|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصليب قوة الله فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المُخلَّصين فهي قوة الله ( 1كو 1: 18 ) يقف الصليب كفاصل بين الناس، أينما بُشر به بإخلاص. فهو فاصل بين "الهالكين" من جانب، وبيننا "نحن المُخلَّصين" من الجانب الآخر. ويتحدد الجانب الذي ينتمي إليه الشخص، بموقفه من تعليم الصليب. فللبعض هو «جهالة» لأنهم يتمسكون بالعالم وحكمته، وللآخرين هو «قوة الله» التي تؤدي للخلاص. فالله «يخلِّص ... بجهالة الكرازة» (ع21). والفكرة هنا ليست أن الكرازة تبدو طريقة جاهلة ـ بالمقارنة بالعمل، على سبيل المثال، بل أن الرسالة نفسها التي يُكرز بها، والتي يسميها هنا «كلمة الصليب»، جهالة طبقًا للفكر البشري، ولكن هي الحكمة والقوة بحسب الله. العالم له حكمته. وعندما وصل إليهم ابن الله، ووُضع تحت سطوته وفحصه، فحَصَه العالم بمقتضى مستويات حكمته، ورفَضَه متهمًا إياه أنه يعمل بقوة الشيطان، وحكم عليه بالصلب. فالعالم لم يستطع أن يعرف الله بالحكمة، عندما رأوه متجسدًا، بل بالعكس اعتقدوا أنه الشيطان. وإذا كانت هذه أنضج ثمار حكمة العالم، فإنها لا قيمة لها نهائيًا فيما يختص بأمور الله، وهي تحت دينونة الله. وكان لكل من اليهود واليونانيين سمات تميزهم، فاليهود يطلبون آية، وكان هذا نتيجة لتدخل الله المتكرر بشكل معجزي لإنقاذهم في تاريخهم السابق، وينبغي أن تكون الآية في مستوى معيَّن لتُشبعهم وتُرضيهم. أما اليونانيون فكانوا تقريبًا يعبدون الذكاء البشري، ويرفضون أي شيء لا يتفق مع الأفكار الفلسفية المتداولة. ولذلك بالنسبة لكليهما كان المسيح المصلوب أمرًا مرفوضًا. كان اليهود ينتظرون المسيح، ولكنهم كانوا ينتظرونه ذا جلال وبهاء حسب توقعاتهم. وكان اليونانيون مستعدين أن يقبلوه فيلسوفًا جديدًا يرتفع بفلسفتهم إلى ذروة المجد. ولكن كلاهما كان يرفض بشدة المسيح المصلوب. فمثل هذا المسيح عثرة لا رجاء فيه لليهود، وهو بالنسبة لليونانيين، جهالة تتنافى مع الحكمة وتستحق السخرية. بالرغم من هذا، ليس هناك مسيح آخر غير مسيح الصليب. ونحن، بالنعمة، لا نريد مسيحًا غير هذا. فنحن من ضمن "المُخلّصين" أو "الذين خلصوا". ونحن مدعوون من الله، سواء كنا يهودًا أو أممًا، ونؤمن أن المسيح هو حقًا قوة الله وحكمته (ع24). هل هذا معك أيها القارئ العزيز؟ |
|