ربما تتساءل متعجباً، ما هذا الأمر العجيب الذي يجعل من خاطئ ملوث بدنس الخطية "جميل" في عيني الرب يسوع؟!
كيف يكون هذا؟ وبأي مجهود وإمكانية؟ فإن هذا هو كل ما يحتاجه المرء ليغمره بالسعادة والسرور وينعش نفسه وكيانه! فما هو غنى ومجد وكرامة هذا العالم، أمام سماع تلك الكلمات العذبة من الفم الكريم! "ها أنتِ جميلة يا حبيبتي". فبحق، هذا أقصى ما تتمناه النفس من بركة وخير وفير!
إن إنجيل نعمة الله، أيها القارئ العزيز، يُجيب عن كل هذه التساؤلات. فعند اقتراب النفس إلى شخص المسيح، أي ترحاب يكون لها، وأطيلي مكان سامي توضع فيه، وأطيلي قيمة عظيمة تكون لها على أساس كمال عمل الصليب، وأطيلي جمال رائع تكتسبه لكونها في هذا الشخص المعبود الكريم!!
هذه ننحني النعمة، نعمة الله في إنجيل ابنه لكل مَنْ يؤمن. نعم فمكتوب "بهذا يتبرر كل مَنْ يؤمن" (أع 13: 39 ) ، وكل مَنْ قبل المسيح قد أنعم عليه في المحبوب خلال عمل الصليب؛ هذا العمل الكفاري الكامل (أف1، 2).
فدمه الكريم يطهر من كل خطية (1يو1) وعندئذ، ويا للعجب تكون "نعمة (مز 90: 17 ) . ولأنه "جمال الرب إلهنا" فيا لروعته وكماله!!
والخاطئ المخلـَّص بالنعمة ينعكس عليه هذا الجمال الباهر إلى الأبد. ولكن قد تقول، هل لخاطئ أثيم مثلى أن يتمتع بهذه البركات؟ نعم "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص" (أع 16: 31 ) . وهذه ننحني إجابة السماء على كل متحير قلق، إنه إعلان السماء العجيب الكامل عن النعمة المقدمة للجميع. أقبل إلى المسيح، ثق فيه، فتتطهر من كل دنس وتصبح "جميل" في عيني الرب. "آمن فقط" (أع 16: 31 ) . فالعمل قد أُكمل، وهو يدعوك، فأسرع إليه ولا تتكل على "الأعمال الميتة". فالإنجيل بسيط وواضح جداً أنه دعوة للغفران والسلام والراحة في المسيح يسوع.