعمة من صلوات ومزامير وألحان وتأمل وخدمة عيناه مملوءتان بالدموع وصلواته ممزوجة بالخشوع وقلبه عامر بالحب وكلماته كلها ذات تأثير عجيب في نفوس سامعيه. ثم يأتي وقت تبرد في حرارته,وتتحول صلواته إلي روتين وتتحول خدمته إلي مجرد نشاط!!ويفقد محبته الأولي... هذا الفتور يعتبر سقوطا ويحتاج إلي توبة وإذا الكتاب المقدس قد تحول إلي معلومات في فكره,وليس إلي مشاعر في قلبه,ولا إلي مناخس في ضميره! وبعد أن كان يذهب إلي الكنيسة فرحا وهو يرتلفرحت بالقائلين إلي بيت الرب نذهب(مز121:1) وبعد أن كان يدخل إلي بيت الرب في انسحاق قلب وهو يقول للربأما أنا فبكثرة رحمتك أدخل إلي بيتك وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتكأصبح يدخل كمجرد عادة بلا مشاعر! يدخل إلي بيت الله لا حبا ولا فرحا ولا رغبة في نوال بركة روحية ونعمة...إنما خوفا من مجرد البعد عن الكنيسة لئلا يكون عثرة للآخرين... |
|