وإِذا ثارَ الشَّيطانُ على نَفسِهِ فَانقَسَم فلا يَستَطيعُ أَن يَثبُت، بل يَنتَهي أَمرُه.
تشير عبارة "ثارَ الشَّيطانُ على نَفسِهِ فَانقَسَم" الى انقلاب الشيطان على نفسه الذي يجلب على نفسه الخراب.
ويوضِّح لوقا الإنجيلي " فإِن كانَ الشَّيطانُ يَطرُدُ الشَّيطان، فقدِ انقَسَمَ على نَفْسِه، فكيفَ تَثبُتُ مَملَكتُه؟" (متى 12: 26).
وهنا نجد تدرج في الانقسام: ملكوت، بيت، الشيطان. فكلما كانت الجماعة صغيرة كان الانقسام أْدْعى الى الهلاك.
ولم يكن الشيطان منقسما على ذاته فقط، بل هو في اندحار أمام المسيح القوي الجبار. وفي هذا درس لنا ألاَّ ننقسم على أنفسنا سواء على مستوى الذات او على مستوى العائلة او على مستوى الكنيسة. وكل انقسام سواء على مستوى الكنيسة أو مستوى العائلة او على الذات فهو غريب عن روح المسيح.
إنه من عمل الشيطان، أبو الكذب والفساد والانقسام. وبهذا القول ردّ يسوع على اتّهام الفريسيِّين له فوضعهم أمام خيارين لا مخرج منهما: إمّا أنَّ يسوع يطرد الشياطين بإبليس، فيكون الشيطان يحارب الشيطان، وإما أنَّ يسوع يطرد الشيطان بقدرة الله.
فإذا اختاروا القرار الأخير، عند ذاك لا تُغفر خطيئتهم، لأنّهم لا يريدون أن يروا قدرة الله في عمله الخلاصيّ.