رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إله النجاة لا يُعدم المكان لأنكِ إن سكتِ سكوتًا في هذا الوقت يكون الفرج والنجاة لليهود من مكان آخر ( أس 4: 14 ) الله عنده أسلوبان للنجاة؛ النجاة بالقدرة والنجاة بالسلطان. ولنا في هذا الفكر درسان هامان: (1) نحن في مرات ننتظر قدرة الله ليصنع المعجزة لنجاتنا، بينما تكون مشيئته في هذا الوقت هي إظهار سلطانه وليس قدرته. فقد ننتظره أن يشفي لنا مريضًا بمعجزة تُظهر قدرته على الشفاء، بينما تكون مشيئته هي أن يشفيه مُستعملاً سلطانه على عدة أشياء منها على سبيل المثال: تدبير المال اللازم للعلاج، ضبط المواقيت، يد الجراح، نوع الفحص، جرعة الدواء، بل وأحيانًا أخطاء الطبيب أو التمريض، ليصنع في النهاية قصة جميلة أعظم من مجرد الشفاء. (2) نحن في مرات ننتظر سلطان الله ليرسل لنا النجاة مُستعملاً شخصية معينة، أو وسيلة سبق أن أنقذنا الله بها، بينما تكون مشيئته استعمال وسيلة لا تخطر على بال، أو ربما عدم استعمال وسائل على الإطلاق، أي أنه سيُظهر قدرته وليس سلطانه. لذلك علينا في كل الأحوال أن نوجه صلاتنا نحوه وننتظر، أن نكف عن فطنتنا ولا نحد الله في أسلوب معين من أساليب النجاة، فقط علينا أن نتوقع بسكوت خلاص الرب. وهذا ما آمن به مردخاي عندما قال لأستير: «يكون الفرج والنجاة لليهود من مكان آخر». لقد اتسع فكره الناضج ليرى أن الله في طرق إنقاذه لشعبه، أعظم وأعلى من أن يُحد في طريقة معينة، أو يتوقف عند وسيلة بذاتها. لقد كان كمَن يقول لنفسه: لماذا لا يغيِّر الله الوسيلة وهو في سلطانه غير محدود؟ لماذا لا يفاجئنا بطريقة مختلفة للنجاة وهو على الكل يملك ويسود؟ إنه إله خلاص، وعنده للموت لا مخرَج بل مخارج ( مز 68: 20 ). وكم أشتاق عزيزي القارئ أن تردد في قلبك هاتين العبارتين: «يكون الفرج والنجاة من مكان آخر»؛ «عند الرب السيد للموت مخارج». فعندما يفاجئك الأطباء بأسوأ كلام، عندما ترجع خائبًا بعد أن يخذلك الأحباء، وعندما تضيع الفرصة التي بنيت عليها الآمال، أرجوك لا تستسلم لمشاعر اليأس السوداء، فقط قف واصرخ عاليًا في وجه شكوك عدم الإيمان وقُل: هناك باب آخر منه سيأتي الفرج، هناك إله هو إله النجاة، الإله الذي لم يتخلَّ عني في كل الزمان، وهو الذي لا يُعدَم مكانًا يرسل منه النجاة. . |
|