لماذا أخفى السيد المسيح لاهوته عن الشيطان؟
يقول القديس بولس الرسول: “لأن لو عرفوا لَما صلبوا رب المجد” (1كو2: 8).. لو تأكد الشيطان أن يسوع هو الله الظاهر فى الجسد لَما تجاسر أن يصلبه..
لو ظهر السيد المسيح بملء مجده الإلهى لَما احتمل البشر أن يبصروه. لأنه قال لموسى النبى حينما أراد أن يرى ملء مجده: “لا تقدر أن ترى وجهى، لأن الإنسان لا يرانى ويعيش” (خر33: 20). لذلك التحف السيد المسيح بالناسوتية ليخفى مجده حينما تجسد ووُجد فى الهيئة كإنسان.
لقد احتار الشيطان فى فهم سر التجسد بدءًا من إخلاء الله الكلمة لنفسه ليأخذ صورة عبد. ومروراً بكل ما ظهر به السيد المسيح من التواضع فى ميلاده، وهروبه إلى مصر، وحياته البسيطة البعيدة عن مظاهر العظمة، وفى صومه على الجبل، وفى حزنه، وصلاته، وفى أن ينسب لنفسه عدم المعرفة بشأن اليوم الأخير ( بحسب إنسانيته) وهو العالِم بكل شئ (بحسب لاهوته).
لقد أصيب الشيطان بالارتباك فكلما شعر أن السيد المسيح هو ابن الله أو قدوس الله يعود فيحتار من تواضعه العجيب خاصة فى مسألة المعرفة. لهذا فقد تجاسر بحماقته وغامر فى إتمام مؤامرة صلب السيد المسيح وابتلعت السمكة الطُعم المخفى فيه صنارة قوية أنهت جميع أحلامها وتمت المقاصد الإلهية فى فداء وتحرير البشر من سلطان الشيطان.