منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم يوم أمس, 04:44 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

أساس الخدمة الولادة من الله والخلاص بعمل الصليب


أساس الخدمة
الولادة من الله والخلاص بعمل الصليب


لكل بناء أساس، وما دام الأساس سليمًا ومتينًا، يكون المبنى شامخًا وقويًا، لا خوف عليه من الأنهار إن فاضت، أو الرياح إن هبت؛ فالذي حفر وعمَّق وبنى على الصخر ثبت بيته ضد العاصفة، ووقف فى وجه النهر (مت7: 24-27). لذلك كم تكون الخسارة فادحة لهؤلاء الذين يسكنون في أبراج وسيعة وعلالٍ فسيحة، يمرحون فيها، يخرجون ويدخلون، وهم لا يدرون أن أساسهم هشّ كالعشب وكالقش! ويقول الرب: «وَيْلٌ لِمَنْ يَبْنِي بَيْتَهُ بِغَيْرِ عَدْلٍ وَعَلاَلِيَهُ بِغَيْرِ حَقٍّ» (إر 22: 13).

لقد بُني مسكن الله (الخيمة) في الصحراء، لكن الأساس كان قواعد من الفضة، والهيكل الذي بُني بعد ذلك كان على جبل المريا حيث قُُدم إسحاق ذبيحة. والقواعد الفضية في الصحراء، وإسحاق الذي قُدم فوق الجبل يرمزان إلى الفداء الذي بيسوع المسيح. هذا هو الأساس الذي وُضِعَ، والذي هو يسوع المسيح (1كو3: 10، 11).

إن الله هو البنَّاء الحقيقي، وهو العامل الحقيقي، ولا يحتاج إلى أحد، ولكنه يُنعم علينا بأن نكون عاملين معه. وأساس الخدمة هو تمتع الخادم أولاً بعمل الفداء. يُحكى في الماضي عن بائع متجول كان يبيع أدوية لعلاج كل أنواع الأمراض، وكان يجول وينادي قائلاً: ”عندي دواء نافع وناجع للكحة، ونزلات البرد، وعندي دواء لكذا وكذا...“. وبينما كان ينادي، ويشيد بأدويته، كان يسعل بشدة ويبصق على الأرض، فضجر الناس منه، وقالوا له: ”أيها الطبيب: اشفِِ نفسك أولاً“... فأساس الخدمة والشهادة هو الاختبار الشخصي لعمل المسيح الفادي. فالإيمان والولادة من الله، ومحبتنا له هي الحافز لخدمتنا لقطيعه.

والذي يخدم الرب هو:

1- الذي رجع إلى الله من الأوثان


يخاطب الرسول بولس التسالونيكيين بالقول: «كَيْفَ رَجَعْتُمْ إِلَى اللهِ مِنَ الأَوْثَانِ لِتَعْبُدُوا (لتخدموا) اللهَ الْحَيَّ الْحَقِيقِيَّ» (1تس1: 9). لاحظ الترتيب البديع هنا؛ فأولاً: الرجوع، وثانيًا: الخدمة. فالرجوع إلى الله، والولادة منه، والإيمان بعمله، والاحتماء في دم ابنه، هذا يأتي أولاً. فالتسالونيكيون، ليس لأنهم سأموا من أصنامهم رجعوا إلى الله، بل رجعوا أولاً للرب، وشبعوا به، لذلك تركوا كل شيء. وبدون الرجوع إلى الرب لا يمكننا أن نخدم إخوتنا.

2- الذي تحرَّر من عبودية الشيطان

ما كان لمجنون كورة الجدريين أن يذهب وينادي في العشر المدن، ويُخبر بكم صنع به الرب يسوع، ورحمه (مر20:5)، إلا بعد أن حرره المسيح أولاً من الأرواح الشريرة التي كانت تسكنه. فالرجل كان له ماضٍ وتاريخ شرير، لكن اللحظة الحاسمة كانت عندما التقى بيسوع المخلّص القدير، فبدت على المجنون علامات التعقل والتغيير، وابتدأ يشهد عن الرب بالرغم من بغضة أهل كورته وعداء رعاة الخنازير.

3- الذي شُفيَ من الحمى والنيران

«وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ بُطْرُسَ، رَأَى حَمَاتَهُ مَطْرُوحَةً وَمَحْمُومَةً، فَلَمَسَ يَدَهَا فَتَرَكَتْهَا الْحُمَّى فَقَامَتْ وَخَدَمَتْهُمْ» (متى14:8، 15). إن الخطية كالميكروب الذي يُصيب الإنسان بالحُمَّى، ويؤدي إلى رفع درجة حرارته، نظير المرأة السامرية التي كانت تُعاني من ميكروب النجاسة والشهوة، وكان عطش نفسها رهيبًا جدًا، فاندفعت لتروي غليلها، وكانت كلما شربت، عطشت، حتى ارتفع عدد أزواجها إلى خمسة، ولم تكتفِ بذلك بل بحثت عن آخر، و«تَكْثُرُ أَوْجَاعُهُمُ الَّذِينَ أَسْرَعُوا وَرَاءَ آخَرَ» (مز 16: 4). حتى التقت شخص المسيح الحبيب، وفي هذه اللحظة حدث التغيير العجيب، فتركت المرأة جرَّتَهَا، وذهبت إلى مدينتها، وأذاعت حلو بشارتها، «فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ السَّـامِرِيُّونَ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ عِنْدَهُمْ فَمَـكَثَ هُنَاكَ يَوْمـَيْنِ» (يو 4: 40). ولا شك أنهما كانا أجمل يومين في تاريخ السامرة، «وَقَالُوا لِلْمَرْأَةِ: إِنَّنَا لَسْنَا بَعْدُ بِسَبَبِ كلاَمِكِ نُؤْمِنُ لأَنَّنَا نَحْنُ قَدْ سَمِعْنَا وَنَعْلَمُ أَنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ الْمَسِيحُ مُخَلِّصُ الْعَالَمِ» (يو 4: 42).

4- الذي تطهر ضميره بدم المسيح الحنان

«لأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ، يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَدِ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!» (عب 9: 13-14). فهؤلاء الذين يخدمون الرب هم أصحاب الضمائر المُطهَّرة من رواسب الموت. فالأعمال الميتة هنا يقصد بها نتاج الطبيعة القديمة المُجرَّدة من نبض الحياة الإلهية. فقد تكون ممارسات وصلوات وأعمال خير، وتنال المديح والإعجاب من الناس، لكن نبعها هو الإرادة الذاتية، والتي يعتبرها الرسول يوحنا بأنها خطية (1يو 3: 4). هذه تحتاج إلى التطهير مثلها مثل الخطايا الواضحة والفعلية. ولكي نخدم الله الحي يجب أن نكون طاهرين، ليس بدم ثيران، كما كان في يوم الكفارة، ولا برماد البقرة الحمراء، فهذه وتلك كانا فعل تطهيرها جسدي ووقتي، أما دم المسيح فهو الوحيد الذي يستطيع أن يصل إلى أعماق الضمير ويُطهّره، وبالتالي يؤهلنا لخدمة الله الحي، الذي يمنح الحياة للموتى بالذنوب والخطايا.

في مرقس 1 : 40-45 أَتَى إِلَيْ المسيح أَبْرَصُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ جَاثِيًا وَقَائِلاً لَهُ: «إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي!». فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ وَقَالَ لَهُ: «أُرِيدُ فَاطْهُرْ». فَلِلْوَقْتِ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ ذَهَبَ عَنْهُ الْبَرَصُ وَطَهَرَ. فَانْتَهَرَهُ وَأَرْسَلَهُ لِلْوَقْتِ. وبالرغم من أن المسيح قال له: «ﭐنْظُرْ لاَ تَقُلْ لأَحَدٍ شَيْئًا بَلِ اذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ وَقَدِّمْ عَنْ تَطْهِيرِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى شَهَادَةً لَهُمْ». وَأَمَّا هُوَ فَخَرَجَ وَابْتَدَأَ يُنَادِي كَثِيرًا وَيُذِيعُ الْخَبَرَ.

القارئ العزيز: أنت تريد أن تخدم الرب وتعمل معه، هذا شرف، بل أشرف وأنبل عمل، لكن أولاً تعالَ إليه ليُطهِّرك، ويُغيِّرك، ويُحررك، ويمنحك حياة جديدة، وضميرًا مُطهَّرًا، وعندئذ تتشرف بخدمته.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
على أساس الصليب سوف تتم مشورات الله سواء
للإنسان المائل للسقوط: الخوف من العقاب هو أساس التوبة والخلاص
هل تعلم أن الصليب هو أساس الحرية من العبودية
الصليب هو أساس شركتنا مع الله
الصليب هو أساس السلام مع الله


الساعة الآن 08:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024