|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِتَكُنْ أَوساطُكُم مَشدودة، ولْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَة "سُرُجُكُم مُوقَدَة" فتشير أولا إلى أمانة الشعب نحو الله والمواظبة على الصلاة (خروج 27: 20-22) كما تشير أيضا إلى إشعال السُرُج وجعلها متوّهجة بالأعمال الصالحة، أي بأعمال البرِّ. كما تشير أخيراً إلى حالة التأهب حتى في الليل. إذ يحتاج الإنسان في الليل لسراج موقد يسير به في الظلام. فتلميذ الرب يرتدي باستمرار ثوب الخدمة وهو على أتم الاستعداد. فالسُرج الموقدة هي رمزٌ إلى اليقظة والانتباه للذين ينتظرون به مجيء المسيح؛ وسبق الكلام على مثل هذا في مثل العشر العذارى (متى 25: 1-13). واليقظة هي تمييز علامات الأزمنة بالبحث عن علامات مخطّط الله، وعن ملكوته، في التاريخ البشري الذي نعيش فيه الآن وهنا. وبكلمة أخرى تشير "سُرُجُكُم موقدة" إلى النفس بكل طاقاتها التي تضيء داخل الجسد ليعيش الإنسان في وحدة وتناسق تحت قيادة الروح لحساب مملكة النور. ويعلق القديس أوغسطينوس "ماذا يعني: أَوساطُكُم مَشدودة"؟ اترك الشر والتزم العفة (مزمور 34: 14)؛ وماذا يعنى "سرجكم موقدة"؟ اصنع الخير أي الأعمال الصالحة ". "لِتَكُنْ أَوساطُكُم مَشدودة" تعني أن نضبط شهواتنا، الذي هو عمل العفة باعتبار الجسد ميت عن ملذات العالم والخطيئة (قولسي5:3) أمَّا القديس كيرلس الكبير فيعلق أن هذين الأمرين "ِلتَكُنْ أَوساطُكُم مَشدودة، ولْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَة،" يشيران إلى شركة الجسد مع النفس في الحياة المقدَّسة، فمنطقة أَوساطُكُم تشير إلى الجسد الذي قمعه الرسول، واستعبده لا ليُحطِّمه، وإنما ليربِّيه بالروح القدس فيحيا مقدَّسا للرب. ويعلق البابا فرنسيس "نريد نحن المسيحيّون أن نكون مثل أولئك الخدام الذين قضوا الليل وأَوساطُهم مَشدودة، وسُرُجُهم مُوقَدَة: يجب أن نكون مستعدّين للخلاص الآتي" (المقابلة العامة: الرجاء المسيحي، الرجاء هو انتظار يقظ، 11 أتشرين الأول 2017). فالله "يُريدُ أَن يَخْلُصَ جَميعُ النَّاسِ ويَبلُغوا إلى مَعرِفَةِ الحَقّ" (1 طيموتاوس 2، 4). |
|