رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَمَّا عُيُونُ الأَشْرَارِ فَتَتْلَفُ، وَمَلْجَأُهُمْ يَبِيدُ، وَرَجَاؤُهُمْ تَسْلِيمُ النَّفْسِ [20]. بعد أن قدم صورة رائعة عن التوبة الخالصة وثمرها المفرح، حذر من الشر وآثاره. فإن عيون الأشرار تتلف. العيون التي لا تتطلع إلى الله مصدر الخير تفسد. "ورجاؤهم تسليم النفس"، يبيد ويتلاشى، إذ "عند موت إنسانٍ شريرٍ يهلك رجاؤه" (أم 11: 7). * يقصد بالعيون النية المقدمة لنا. يشهد الحق في الإنجيل، قائلًا: "إن كانت عينك بسيطة، فجسدك كله يكون نيرًا" (مت 6: 22). إن كانت النية الطاهرة تسبق عملنا، فمهما بدا العمل لدى البشر، فإنه في عيني دياننا الداخلي يُحسب العمل طاهرًا. فأعين الأشرار هي نياتهم من جهة شهواتهم الجسدية التي في داخلهم. هذه تتلف لأنها لا تبالي باهتماماتهم الأبدية، متطلعين دومًا نحو المكاسب الزمنية وحدها... "ويكون رجاؤهم دنسا للنفس". ما هو رجاء الخاطى هنا في كل أفكاره سوى أن يسمو على الآخرين في السلطان، وتفوق مخازنه مخازن كل الناس، وأن يكسر منافسيه ليسيطر عليهم، وأن يشبع شهوته، وأن يذعن في كل شيءٍ لإشباع الشهوة. حسنًا قيل أن رجاءهم "دنس للنفس". الآن كان يمكن القول بأن صوفر محق في هذا لو أن الطوباوي أيوب لم يعلن هذا بأكثر كمال خلال حياته. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|