عبارة "لَيسَ عِندَهم خَمْر" فتشير إلى تيقظ وتدارك الأمر قبل استفحالِه فطلبت مريم عن طريق التلميح وليس التصريح من يسوع إيجاد حل. ومن هذا المنطلق، يكون الطلب بصورة الخبر، وهكذا حثّ مريم ابنها للرحمة مما يدل على دورها المنفتح على الآخر في حاجاته، لإيجادِ حلول للمشكلة. إنها تعبّر عن ثقتها وإيمانها بابنها يسوع، أنه قادر أن يفعل شيئاً فيُزيل القلق والارتباك لأصحاب العرس. إذ علمت أن إيليا النبي صنع معجزة تكثير الدقيق والزيت في وقت الضيق (1 ملوك 17: 14) أفلا يستطيع ابنها أن يفعل مثله! ويعُلق القديس كيرلس الكبير "قدمت الطلب بروح التواضع دون أن تضع الحَلْ كما لو كانت أكثر من ابنها حكمة أو حبًا للآخرين". وهنا نرى دور شفاعة، فهي تطلب المستحيل من ابنها فيعطيها. وهي ما زالت تشعر بكل من هو ليس فرحًا وتتشفع له حتى يدخل المسيح حياته فيفرح. هل نحاول أن نتعلم كيفية الخروج من ذاتنا، لنهتم بالآخر؟ أمَّا عبارة "الخَمْر" فتشير إلى الخمر المصنوع من العنب (أرميا 6: 9) وقد ذُكرت الخمر مع الحنطة والزيت كعطية عظمى للإنسان، وكانت في كل بيت يقدمونها للضيوف لا سيما في الأعياد (تكوين 14: 18). والخمر تعبير عن سر الشركة مع المسيح. فالمسيح حَوَّل الخمر إلى دمه، ودون شركة مع المسيح في القداس الإلهي لا فرح. لكن نهى الكتاب المقدس عن السُكر بالخمر، وعلّم أن السُكر بها خطيئة " لا تَشرَبوا الخَمرَ لِتَسكَروا، فإِنَّها تَدعو إلى الفُجور" (أفسس 5: 18).