لا يليق الافتخار بإخراج الشياطين، ولا الانتفاخ بشفاء الأمراض. كذا لا يليق بأن من يخرج الشياطين يمجد وحده، أو يحقر من شأن من لا يخرجها، بل ليعرف المرء نسك كل واحد، وإما أن يقتدي به، أو ينافسه، أو يقومه، لأن عمل الآيات ليس من اختصاصنا بل هو عمل المخلص، ولذا قال لتلاميذه “لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم بل افرحوا أن أسماءكم كتبت في السموات”. لأن كتابة أسمائنا في السموات دليل علي حياتنا الفاضلة، أما إخراج الشياطين فهو هبه من المخلص الذى وهبها. أما أولئك الذين افتخروا بالآيات لا بالفضيلة، وقالوا “يارب باسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة”. فقد أجابهم “الحق أقول لكم أنى لا أعرفكم” لأن الرب لا يعرف طريق الآثمة. لكن يجب علينا أن نصلى دواماً، كما قلت آنفاً، لكي نحصل علي موهبة تمييز الأرواح، حتى كما هو مكتوب لا نصدق كل روح..