عن جماعة "الأمر بالمعروف"و" النهى عن المنكر"

[jajageorge]

هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسعودية
نهال دوام
تسببت جماعة من الملتحين تطلق على نفسها "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في إثارة الرعب بعدد من محافظات مصر كان آخرها حادث قتل طالب كلية الهندسة بالسويس أثناء سيره مع خطيبته.
وجود مثل هذه الهيئة بذاته أمر مشكوك فيه، فقد نفاه بشكل رسمي الدكتور ياسر علي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، قائلًا: إنه "كلام غير صحيح"، بينما نسب آخرون بينهم الناشطة نواره نجم هذه الأفعال لجهاز أمن الدولة (المنحل) واعتبره طرف ثالث ضمن خطة منظمة من فلول الوطني لبث الرعب من الإسلاميين في قلوب الناس بعد تولي الدكتور محمد مرسي رئاسة الجمهورية.
في تصريحات خاصة لـ"المشهد" يستنكر محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، الأفعال التي نسبت لما سمي بجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤكدًا أن المرجعية الوحيدة لكل ما يتعلق بذلك وبالدين الإسلامي كله هو الأزهر الشريف.
ويضيف مهنا إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "فيما يتعلق بالعلم وليس الجبر" هو واجب على المسلم فيه النصح والإرشاد، أما تنفيذ الأحكام والجبر فهو يعطي للحكومة فقط دون غيرها ومن يفعل ذلك يعتبر قاتلًا للنفس بغير الحق.
من جانبه، يقول الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الديار المصرية، إن قضية "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" وجميع الأحداث التي نسبت إليها هي مجرد معلومات أتيحت فقط من وسائل الإعلام دون تأكيد لها من الجهات والهيئات الرسمية، مطالبًا بضروة فتح باب التحقيقات بها لإيضاح الحقائق كاملة أمام الرأي العام.
وأكمل نجم أنه لا يوجد في تاريخ الإسلام ما يسمى بجماعة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" وإنما توكل هذه المهمة للدولة فقط دون غيرها لأن فعل هذا من قبل الأفراد فيه تهديد للسلام الاجتماعي، ومن يفعل ذلك ليست له أي صفة قانونية أو اجتماعية، ومن الضروري الإسراع في تقديم هؤلاء المجرمين للعدالة من قبل السلطات التنفيذية؛ لأن ما يفعلونه جريمة في حق المجتمع والناس.
نشأة الجماعة
لا يوجد تاريخ محدد لنشأة هذه الجماعة المزعومة في مصر، وإن كان أول نشاط لها تم في 26 ديسمبر 2011 عندما أنشئت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تحت اسم "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمصر".
وتؤكد الصفحة أن "مجموعة من الشباب السلفيين بدأوا في إنشاء هذه الهيئة بمصر اقتداءً منهم بالأراضي المقدسة"، وأضاف البيان الأول أن "الهيئة ليست تابعة لحزب النور السلفي تبعية مباشرة،، ولكنها تسير على نهجه"؛ لأن شبابها يرون "أنه الأقرب إلى شرع الله عز وجل وسنة نبيه".
لكن الصفحة ما لبثت أن أغلقت على يد إدارة مكافحة جرائم الإنترنت في وزارة الداخلية، ولم يعد لها وجود.
أصول سعودية
يذكر أن أصل هذه الهيئة التي يقلدها هؤلاء الشباب سعودي، وهي هيئة رسمية مكلفة بتطبيق الأصول الشرعية المستوحاة من الشرعية الإسلامية،توصف من قبل بعض وسائل الإعلام بـ "الشرطة الدينية".
وقد تم تأسيسها في السعودية من نحو 400 رجل عام 1940، وينص مرسوم إنشائها على أن مهمتها هي "تطبيق الشريعة الإسلامية في الأسواق العامة وغير ذلك من الأماكن العامة والحيلولة دون وقوع المنكرات الشرعية والتي منها منع الممارسات التي تظهر عدم الاحترام للدين الإسلامي؛ ومنع أعمالالسحروالشعوذة، والدجل لأكل أموال الناس بالباطل".
ويتواجد أعضاء هذه الهيئة في أماكن التجمعات العامة حيث يحضون الناس على المسارعة إلى تلبية النداء، والصلاة جماعة بالمسجد، والتأكد من غلق المحلات، ومغادرة الناس لها، وتوقف البيع والشراء أثناء إقامة الصلاة.
وتوجه للهيئة اتهامات منها أنها تنتهك حقوق الإنسان، مدللين على ذلك بحادثة بشعة وقعت في المملكة عام 2002 عندما شب حريق في مدرسة مكة للبنات اتهمت الهيئة بالتسبب في زيادة عدد ضحاياه،عندما قام أعضاؤها بطرد أولياء الأمور والحريق مشتعل في المدرسة بسبب إغلاق الباب على البنات أثناء الحريق بذريعة أنهن "لا يرتدين الحجاب". واتهم أفراد الهيئة بمنع رجال الإطفاء والإسعاف من الدخول إلى المدرسة لأنه "لا يجوز للفتيات أن ينكشفن أمام غرباء" كونهم ليسوا من المحارم. وكانت النتيجة زيادة الضحايا


المشهد

[Mary Naeem]

شكرا على المتابعة