عشيّة اليوم الأخير قبل ذهابي إلى فيلنيوس كشَفَتْ لي إحدى الراهبات العجوزات عن حالة نفسها. قالت لي إنها كانت تتألّم داخليًّا منذ سنين عديدة وأنه كان يتراءى لها أنّ كل اعترافاتها هي باطلة وإنّها تشكّ فيما إذا كان الله قد غفر لها أم لا. سألتُها عمّا إذا تحدّثت إلى معرّفها عن ذلك. أجابت أنها تحدّثت مرات عديدة إلى معرّفيها … «ولا شيء يريحني ويبدو لي في كل حين أنّ الله لم يغفر لي». أجبتها: «يجب أن تُطيعي معرّفك، يا أختي، وكوني بطمأنينة تامة، لأن ذلك هو مجرّد تجربة». ولكن طلبَتْ إليّ والدمع في عينيها أن أسأل يسوع إذا كان قد غفر لها، وإذا كانت اعترافاتها جيّدة أم عاطلة. أجبتها بشدّة: «إسأليه أنتِ بذاتك يا أختي، إن كنتِ لا تصدّقين معرَّفيكِ»، ولكنها قبضت على يدي ولم تدعني أغادر قبل أن أعطيَها جواباً. ومكثت تطلب إليّ أن أصلي من أجلها وأن أُعلِمَها ما قد يقول لها يسوع. ولم تدعني أترك، وهي ما تزال تبكي بمرارة وقالت لي: «إني أعلم أنّ يسوع يتحدّث معكِ يا أختي». بينما هي متكبّشة بيدي ولم أستطع إلى الهرب سبيلاً، وعدتُها بأن أصلّي من أجلها. في المساء، وقت زياح القربان، سمعتُ هذه الكلمات في نفسي: «قولي لها إنّ شكّها يجرح قلبي أكثر من الخطايا التي ارتَكَبَتْها». ولمّا نقَلْتُ لها ذلك أخذت تبكي كطفلة وخالج نفسها فرح كبير. وأدركتُ أنّ الله أراد أن يعزّي هذه النفس من خلالي. لقد أتمَمْتُ إرادة الله رغم أنّ ذلك كلّفني غالياً.