رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المشورة في كل شيء
يقول الحكيم سليمان.. بان من ليس له إرشاد يسقط كالورق، وفي كثرة المشورة يوجد سلام. إنه لم يقل في مشورة الكثيرين يوجد سلام، إذ لا يطلب منا أن نستشير كل أحد، بل أن نطلب المشورة في كل شيء. وكأمر طبيعي نستشير إنسانًا نثق فيه. بمعنى ألا نخبر عن شيء ونخفي آخر، بل نكشف كل أمر ونطلب المشورة في كل شيء. سلام مثل هذا الإنسان أكيد بسبب كثرة المشورة. كشف الأفكار عندما لا نكشف أفكارنا ونياتنا، ولا نطلب مشورة المختبرين، نعتمد على إرادتنا الخاصة ونتبع تبريراتنا الذاتية. واضح أننا إذ نصنع بعض الأمور الصالحة ننصب لأنفسنا شباكًا، وبدون أن نعرفها نهلك. فإنه كيف يمكننا أن نفهم إرادة الله أو نُخضع أنفسنا لإرادة الله بالكامل، إن كنا نعتمد على ذواتنا ونتمسك بإرادتنا الذاتية؟ لذلك قال الأب بيمين: "إرادتنا هي حائط نحاسي تفصل بين الإنسان والله". خطورة الاتكال على الإرادة الذاتية الإنسان الذي يعتمد على تفكيره الذاتي ويحتفظ بإرادته الخاصة، يُسقطه الشيطان كيفما أراد. أما الذي يصنع كل شيء بمشورة فلا يقترب إليه. هذا هو السبب الذي لأجله يكره الشيطان الأسئلة والإرشاد. إنه يبغض مجرد الصوت ونفس رنين الكلمات. أليس واضح سبب هذا؟ لأنه يعلم أن حيله الشريرة تنفضح للحال عندما يبدأ الإنسان يستفسر ويتكلم في أمور نافعة. ولا يوجد شيء يرعب الشيطان مثل أن تنفضح ألاعيبه، إذ لا يعود قادرًا أن يحتال كيفما يريد. عندما يستفسر الإنسان ويسمع النصيحة من مختبر يقول له "افعل هذا ولا تفعل ذاك" أو "الآن هو وقت لصنع كذا"، عندئذ لا يقدر الشيطان أن يضره أو يطرحه، مادام يطلب المشورة ويحمى نفسه من كل جانب، بهذا يتحقق القول انه في كثرة المشورة يوجد سلام. عدم الاعتماد على الفهم الخاص يحب العدو (الشيطان) أولئك الذين يعتمدون على فهمهم الخاص، ويساعدهم واضعًا حيلًا ضدهم. وإنني لا أعرف طريقًا آخر لسقوط الراهب إلا اعتماده على قلبه الخاص. فالبعض يقولون بأن الإنسان يسقط بسبب هذا أو ذاك، أما أنا فإنني لا أعرف طريقًا للسقوط غير أتباع الإنسان لقيادة ذاته. فإن رأيت إنسانًا يسقط، فاعلم أنه يسلك بسبب قيادة ذاته، إذ لا شيء أكثر منه خطرًا ووبالًا. احذر الصغائر إنني أكرر لكم دائمًا أننا نرتكب الخطايا الخطيرة عن طريق تساهلنا مع أنفسنا في الأمور الصغيرة. (فمثلًا) أي شيء أكثر خطرًا من خطية إدانة الآخرين؟! أي شيء سواها مكروه لدى الله وغريب عنه؟ ومع ذلك فإن الإنسان يصل إلى هذا الشر العظيم عن طريق أمور تبدو غير هامة، كأن يسمح لنفسه بقليل من الانتقاد لقريبه. فإذ يسمح لنفسه بهذا يبدأ الذهن لا يهتم بخطاياه بل بخطايا قريبه. وهذا يقوده إلى التعلل (بسيرة الناس)، والتوبيخ، والنطق بكلمات شريرة وأخيرًا بالإدانة المهلكة. لذلك فإنه لا شيء يغضب الله ويفقد الإنسان (النعمة) ويقوده إلى الهلاك الأكيد مثل البحث عن أخطاء الآخرين، والنطق بشرٍ ضدهم وإدانتهم. |
23 - 12 - 2021, 09:25 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: المشورة في كل شيء من أقوال الأب دوروثيؤس
شكرا على القول المبارك ربنا يباركك |
||||
23 - 12 - 2021, 09:54 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: المشورة في كل شيء من أقوال الأب دوروثيؤس
شكرا جدا
الرب يباركك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الفريسي والعشار من أقوال الأب دوروثيؤس |
الضمير هو الخصم | من أقوال الأب دوروثيؤس |
الناموس من أقوال الأب دوروثيؤس |
من أقوال الأب دوروثيؤس |
الإدانة من أقوال الأب دوروثيؤس |