رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" أيها الآب مجد اسمك، فجاء صوت من السماء مجدت وأمجد أيضا" (يوحنا ١٢ : ٢٨). لما فغرت الظلمة فاها لتبتلعه، وكانت إرادة الآب السماوي أن يبتعد عنه، لكي ينجز عمل الفداء، على الصليب، جثا يسوع على ركبتيه، مصلياً وسائلاً، أن يمكث مع أبيه السماوي . ولكن هذا لا يعني إطلاقاً وجود اختلاف، أو تباعد في الثالوث الأقدس. لأن الله واحد ومحبته لا تنكفىء ولا تتجزأ. فالروح القدس قاد الابن المتجسد، في الطاعة الكاملة لمشيئة الآب. أما الابن فكان عليه أن يجاهد ضد ضعفات الجسد، لكي يتحمل نيران غضب الآب على شرور البشر، الذين تطوع المسيح ليحمل ذنوبهم في ساعة موته على الصليب. وأن يتحمل قصاص الدينونة، نيابة عنهم. في الحقيقة، إن يسوع كان مستعداً لاحتمال كل شيء في سبيل تمجيد الآب، وفي استعداده، لم يقلق لأجل مجده الشخصي، ولم يحتسب للابتعاد المر عن أبيه، في تلك الساعة المريعة، التي حمل فيها خطايانا. وحسبه منطق العدل، عدوا لأبيه. بل كان كل اهتمامه، أن يبقى الله عادلاً وقدوساً، وأن يبرر العالم من حكم الدينونة والقصاص. لم يكن في وسع الله أن يغفر لمن يشاء، لأن قداسته وحقه يقضيان بموت الخطاة، جزاء خطاياهم. ولكنه في حبه العجيب، صنع تدبيراً عجيباً، فهيأ جسداً وحلّ فيه بكل ملئه. وهذا الجسد، اتخذ وظيفة حمل الله، وعلق على الصليب، لكي يكفر عن خطية العالم. في غمرة هذا الاضطراب، واذ بلغ التوتر ذروته القصوى شهد الآب للعالم، على أساس طلبة ابنه، بأنه ليس في مقدور إنسان أن يمجد اسم الآب، أو يقدسه. لأن هذا العمل خاص بالثالوث الأقدس. ولكن ولادة المسيح، وسيرته، وشهادته، وموته، وقيامته، وصعوده، كانت كلها أحداث تمجد الآب بها. ومنذ أن تجسد الكلمة، الذي كان في البدء عند الله، نعرف من هو الله أبو ربنا يسوع المسيح. وأن موت المصلوب، أظهر مجد الآب، لأن موته كفر عن خطايانا، بحيث صار يستطيع أن يدعو الله أبا له. وكذلك قيامة الابن مجدت الحياة الأبوية فيه، وصارت رمزاً لقوة الحياة في المتكلين عليه. ثم، لأن المسيح غسل خطايانا، وقدسنا بدمه، تمجد الروح القدس، إذ انسكب في قلوب البشر، ليشهد لأرواحهم أنهم أولاد الله. هل استعملك الروح القدس، بواسطة دم المسيح لتمجيد الآب السماوي؟ |
|