هو واقف على الباب يقرع
إذا وقف أحد الأشخاص عند باب منزلك يقرع من أجل أن يدخل بيتك، وأنت لم تفتح له سيظل يقرع إلى حين وبعد هذا سيغادر عالما أنك لا تريد أن تستقبله، أو أنك غير مستعد لكي تستقبل أي
ضيف في هذا الوقت، فهو كان متهيء للزيارة وقرارك هو الذي منعه.
وهكذا يتعامل الله معنا بحرية أخذ القرار إما بقبوله في حياتنا أو رفضه، فمن جهته هو فعل كل شيء من أجل الإنسان الخاطىء لكي يمنحه الغفران إذ جعل المسيح يأتي بنفسه لكي يرفع الخطايا ويستر عيوبه ويمنحه الحياة الأبدية وينقله من سلطان الموت الأبدي إلى سلطان محبته الرائعة "وتعلمون أن ذاك أظهر لكي يرفع خطايانا وليس فيه خطية" 1يوحنا 5:3.
رسالة المسيح واضحة للجميع ولم تتوانى يوماً على قبول الإنسان الخاطىء إذاً هو جاء إليه معترفاً بخطاياه وبأنه لا يستطيع أن ينال الخلاص بنفسه، .لأن هذا هو هدف الله الوحيد أن يخلّص ما قد هلك وينقذ الخاطىء من يدي المشتكي "الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" 1تيموثاوس 4:2
الرسالة مطروحة للجميع من دون إستثناء لا تفرّق بالعرق أو الدين أو اللون أو الجنس بل هي للجميع، لهذا نجد في سفر الرؤيا أن الذين حصلوا على الغفران من خلال المسيح هم من كل الأمم والشعوب "وبعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع أحد أن يعده، من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة، واقفون أمام العرش وأمام الخروف، متسربلين بثياب بيض وفي أيديهم سعف النخل" رؤيا 7: 9.
الله أعدّ كل شيء من أجل أن يرجع الإنسان إليه، وأما خطوة الرجوع فهي قرار جدّي وحازم يتخذه الإنسان بقبول نعمة الله المميزة والمخلصة فتبقى الرسالة واقفة على باب قلب الإنسان حتى يسمح لها بالدخول فتتغلغل وتدخل وتغيّر كل شيء من الفساد إلى القداسة ومن الخطية إلى البراءة ومن الظلمة إلى النور.
فالذي لا يقبل نداء الله له سيتحمل هو نتجية قراره الغير صائب فالحرية أحيانا ثمنها كبير جدا لهذا على الإنسان أن يكون حكيما وواعيا في إستخدام الحرية لكي تكون تحت مظلة الله الذي يريد أن ينجّح طريق الإنسان ويخلصه.
عزيزي القارىْ: إذا وقف الله على باب قلبك وقدّم لك رسالة الغفران فلا ترفضها بل إفتح له الباب على مصراعيه واسمح للكلمة أن تدخل إلى ذهنك وفكرك وقلبك فتصبح إنسان جديد ينشد نشيد الحرية الحقيقية من خلال ربنا وفادينا يسوع المسيح.
"هنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي" رؤيا 20:3.