|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديسة أولمبياس
"أولمبياس مجد الأرامل في الكنيسة الشرقية". (القديس غريغوريوس النزينزي) تعتبر أولمبياس مثلًا رائعًا للفتاة الشرقية الملتهبة بنار الحب الإلهي، تجتاز كل العوائق منطلقة للعمل الروحي بفكر كنسي رزين إنجيلي. كان جدّها أبلافيوس واليًا على القسطنطينية مقربًا من الملك ثيؤدوسيوس، كما كان والدها سيليكوس واليًا. ولدت حوالي عام 368 م.، وتيتمت وهي بعد صبية صغيرة، فاهتم برعايتها بروكوبيوس صديق القديس إغريغوريوس النزينزي، وقامت بتعليمهما ثؤدوسيا أخت القديس أمفلوكيوس أسقف أيقونية، كما تأثرت بالقديسة ميلانية الكبرى. اشتهرت بجمالها الفائق وغناها، فتزوجت في سن السادسة عشر بنيبريدوس والي القسطنطينية، لكنه سرعان ما توفى، فأراد الملك ثيؤدوسيوس أن يزوجها بقريبه ألبيدوس، ولما رفضت بشدة، قائلة: "لو كان الله يريدني أن أعيش زوجة لما أخذ مني نيبريدوس!"، أراد أن يضغط عليها فوضع ممتلكاتها تحت الوصاية حتى تبلغ الثلاثين من عمرها، كما حرمها من رؤية الأساقفة والاشتراك في العبادة الكنسية، فأرسلت إليه تشكره، لأنه رفع عنها نير تدبير أموالها، معلنة له سرورها بالأكثر لو أمر بتوزيع مالها على الفقراء. تأثر الملك برسالتها هذه، خاصة وأنها انطلقت إلى الشرق تمارس الحياة النسكية في غيرة متقدة لمدة أربعة أعوام، فأعاد إليها ممتلكاتها عام 391 م.، ووهبها حرية التصرف. تقدمت للقديس نكتاريوس أسقف القسطنطينية تعلن رغبتها في تكريس حياتها لله، فأقامها شماسة وهي بعد صغيرة السن. فقامت بإنشاء بيت العذارى، يقع ما بين كنيسة السلام وكنيسة أجيا صوفية، كما اهتمت بخدمة المرضى والفقراء، فلجأ الكثيرات إليها. إذ سيم القديس يوحنا الذهبي الفم بطريركًا على القسطنطينية، وجد في هذه الشماسة الأرملة قلبًا ناريًا في خدمة العذارى والمرضى والفقراء، وكانت تقدم أموالها للكل بسخاء شديد، وكان الأب البطريرك يحبها جدًا، إذ رأى فيها أمومة عجيبة للفقراء، وسندًا للمتألمين، كما اتسمت بالاتزان والحكمة إذ كان البطريرك السابق "تكتاريوس" يعتز بآرائها في تدبير أمور كثيرة. إذ نُفي القديس يوحنا، بعث إليها عدة رسائل ليسندها وسط آلامها بسبب ما حّل بالكنيسة، وكان يرفعها فوق الألم ليدفعها للعمل الروحي والخدمة، عوض الحزن المفرط. وقد جاءت هذه الرسائل تكشف عن مدى محبته لشماسته التي دعاها أحيانًا "أولمبياسته"، وإعجابه بها وثقته فيها، كما كشفت عن مفهوم الألم، وحملت إلينا الكثير من الجوانب التاريخية الخاصة برحلته إلى المنفى وحياته في جبال أرمينيا. جاء في بعض رسائله إليها:
كانت جميلة الشكل جدًا.. وجهها ملائكي.. ملامحها هادئة ملابسها بسيطة.. تفوح منها روائح الكرامة والمجد وكانت تلميذه للقديس يوحنا ذهبي الفم وأعطاها رتبة شماسة وكان دائمًا يمدحها بسبب روحانياتها العالية وسلوكها.. وقد قال لها أنك تظهرين بساطة بغير تأنق فهذه الفضيلة تبدو كأنها أقل من غيرها لكن من يدقق في الأمر يجدها فضيلة عظيمة تكشف عن نفس مملوءة حكمة وقد وطأة تحت قدميها الأمور الزمنية وتنطلق نحو السماء طاهرة. ويعوزني ألف لسان لأنادي باسمك من أجل بساطة مظهرك إذ بواسطتك تظهر كل ألوان الفضائل المسيحية.. التي عبرت إلى الخارج تعلن عن الحكمة الكامنة في داخلك من أجل هذا أدعوك وندعوك مطوبة وها نرى كم من نفوس جذبتها أولمبياس إلى المسيح الملك بجمالها.. كم من شباب مجدوا الله وكم من شابات عرفوا الطريق الصحيح إزاء الجمال.. فعرفوا كيف يمجدوا الخالق ويقدموا له أغلى ما يملكون. 12مسرا_19_مديح القديسة أولمبياس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسة الشماسة أولمبياس Olympias |
القديسة أولمبياس وسلوكها مع زوجها |
نشأة القديسة أولمبياس |
12مسرا_19_مديح القديسة أولمبياس |
القديسة أولمبياس الشماسة |