رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الملاك روفائيل يكشف عن هويته ولَمَّا تَمَّ العُرْس، دَعا طوبيتُ طوبِيَّا آبنَهوقالَ لَه: ((إِهتَمَّ، يا بُنَيَّ، بِدَفعِ الأُجرَةِ لِلرَّجُلِالَّذي رافَقَكَ وبِالإضافةِ علَيها)).2 قالَلَه: ((يا أَبتِ، أَيَّ أُجرَةٍ أَدفَعُ لَه؟ لن أَكونَ خَاسِرً حتَّى لو دَفَعتُ لَه نِصْفَ الأَموالِ الَّتي عادَ بِها معي.3 إِنَّه رَجَعَ بي سالِمً وأَبْرأَ آمرأَتي وعادَبِالمالِ معي وشَفاكَ. فأَيَّ أُجرَةٍ أَدفَعُ له لِهذا أيضً؟)).4 قالَ لَه طوبيت: ((مِنَ العَدْلِ، يابُنَيَّ، أَن يأخُذَ نِصْفَ كُلِّ ما عادَ بِه)).5 فدَعاه طوبِيَّا وقالَ لَه: ((خُذْ نِصْفَ ماعُدْتَ بِه أُجرَةً لَكَ وآمضِ سالِمً . امتد عرس طوبيا وسارة أسبوعًا آخرًا (بحسب الترجمة اللاتينية) حيث أراد طوبيا أن يشترك أهل نينوى في العرس الذي تم في راجيس بعيدًا عنهم، وقد كان القانون اليهودي يمنح اليهودي المتزوج حديثً ، أن يعفى من أية إلتزامات وطنية وقومية لمدة سنة كاملة (إذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً جَدِيدَةً فَلا يَخْرُجْ فِي الجُنْدِ وَلا يُحْمَل عَليْهِ أَمْرٌ مَا. حُرًّ يَكُونُ فِي بَيْتِهِ سَنَةً وَاحِدَةً وَيَسُرُّ امْرَأَتَهُ التِي أَخَذَهَا. تث 24: 5). الرفيق يكشف عن هويته: و في غمرة تلك الأفراح التي سبح فيها كل من طوبيا وأهله وأصدقائه، لم ينسى هو وإبنه، ذلك الرجل القديس الذي ساهم فيما نالهم من تعزية وبهجة، فقد قام روفائيل بدور الحارس الشخصي للإبن طوال الرحلة، ثم قام بالتوسط في زواجه من سارة، وهو الذي قام به الرسل والأنبياء والرعاة للإشارة إلى إتحاد المسيح بالكنيسة وإلى أن رأس الكنيسة هو المسيح، وهو بذلك يقوم بدور الكارز، كما قام الملاك بدور جندي الرب، حيث قبض على الشيطان وقيدّه وساعد طوبيا في إصطياد السمكة وإسترد له الوديعة من غابليوس وكطبيب شفى عيني طوبيا الشيخ. و عن الملاك روفائيل يقول القديس يوحنا ذهبي الفم (في ميمر عنه): ] هو ملاك وهو وكيل العريس لأنه اتفق مع طوبيا وأقام العرس، إنه لا جسد له لأنه لم يذق شيئًا طوال الأيام التي صار فيها معه، إنه شفيع فقد توسل إلى السيد الرب صاحب كنوز الرأفة لأجل طوبيت وطوبيا ابنه ولأجل سارة، هو نشيط لأنه عندما كان طوبيا في العرس أخذ جملًا إلى راجيس وأحضر الفضة، هو طبيب لأنه أبرأ عيني طوبيا الرجل الرحوم ثم أوصى ابن طوبيا أن يعمل الرحمة من ماله لأن الصدقة تنقذ الإنسان من الموت، هو قائد لأنه قيدّ أزموداوس (الشيطان) هو متطوّع لأنه لم يأخذ أجرًا إتفقوا عليه معه، إنه خادم نشيط لأنه قام بكل ما احتاجوا إليه، أنه خدوم لأنه وقف معه وخدم كعبد أمين فيالعظم رأفة الله ويالطاعة رئيس الملائكة الواقف في حضرة رب الجنود، وقد وقف أما إنسان يخدمه [. و تعكس رغبة طوبيا في إكرام الملاك هنا، وفاء الكنيسة تجاه قديسيها وخدامها، فتحتفل بهم في ذكراهم وتكرّم أجسادهم وأيقوناتهم وتطلب شفاعتهم المستمرة أمام عرش النعمة (اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. عب 13: 7). لقد كان الرفيق بحسب الإتفاق المبدئى يستحق مبلغ خمسة وثلاثين درهمًا فقط .!!! وأما رغبتهم في إعطائه نصف ما عاد به طوبيا تعكس شعورهم بالامتنان تجاهه وتؤكد تقديرهم للدور الكبير الذي قام به ] الانَّكَ اخِي تَخْدِمُنِي مَجَّانا؟ اخْبِرْنِي مَا اجْرَتُكَ (تك 29: 15) [ لقد تضاءل أمامهم المال والمقتنيات مقابل الفرح والسرور الذي تحقق لهم. 6 حينئذٍ آنفَرَدَ بِهِمَا رافائيلُ فقالَ لَهما: ((بارِكا اللهَوسَبِّحاه أَمامَ جَميعِ الأَحياءَ لِكُلِّ ما أَحسَنَ بِه اليكُما. بارِكا وعَظِّما آسمَه. أَخبِرا جَميعَ النَّاسِ بِأَعْمالِ اللهِ بمايَجِبُ مِنَ الإِكْرام، ولا تَتَوانَيا في تَسْبيحِه.7 خَيرٌ أَن يُكتَمَ سِرُّ المَلِك، أَمَّا أعْمالُالله فلا بُدَّ مِن كَشْفِها والآعتِرافِ اِللَّائِقِ بِها. إِصْنَعاالخَير، لا يُصِبْكُما سُوء.8 الصَّلاةُ معالصَّومِ والصَّدَقةُ مع البِرِّ خَيرٌ مِنَ الغِنى مع الإِثْم،التَّصَدُّقُ خَيرٌ مِنِ آذِّخارِ الذَّهَب.9 الصَّدَقةُ تُنَجِّي مِنَ المَوت وهي تُطَهِّرُ مِن كُلِّ خَطيئة. الَّذينَ يَتَصَدَّقونَ يَشبَعونَ مِنَ الحَياة. 10 أَمَّا الَّذينَ يرتَكِبونَ الخطيئةَ والإِثْمفهُم أَعْداءُ أَنْفُسِهِم. هنا أخذهما الملاك منفردًا، ليعلن لهما الأسرار، فقد يستوعبان هنا هذه الأسرار بينما لا يقدر الآخرين على إدراكها، وربما كان في ذلك تفسير لما قاله لهما بعد ذلك من أنه خير أن يكتم سر الملك .! خَيرٌ أَن يُكتَمَ سِرُّ المَلِك، أَمَّا أعْمالُ الله فلا بُدَّ مِن كَشْفِها والآعتِرافِ اِللَّائِقِ بِها: رأى كثير من القديسين الأول، أن المقصود بالشق الأول من هذه الآية، هو نفس مضمون الآية ] لاَ تُعْطُوا الْمُقَدَّسَ لِلْكِلاَبِ (مت 7: 6) [ فقد اقتبس آباء مجمع نيقية آية سفر طوبيا هذه في ردهم على أريانوس، بخصوص عدم إعطاء القدس للكلاب، موضحين اختيار ما يلائم عند الحديث مع الأشخاص الذين يسمعون 1. كذلك فقد اعتمد القديس أثناسيوس الرسولي عليها، في دفاعه ضد الآريوسيين، عندما اتهموه بكسر كأس التناول التي كان يستخدمها القس مكاريوس الآريوسى، إذ تعجب القديس من كون القس يكشف الكأس أمام الناس، وهي التي تحمل السر المقدس، فقال إنه لم يرها وإذا أتيح لإنسان أن يراها فهذا أهمال من القس المذكور. 2 و قد أوردها أيضًا يوسابيوس القيصري عند حديثه عن اضطهاد فالريان.3 و قد تعني الآية أيضًا : أن سر الملك هو العلاقة الشخصية السرية بين المؤمن ومسيحه (ملكه) والتي لا يليق بنا كشفها أمام الآخرين ] أُخْتِي الْعَرُوسُ جَنَّةٌ مُغْلَقَةٌ عَيْنٌ مُقْفَلَةٌ يَنْبُوعٌ مَخْتُومٌ. (نش 4: 12) [ ولكن الله هو الذي يتولى الكشف عنها، وأما أعمال الله التي تعلن فهي السلوك والأعمال التي يراها الناس فيمجدوا أباهم الذي في السموات، وبذلك تكون علاقتنا لعلاقتنا بالله شقان، جذور وثمار، فالجذور هي التفاعل مع محبة الله (سر الملك) وأما الثمار فهي أعمال الله معنا وفينا والتي يجدر بنا التحدث عنها بالكلمة والسلوك. و قد تعني أيضًا أن هناك بعض الأمور مما يعجز الآخرون عن فهمها وإدراكها والتي يجب أن تكتم عنهم، لئلا يجدف على الأسم القدوس، وعدم التحدث في أمور لاهوتية عالية أمام غير الروحيين وإنما يناسبهم أعمال المحبة والبذل، نقدمها لهم. الصلاة والصوم والصدقة ً : و هي أركان العبادة الثلاثة، وهي ترتبط ببعضها البعض ارتباطًا وثيقًا ، فالصوم يحلنا من رباط الجسد والمادة، ويمهد للإتحاد مع الله على مذبح الصلاة وأمّا الصدقة فتجعل لنا دالة أمام الله. قال أحد القديسين: (إذا أردت أن تصعد صلاتك إلى السماء فإقرنها بجناحي الصوم والصدقة) الصَّدَقةُ تُنَجِّي مِنَ المَوت: لاشك أن الذي يرحم الفقير، يستدّر مراحم الله له ] طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ. (مت 5: 7) [. فإذا قارننا النوعين من الرحمة، سنجد أننا سنرحم الفقير بمال قليل في حين يرحمنا الله من خطايانا، ولاشك أن الشخص المتصدق والمحب للصدقة، هو إنسان شاخص باستمرار إلى فوق حيث يوجد مقره السمائي، هناك كنوز الرحمة والمجد، فتصلى الكنيسة في أوشية القرابين قائلة بتوسل عن مقدمى القرابين ] إعطهم الباقيات عوض الفانيات، السمائيات عوض الأرضيات، الأبديات عوض الزمنيات، وكما ذكروا اسمك القدوس على الأرض (تصدقوا لإجل اسمك) أذكرهم هم أيضًا في ملكوتك [. و يرى القديس الأنبا زوسيما نقلًا عن الأب تادرس، أنه كان في مدينة الأسكندرية في أيام الأسقف يوحنا النيقاوى، فتاة وثنية ثرية، حدث أنها بينما كانت في نزهة رأت شابًا يريد الانتحار بسبب ثقل ديونه، فوعدته بسداد ديونه حتى لو تكلفت في ذلك كل ثروتها، وقد حدث ذلك بافعل، فافتقرت ثم باعت نفسها للخطية، وعند موتها توسلت إلى جيرانها أن يبلغوا البابا برغبتها في العماد، ولكنهم رفضوا لكونها خاطئة، فحزنت ولكن ملاك الرب وقف بها في صورة ذلك الشاب الذي أنقذته من الموت، وعرفها أنه هو نفسه، فطلبت منه أن يعينها في قبول العماد، فأحضر ملاكين آخرين، واتخذوا ثلاثتهم شبه ثلاثة أراخنة المدينة وحملوها إلى البابا الذي عمدها بناءا ً على تزكيتهم لها، ولمّا، عرف أمر عمادها من ملابسها البيضاء ووصل الخبر إلى أولئك الأراخنة، وذهلوا لعدم علمهم بهذا الأمر، فرجعوا إلى الفتاة حيث عرفوا منها حقيقة الأمر، فمجدّ البابا البطريرك، الرب قائلًا عادل أنت يا رب وأحكامك عظيمة جدً جدًا 4 وتظهر من الرواية أهمية عمل الرحمة في خلاص النفس والنجاة من الخطر. و في تعليقه على هذه الية يقول القديس الذهبي الفم أن الصدقة أنقذت امرأة صرفة صيدا وإبنها من الموت وكذلك طابيثا] 1 مل 17، وَكَانَ فِي يَافَا تِلْمِيذَةٌ اسْمُهَا طَابِيثَا الَّذِي تَرْجَمَتُهُ غَزَالَةُ. هَذِهِ كَانَتْ مُمْتَلِئَةً أَعْمَالً صَالِحَةً وَإِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا.وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَنَّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ فَغَسَّلُوهَا وَوَضَعُوهَا فِي عِلِّيَّةٍ. وَإِذْ كَانَتْ لُدَّةُ قَرِيبَةً مِنْ يَافَا وَسَمِعَ التَّلاَمِيذُ أَنَّ بُطْرُسَ فِيهَا أَرْسَلُوا رَجُلَيْنِ يَطْلُبَانِ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَتَوَانَى عَنْ أَنْ يَجْتَازَ إِلَيْهِمْ. فَقَامَ بُطْرُسُ وَجَاءَ مَعَهُمَا. فَلَمَّا وَصَلَ صَعِدُوا بِهِ إِلَى الْعِلِّيَّةِ فَوَقَفَتْ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأَرَامِلِ يَبْكِينَ وَيُرِينَ أَقْمِصَةً وَثِيَابً مِمَّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِيَ مَعَهُنَّ. فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ الْجَمِيعَ خَارِجً وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْجَسَدِ وَقَالَ: «يَا طَابِيثَا قُومِي!» فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا. وَلَمَّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ فَنَاوَلَهَا يَدَهُ وَأَقَامَهَا. ثُمَّ نَادَى الْقِدِّيسِينَ وَالأَرَامِلَ وَأَحْضَرَهَا حَيَّةً . فَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُومً فِي يَافَا كُلِّهَا فَآمَنَ كَثِيرُونَ بِالرَّبِّ. أع 9: 36 - 42 [. 5 و تمحو الخطايا: و الصدقة المقصودة هنا، هي تلك التي تبذل عن حب وأفضل منها، تلك التي تقدم مع التوبة، ومن هنا فقد ركزت الكنيسة في تعاليمها عن الصدقة، أن تلازم فترات الصوم والتي فيها يعيش المؤمن حياة التوبة، وقد إستند القديس أمبرويسيوس على هذه الأية في حديثه عن التوبة وقبول الله لها قائلًا : ] موسى استلم الوصايا عندما كان صائمًا ، وكذلك بطرس تعلّم نعمة العهد الجديد من خلال الصوم، وكذلك دانيال أنقذه صومه من أفواه الأسود ورأى الأحداث المستقبلية، والنجاة لنا أيضًا إذا إغتسلنا من خطايانا بالصوم لأنه مكتوب أن الصوم والصدقة تغسل الخطايا (الصَّدَقةُ تُنَجِّي مِنَ المَوت وهي تُطَهِّرُ مِن كُلِّ خَطيئة. الَّذينَ يَتَصَدَّقونَ يَشبَعونَ مِنَ الحَياة طو 12: 9) [.6 و قد وردت قصة أخرى في بستان الرهبان، 7عن رجل سورى، وجد ذات مرة وهو في طريقه رجلًا ميتًا ، فخلع ثوبه وغطاه به، وبعد أيام وبينما كان في طريقه، وقع عن دابته وانكسرت رجله وفشل العلاج فيها، وأقر الأطباء أخيرًا قطعها، فبكى في تلك الليلة كثيرًا ، وفي نصف الليل دخل عليه شخص من الكوة وسأله عن سبب حزنه، ثم مسح له بيده على رجله وأمره أن يمشى، فقام مستندًا عليه ومشى سليمًا ، ثم أردف ذلك الضيف قائلًا (إن الرب قال في إنجيله طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ فلمّا أراد الانصراف، استحلفه قائلًا : من أجل خاطر الذي أرسلك أمّا تعرفني من أنت؟ فأشار بيده إلى الثوب الذي عليه قائلًا أتعرفه هذا، فقال نعم كان لي، فقال له: أنا ذلك الميت الذي كان ملقى على الطريق، أرسلني الله لشفائك فإشكره وإعمل الرحمة فتخلصك من الآفات وتغفر الخطايا، ثم انصرف عنه (راجع تعليقنا على الصدقة في الإصحاح الرابع). الخصومة مع التنفس: الذين يعملون الخطية يدخلون في خصومة مع النفس ويحزنون روح الله الساكن فيهم ويعطلون مسيرة خلاصهم، ولعّل في هذه الآية تعليم عن أن الخطية تهين الإنسان وحده وتسىء إليه، فإن الذين يخطئون بإرادتهم وعن معرفة، يتسببون في هلاك نفوسهم، وهم في ذلك يخطئون بكامل حريتهم وإرادتهم، يقول القديس مار إسحق اصطلح أنت مع نفسك فتصطلح معك السماء والأرض. 11 سأُخبِرُكُمابِالحَقيقةِ كُلِّها ولَن اخفِيَ علَيكا أَيَّ شيءٍ كان. سَبَقَ أَنأَعلَنتُ فقلتُ لَكُما: ((خَيرٌ أَن يُكتَمَ سِرُّ المَلِك، أَمَّاأَعْمالُ الله فلا بُدَّ مِنَ الِآعتِرافِ بِها بما يَجِبُ مِنَالتَّمْجيد. 12 فحينَ كُنتَ تُصَلِّي أَنتَوسارة، كُنتُ أَنا أَرفعُ ذِكْرَ صَلاتِكُما إِلى حَضرَةِ مَجْدِالرَّبّ، وكذلك حينَ كُنتَ تَدفِنُ المَوتى. 13 وحينَما لم تَتَوانَ في القِيامِ وتَرْكِ المائِدةِ والذَّهابِلِدَفْنِ المَيْت، أُرسِلْتُ حينَئِذٍ اليكَ لِأَمتَحِنَكَ. 14 وفي الوَقْتِ نَفْسِه أَرسَلَني اللهُ لِأَشفِيَكَوأُبرِئَ سارةَ كنَّتَكَ. 15 أَنا رافائيل،أَحَدُ المَلائِكةِ السَّبعةِ الواقِفينَ والدَّاخِلينَ في حَضرَةِمَجْدِ الرَب. في إعلان الملاك عن حقيقتهلكل من طوبيا الشيخ وطوبيا الابن، تعزية لهما ولكل من يعمل الصلاح، فإن الله لم ينس لطوبيا، حتى تركه المائدة وذهابه ليهتم بجثة اليهودي ملقاه على الطريق، وأن كل تعب الإنسان وجهاده لهو مصرور في زق عنده (اجْعَلْ أَنْتَ دُمُوعِي فِي زِقِّكَ. مز 56: 8) وقد لا يقابل بر الإنسان وإحسانه بالشكر من الناس، ولكن الله الذي يرى في الخفاء هو يجازى علانية (لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً . مت 6: 4). وأنه كل من كان مقبولًا عند الله لكي يزاد ماله، لأن الذي له يعطى له فيزداد ](لأَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى فَيَزْدَادُ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ. مت 25: 29) مت 13: 2 [ كما يسمح لهم الله بالضيقات لئلا ينتفخوا بقلوبهم، ومع ذلك فهو يعطى مع التجربة المنفذ (لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلَكِنَّ اللهَ أَمِينٌ الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا.1 كو 10: 13). و أن للملائكة دورًا كبيرًا في خدمة البشر، حيث يرسلهم الله لخدمة العتيدين أن يرثوا الخلاص، وهم يرفعون صلوات ودموع المجاهدين إلى حضرة مجد الرب (لَمَّا شَخَصَ إِلَيْهِ وَدَخَلَهُ الْخَوْفُ قَالَ: «مَاذَا يَا سَيِّدُ؟» فَقَالَ لَهُ: «صَلَوَاتُكَ وَصَدَقَاتُكَ صَعِدَتْ تَذْكَارً أَمَامَ اللهِ. أع 10: 4). و في هذه الفقرة إشارة إلى الملائكة السبعة باعتبار روفائيل أحدهم، وقد وصفه كثير من القديسين الأول برئيس الملائكة، مثل القديس أمبروسيوس في حديثه عن الإيمان المسيحي 8 وكذلك القديس يوحنا ذهبي الفم في ميمره عن الملاك روفائيل 9 وأمّا رؤساء الملائكة الستة الآُخر فهم: ميخائيل (قوة الله) وهو المتقدم على جميع الملائكة (وَرَئِيسُ مَمْلَكَةِ فَارِسَ وَقَفَ مُقَابِلِي وَاحِدً وَعِشْرِينَ يَوْمً وَهُوَذَا مِيخَائِيلُ وَاحِدٌ مِنَ الرُّؤَسَاءِ الأَوَّلِينَ جَاءَ لِإِعَانَتِي وَأَنَا أُبْقِيتُ هُنَاكَ عِنْدَ مُلُوكِ فَارِسَ.وَلَكِنِّي أُخْبِرُكَ بِالْمَرْسُومِ فِي كِتَابِ الْحَقِّ. وَلاَ أَحَدٌ يَتَمَسَّكُ مَعِي عَلَى هَؤُلاَءِ إِلاَّ مِيخَائِيلُ رَئِيسُكُمْ دا 10: 13، 21، وَفِي ذَلِكَ الْوَقْتِ يَقُومُ مِيخَائِيلُ الرَّئِيسُ الْعَظِيمُ الْقَائِمُ لِبَنِي شَعْبِكَ وَيَكُونُ زَمَانُ ضِيقٍ لَمْ يَكُنْ مُنْذُ كَانَتْ أُمَّةٌ إِلَى ذَلِكَ الْوَقْتِ. وَفِي ذَلِكَ الْوَقْتِ يُنَجَّى شَعْبُكَ كُلُّ مَنْ يُوجَدُ مَكْتُوبً فِي السِّفْرِ. 12: 1) غبريال (بطل الله) سوريال (الله صخرة) سداكيئيل (عدل الله). سراسيئيل (الله غلب). آنانيئيل (حنان الله). 10 فآرتاعَ الِآثْنانِوسَقَطا على وَجهَيهِمَا مُرتَعِدَين. 17 فقاللَهُما: ((لا تَخافا، علَيكا السَّلام. بارِكا اللهَ لِلأَبَد. 18 لَمَّا كُنتُ معكما، لم أَكُنْ بِفَضْلي أَنا، بلبمَشيئَةِ الله. فبارِكاه هو طَوالَ الأَيَّامِ وسَبِّحاه. 19 كُنتُما تَرَونَني آكُل، ولم يَكُنْ ذلك إِلاَّرُؤيةً تَرَيانَّها. 20 والآنَ فبارِكاالرَّبَّ على الأَرضِ وآحمَدا الله. ها إِنِّي صاعِدٌ إِلى الَّذيأَرسَلَني. فدَوِّنا جَميعَ ما جَرى لَكُما)). ثُمَّ صَعِدَ، 21 وأَمَّا هُمَا فنَهَضا ولم يَعُدْ بِإِمكانِهِماأَن يَرَياه. فكانا يُبارِكانِ اللهَ ويُسَبِّحاَنَّه ويَحمَدانِه علىجَميعِ تلكَ الأُمورِ العَظيمةِ الَّتي عَمِلَها، فقَد تَراءَى لَهُمامَلاكٌ من مَلائِكَةِ الله. حتى ذلك الوقت لم يكن كل من طوبيا وإبنه يتوقعان أن يكون رفيق الرحلة هو ملاك بالفعل، فلم يبدُ عليه خلال تلك المدة الت ى قضاها معهم ما يشكك في كونه إنسانًا ً عاديًا يتحلى بالفضل والتقوى، لقد كان لهما اعتقاد راسخ في شأنهم في ذلك شأن جميع اليهود، بأن ملاك السلامة سوف يرافق كل مسافر وكل طفل. و قد أفادت تعاليم الرابيين اليهود بأنه لكل إقليم ملاك يحرسه، ولكل قرية كذلك بل ولكل عائلة وكل فرد ملاك خاص به، سواء أكان رجلًا وامرأة وطفل، وبالإضافة إلى ذلك فقد اعتبر اليهود أن أكبر شخصيتين اعتباريتين لديهم هما الملاك والنبى. غير أن طوبيا وإبنه لم يكونا بالطبع يتوقعان أن يظهر الملاك الحارس على هذه الهيئة، ولذلك لم يحتملا هذا الإعلان، وقديمًا حدث نفس الأمر مع يشوع إذ إرتعد عندما أعلن له رئيس الملائكة ميخائيل عن نفسه (فَقَالَ: «كَلاَّ، بَلْ أَنَا رَئِيسُ جُنْدِ الرَّبِّ. الآنَ أَتَيْتُ». فَسَقَطَ يَشُوعُ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ، وَقَالَ لَهُ: «بِمَاذَا يُكَلِّمُ سَيِّدِي عَبْدَهُ؟» يش 5: 14) وكذلك منوح وزوجته، حيث يرد في سفر القضاة ]فَقَالَ مَنُوحُ لِمَلاَكِ الرَّبِّ: «دَعْنَا نُعَّوِقْكَ وَنَعْمَلْ لَكَ جَدْيَ مِعْزىً ». فَقَالَ مَلاَكُ الرَّبِّ لِمَنُوحَ: «وَلَوْ عَّوَقْتَنِي لاَ آكُلُ مِنْ خُبْزِكَ، وَإِنْ عَمِلْتَ مُحْرَقَةً فَلِلرَّبِّ أَصْعِدْهَا». (لأَنَّ مَنُوحَ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ مَلاَكُ الرَّبِّ). فَقَالَ مَنُوحُ لِمَلاَكِ الرَّبِّ: «مَا اسْمُكَ حَتَّى إِذَا جَاءَ كَلاَمُكَ نُكْرِمُكَ؟» فَقَالَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي وَهُوَ عَجِيبٌ؟» فَأَخَذَ مَنُوحُ جَدْيَ الْمِعْزَى وَالتَّقْدِمَةَ وَأَصْعَدَهُمَا عَلَى الصَّخْرَةِ لِلرَّبِّ. فَعَمِلَ عَمَلً عَجِيبً وَمَنُوحُ وَامْرَأَتُهُ يَنْظُرَانِ. فَكَانَ عِنْدَ صُعُودِ اللَّهِيبِ عَنِ الْمَذْبَحِ نَحْوَ السَّمَاءِ أَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ صَعِدَ فِي لَهِيبِ الْمَذْبَحِ وَمَنُوحُ وَامْرَأَتُهُ يَنْظُرَانِ. فَسَقَطَا عَلَى وَجْهَيْهِمَا إِلَى الأَرْضِ. وَلَمْ يَعُدْ مَلاَكُ الرَّبِّ يَتَرَاءَى لِمَنُوحَ وَامْرَأَتِهِ. حِينَئِذٍ عَرَفَ مَنُوحُ أَنَّهُ مَلاَكُ الرَّبِّ. فَقَالَ مَنُوحُ لاِمْرَأَتِهِ: «نَمُوتُ مَوْتً لأَنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا اللَّهَ!» (قض 13: 15 - 22) [. و هو نفس الأمر الذي تكرر مع طوبيا الشيخ وابنه، وقد أوضح لهما الملاك إنه إنما كان في مهمة مكلف بها من قبل الله، ومنذ ذلك الحين، والملاك روفائيل له شعبية كبيرة، ودُعى بحق مفرح القلوب. و قد لفت الملاك انتباههما إلى تمجيد الله وتسبيحه، لأنه هو الذي أرسله وهو مستحق لكل سجود وكرامة. الملاك لا يأكل ولا يشرب: تظاهر الملاك بالأكل والشرب والنوم والسفر، بطريقة بشرية لا يتطرق إليها الشك، كما كان السيد المسيح يظهر آكلًا وشاربًا بعد قيامته (ثُمَّ جَاءَ يَسُوعُ وَأَخَذَ الْخُبْزَ وَأَعْطَاهُمْ وَكَذَلِكَ السَّمَكَ. يو 21: 13، 43) وقد خفيت على طوبيا الابن بالطبع القوة الخفية للملاك الذي معه، فلم يعرف أن الملاك هو الذي أوثق الشيطان بعد طرده، وإنما رأى فقط أن الشيطان قد هرب نتيجة إحراق كبد الحوت وقلبه كنصيحة الرفيق .! إذن، فقد كان الملاك في نظر إثنيهما عبارة عن شخص حكيم.. مختبر.. أمين شهم ونبيل، أي أنه من طراز جيد من الناس فحسب ..! وقد قصد الملاك بقوله أن أكله وشربه إنما كان رؤية لهما، أي أنه تظاهر بذلك فقط. ها إِنِّي صاعِدٌ إِلى الَّذي أَرسَلَني: الآن انتهت المهمة التي أُرسل ليتممها، وها هو يعود مرة أخرى ليمثل بين يدي رب الصاباؤوت، ليُرسل إلى مهمة أخرى في مكان آخر، وهو بذلك يؤكد أنه ملاك وأنه يسكن حيث مجد الرب وعندئذ تخلى عن الهيئة التي ظهر بها لهما. حدّثا... وأكتبا: الآن يجب عليهما أن يحدثا بكل ما صنع الله معهما بعدما تمّت فصول القصة الرائعة (اذهب وحدث بكم صنع بك الرب) بل يضع الملاك على كاهليهما تدوين ما حدث، وهو الأمر الذي يؤكد أن كاتب السفر هو طوبيا الابن على الأرجح (راجع المقدمة). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قصة الملاك روفائيل |
الملاك روفائيل |
الجندي الأمريكي قاتل بن لادن يكشف هويته |
لحن عيد الملاك روفائيل |
الملاك روفائيل |