قلتُ للرب: أنت سيدي. خيري لا شيء غيرك ( مز 16: 2 )
لقد أخذ المسيح مكان العبد، إذ اعتبر أن الله سيده، وهو عبد له!! وهو في ذلك يختلف عن الأردياء وعن الأتقياء على السواء. فبالنسبة للأردياء نسمعهم يقولون «مَن هو سيد علينا؟» ( إش 13: 26 )، وحتى الأتقياء يشتكون حالهم قائلين: «أيها الرب إلهنا، قد استولى علينا سادة سواك» (إش 13:26). أما المسيح فإنه الفريد الذي لم يخطط شيئاً لنفسه، بل كان يأخذ برنامجه اليومي من الله.
تُرى هل نحن في هذا نقتدي به، أم بالذين تكلم عنهم يعقوب قائلاً: «هلم الآن أيها القائلون: نذهب اليوم أو غداً إلى هذه المدينة أو تلك، وهناك نصرف سنة واحدة ونتجر ونربح... عوض أن تقولوا: إن شاء الرب وعشنا نفعل هذا أو ذاك» ( يع 4: 13 و15). وكما كان المسيح يتلقى برنامجه اليومي من الله، كان أيضاً يتكل في تنفيذه على الله.
لقد عاش المسيح كإنسان بالعين البسيطة والقلب الموحَّد، الذي ليس له سوى غرض واحد، وليس له خير سوى في الرب. ويا له من نموذج رائع لنحتذيه!
وداود في يومه عبَّر عن حمده وامتنانه للرب من أجل الصدِّيقين، مع أنهم كانوا من المتضايقين والمديونين ومُرِّي النفس، فقال: «الصديقون يكتنفونني، لأنك تُحسِن إليَّ» ( ملا 3: 17 ). ويقيناً كان داود في هذا رمزاً لابن داود الذي اعتبر متقي الربّ جواهره وكنزه (ملا 3: 17).
لقد كان الرب بالنسبة للمرنم نصيبه وقسمته وكأسه، وقابض قرعته (ع5). كان هو له كل شيء، إنه هو الباقي له، ولو خسر كل الأشياء (قارن مت 25:11). أترانا نحن كذلك؟ أيمكننا ـ حتى لو انفّض الكل من حولنا ـ أن نفرح بالرب ونبتهج بإله خلاصنا؟ ( حب 3: 17 -19).
ثم إنه ينظر إلى نصيبه المعيَّن له من الله فيقول: «حبال وقعت لي في النعماء فالميراث حسن عندي». فإن كان المسيح ينظر إلينا هذه النظرة، فماذا يجب أن تكون نظرتنا نحن إلى نصيبنا العظيم في شخصه المبارك!
الرب قسْمَتي حظي ومُنيتي
منهُ تفيضُ كأسي فهوَ نَصيبُ نفسي
قابضُ قرعَتِي