العلاج السليم للصمم الروحي وتلف القلب الجديد
كل خطية يقترفها الإنسان عن وعى وإرادة ويكررها بعدم مخافة وبلا ندم وتوبة، قادرة أن تصيب الأذن الروحية بالصمم والقلب الجديد بالتلف، فلا يعود صوت الله يسمع بقوته المحيية المغذية، ولا يعود القلب ينبض بالإيمان الحى، ولا تعود النفس قادرة على التحرك أو الإجتهاد أو المثابرة كما ينبغى، وحيئذ تدب فى النفس شيخوخة روحية مبكرة تنذر بالخوف والخطر!! “وإن ارتد لا تسر به نفسى”.
كلمة الله لاتحيى مرة بل تحيى مرات ومرات لا تحصى وبلا عدد، وصوت الله قوة تقيم لا من الأموات فقط بل أيضاً من الهاوية، ولكن لابد أن يتوب الإنسان عنها باكياً نادماً فى التراب ولو كان ملكاً!! ولابد أن يطرح نفسه تحت توبيخ الكلمة وانتهارها مهما كان عظيماً، كمريض مدنف على الموت يسلم جسده لسلاح طبيب جراح. فالخطية سرطان الروح إذا استؤصلت مبكراً تنجو النفس، وإذا استهين بها توغلت واستشرت وخربت، فهى لا تعيش إلا ليموت الإنسان! “فاذكر من أين سقطت وتب واعمل الأعمال الأولى وإلا فإنى آتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب” (رؤ 5:2)
عن كتاب التوبة ص 28-29 للأب متي المسكين