لقّبها القديس جيروم "مفخرة السيدات الرومانيات". انتقل والدها من هذا العالم وهي صغيرة، فاهتمت والدتها ألبينا بتربيتها. فقدت زوجها بعد سبعة شهور فقط من الزواج. وإذ كانت هذه الأسرة من أشراف روما تقدم إليها القنصل الروماني سيرياليس Cerealis، اتفق مع والدتها أن يتزوجها حيث كان قد طعن في السن ولديه غنى كثير، فأراد لها أن ترثه، لكن مرسلا رفضت ذلك وهى أرملة نذرت نفسها لتكريس كل حياتها للرب. توسلت مارسيللا إلى والدتها ألا تضغط عليها، فقد أرادت ألا تنشغل بأمور العالم، بل تكرس كل حياتها لعريسها السماوي الذي لا يموت. وعزمت على التمثل بمنهج الشرقيين في التقشف، فامتنعت عن أكل اللحم وشرب الخمر وكانت تقضي وقتها كله في القراءات المقدسة والصلاة وزيارة الكنائس، ولا تتكلم مع رجل وحدها. بيت العذارى:
اهتمت بخدمة الأرامل، فكانت تحثهن على الحياة المقدسة في الرب والحشمة. كما كان الكتاب المقدس موضوع لهجها المستمر. في وقت قصير تبعتها كثير من العذارى والأرامل في روما كن من أصل شريف، وتمثلن بمنهجها إذ قمن بتوزيع ممتلكاتهن على الفقراء والمساكين، وكرّسن حياتهن للعبادة، ووضعن أنفسهن تحت رعايتها وإشرافها. وُجِدت ستة عشر رسالة من القديس جيروم بها ردود على أسئلتها الدينية. عندما جاء القديس جيروم مع القديس أبيفانيوس وبولنيوس إلى روما سألته تفسير بعض عبارات من الكتاب المقدس فكان يشرح لها. وبعد سفره إلى أورشليم اهتمت بتفسير الكتاب القدس لبعض النسوة. أحبت حياة الخلوة، فغادرت روما، وإذ قرأت عن دور القديس باخوميوس في تأسيس أديرة راهبات بصعيد مصر لبست ثوب الرهبنة واجتذبت كثيرات من النساء الرومانيات وأنشأت أديرة كثيرة للعذارى والراهبات في روما.دخل الجنود البرابرة البرابرة القوط على روما سنة 410 م. وحرقوا المدينة ودمروا ما بها، وكان الجنود يقتلون كل من يلتقون بهم. دخل الجنود بيت العذارى، وأساءوا معاملتها حتى تُظهِر كنوزها التي كانت في الواقع قد وزعتها من قبل على الفقراء والمحتاجين. ولم تتأثر القديسة بتلك المعاملة، وإنما اهتزت فقط من أجل تلميذتها برينشيبا أو برينسيبيا Principia (ربما لأنها وحدها كانت معها أثناء إساءة معاملتها) ووقعت عند أقدام الجنود وتوسلت إليهم ألا يوجهوا إليها أية إهانة، وحنن الرب قلوبهم عليها فأشفق الجنود عليها وتركوها عند كنيسة القديس بولس. وقد عاشت القديسة مارسيللا بعد ذلك فترة قصيرة وتنيّحت بين يديّ تلميذتها برينسيبيا في أواخر شهر أغسطس سنة 410 م.، ويعيّد لها الغربيون يوم 31 يناير من كل عام.