رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حب السيطرة مجال الخدمة يعطى وقارًا واعتبارًا لمن يخدم، وقد يستخدم من يخدم هذا الأمر في فرض سيطرته على مجموعة أو فئة من الناس، ليس بغرض خدمتهم بل بغرض صُنع أتباع له، وخلق نفوذ لنفسه. وقد نجد في من نخدمهم رغبة لهذا؛ ففي كنيسة كورنثوس قال البعض إنه لبولس، أو لصفا، أو لأبولس، أو للمسيح. كما أن أبشالوم حاول أن يَظهر بروح من يريد أن يخدم، لا لسبب إلا لكي يزداد نفوذه، ويُسهّل بهذا الأمر اغتصاب المُلك لنفسه. ولكي نستوضح هذه النقطة بصورة قاطعة، علينا مقارنة حياة جدعون رجل الله وحياة ابنه أبيمالك. جدعون كان مُخلِّصًا ومُنقذًا، ولكنه لم يكن ملكًا، ولقد خاطر جدعون بنفسه لكى يخلّص إسرائيل من كف مديان، دون أن يفكر في البحث عن الملك أو السيطرة إطلاقًا. وحين عُرض عليه هذا الأمر رفضه تمامًا ( قض23:8). إن الخادم الأمين لا بد أن يكون جاهزًا ليخدم، وفي ذات الوقت يرفض التسيّد والسيطرة. ولكن إذا قمنا بوضع حياة أبيمالك على ذات الميزان، فسنجد أن أبيمالك لم يكن مُخلِّصًا ولا خادمًا، ولكنه كان صاحب رغبة عارمة فى السيطرة والمُلك، ولكي يصل إلى تحقيق رغبته هذه، قام بقتل إخوته السبعين على حجر واحد. وهناك من قاموا بتأسيس أديان كثيرة فى العالم، وبالبحث فى ما عملوه ستجد أنهم أحسنوا السيطرة، ولكنهم لم يقدّموا أي نوع من الخلاص لتابعيهم؛ لم يُفتشوا أو يبحثوا عن الآخرين، لم يعرفوا معنى الخدمة، لكنهم فتشوا عن ذواتهم وصوالحهم، لكي يصنعوا لأنفسهم اسمًا. على ذات المقياس بحث رحبعام عن مركزه وعن نفسه ولم يفكر في شعب الرب، فتسبب في انقسام المملكة. |
|