رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أن المحبة لله والمحبة للقريب قد رسمت علينا من قبل الله بوصيةٍ واحدةٍ هي نفسها: لأن هذه الوصية لنا منه، أن من يحب الله، يحب أخاه أيضاً: (يوحنا أولى ص4ع21): والسبب في ذلك، يقول القديس توما اللاهوتي، هو لأن الذي يحب الله فيحب أيضاً كل الأشياء المحبوبة منه تعالى: فالقديسة كاترينا التي من مدينة جانوا كانت يوماً ما تخاطب الله قائلةً: أيها الرب أنتَ تريد مني أن أحب قريبي، وأنا لا أقدر أن أحب آخر غيركَ. فالباري جلت رأفته قد أجابها عن ذلك بقوله لها: أن من يحبني يحب كل الأشياء المحبوبة مني. فاذاً من حيث أنه ما وجد قط، ولن يوجد أصلاً من أحب الله أو يحبه أكثر من والدته المجيدة، فهكذا لم يوجد مطلقاً ولن يكون أبداً من أحب القريب أو يحبه أكثر من حبها إياه. فالأب كورنيليوس الحجري اذ يفسر كلمات سفر النشيد (ص3ع9) وهي: أن سليمان الملك عمل له عماريةً من خشب لبنان، فعمل عمدها من فضةٍ، ومتكأها من ذهبٍ، وجلالها من أرجوان، وباطنها مرصعاً، وذلك بواسطة محبة بنات أورشليم: فيقول:" أن هذه العمارية أي العرش هي رسم مستودع مريم البتول الذي عندما سكن فيه كلمة الله متجسداً، قد أوعب والدته هذه حباً وشفقةً، لكي تساعد هي مسعفةً كل من يلتجئ إليها". ولذلك قد كانت هذه الأم الإلهية في مدة حياتها على الأرض ممتلئةً من المحبة والرأفة بهذا المقدار، حتى أنها كانت تسعف المحتاجين من دون أن يلتمسوا منها ذلك. |
|