رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا تتهم السودان مصر بدعم «جوبا» ضد المتمردين؟ تخوض السودان حاليًا حربًا نفسية ضد القاهرة، سواءً في علاقتها القوية مع إثيوبيا أو التهديدات المستمرة باللجوء للتحكيم الدولي، في حال أصرت مصر على حقها في مثلث «حلايب وشلاتين»، والحقيقة أن الخرطوم تفعل ذلك مع مصر في هذا التوقيت، نظرًا للعلاقة القوية التي تربط القاهرة بجنوب السودان. وخلال الفترة الماضية، شن الرئيس السوداني «عمر البشير» هجومًا حادًا على مصر، زاعمًا أن الحكومة المصرية أخذت قطعة من أرضه، ويقصد بذلك مثلث حلايب وشلاتين، ثم اتهم مصر بدعم حكومة جوبا في جربها ضد المتمردين، وهو ما أكدته زيارة رسمية قام بها رئيس جنوب السودان "سلفاكير" لمصر. ◄ الزنط: من حق مصر استخدام كل الوسائل في الضغط على إثيوبيا وفي السياق السابق، يؤكد سياسيون أن مصر تُريد التواصل مع جنوب السودان بشكل مستمر وذلك كرد رسمي على التقارب الإثيوبي مع السودان فيما يخص سد النهضة الإثيوبي، وهو ما أكده المحلل السياسي الدكتور سعد الزنط، لافتًا إلى أن السياسة تعني استغلال العلاقات جيدًا بالآخرين، فإذا كانت السودان تتقرب من إثيوبيا من أجل سد النهضة فمصر من حقها أن تسلك أي طريق تراه مناسبًا. وأوضح الزنط في تصريح لـ «اليوم الجديد»، أنه فيما يخص العلاقة بين مصر والسودان، فإن هناك العديد من المدخلات التي تؤثر فيها، ومنها ملف جماعة الإخوان وعلاقة الرئيس السوداني عمر البشير منهم، فهو ينفي تواجدهم على أرضه رغم أن كل الأدلة تُشير إلى أن السودان يحتضنهم بقوة ويُدافع عنهم. وبينما نفت القاهرة في بيان رسمي للخارجية ما قاله الرئيس السوداني "عمر البشير" بدعمها للحكومة في جنوب السودان ضد المتمردين، اتهمت حركة «مشار» سلاح الجو المصري بقصف مناطق تابعة لها في جنوب السودان، ورأت الحركة أن مشاركة مصر في الصراع بجنوب سوداني «مؤشر واضح على أن نظام جوبا يستفز المنطقة ويدفع البلاد إلى حرب إقليمية». ◄ زيارة الرئيس لأوغندا كانت تحمل أكثر من رسالة هامة وإذا تأملنا الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لأوغندا، فإن تلك الزيارة جاءت بالتزامن مع زيارة رئيس جنوب السودان سلفاكير لمصر، وبما أن أوغندا تمتلك علاقات قوية جدًا بحكومة جنوب السودان وتدعمها ضد حركة «مشار» المتمردة عليها، فإن السودان رأت أن الحكومة المصرية هدفها من ذلك هو توصيل رسائل مزعجة لها. ولما لا، والسودان قد أعلن موافقته الصريحة على بناء سد النهضة بل فعل أكثر من ذلك، حينما أكد أنه اكثر المستفيدين من بناء هذا السد ومن الكهرباء المتولدة عنه، وليس ذلك فحسب بل قيامه بإيواء عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وأيضًا دعمهم وتوفير كل ما يحتاجونه في الهجوم على مصر، وكذلك التلميح طوال الوقت بأحقية السودان في مثلث حلايب وشلاتين. ويربط متخصصون في ملف سد النهضة موقف السودان بما يحدث في ملف سد النهضة من مفاوضات فنية بين الأطراف الثلاثة (مصر والسودان وإثيوبيا)، حيث تسعى السودان إلى إعاقة القاهرة بكل الطرق وذلك بهدف إتاحة الفرصة الكاملة لإثيوبيا لبناء السد وزيادة سعته التخزينية دون رقيب أو حسيب. ◄ القوصي: ما تقوم به السودان تجاه مصر «مقصود» وفي سياق ما سبق، يذهب الدكتور ضياء القوصي، خبير المياه والمتخصص في ملف سد النهضة، للجزم بأن ما يقوم به السودان حاليًا «مقصود»، رابطًا بين ذلك والمواقف السابقة للخرطوم من دعم إثيوبيًا صراحة وبشكل علني، مضيفًا: «السودان تحاول عرقلة القاهرة وإغماء عينها عن المفاوضات». ووصف «القوصي» هجوم السودان المستمر على مصر في عدة ملفات بالتزامن بأنه ليس من قبيل المصادفة، معتبرًا أن الوقت ضاع وكان يمكن استغلاله أفضل من ذلك بالتنسيق التام بين مصر والسودان في الملفات المطروحة والتي كان أهمها سد النهضة. وبينما تدعي السودان أن مصر تدعم الحكومة في جوبا، يأتي الموقف المصري على النقيض تمامًا من تلك المزاعم، إذ تستمر مصر في المفاوضات الفنية الخاصة بسد النهضة، وتحث السودان على الالتزام بدفع أقساط المكاتب الاستشارية بانتظام حتى لا تتوقف عن العمل بشكل قد يضر بالمفاوضات. نقلا عن اليوم الجديد |
|