إن الشيطان يعدل خططه وأساليبه طبقًا للظروف ومقتضيات الحال..
كان يقنع الناس في القديم بأن الله هو تلك الأصنام والأوثان.. فلما فشل في ذلك الأمر، قدم للبشر فلسفات مضلة.. فلما فشلت تلك أيضًا، قدم لهم الشهوات واللذة حتى يغريهم بعيدًا عن الله.. فإن تنبه الناس لإغراءاته، يقدم لهم شيئًا آخر هو المشغولية الدائمة..
إنه لا يهمه نوع السلاح الذي يحارب به.. إنما المهم عنده أن يربح على كل حال قومًا.. فقد يحارب بهذا السلاح أو ذاك، أو بكل تلك الأسلحة جميعها، لكي يصل إلى هدف واحد، وهو أن ينفرد بالإنسان، بعيدًا عن الله، في متاهة.. خارج نفسه..
و إن اتجه الإنسان نحو الصلاح والخير، وعجز الشيطان عن إبعاده، يحاول حينئذ أن يجعل سعى الإنسان للخير خارج نفسه!.. فيدعو الناس للخير، دون أن يهتم بالسلوك فيه.