|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إشباع احتياجات المؤمنين: 5 حِينَئِذٍ تَتَفَقَّحُ عُيُونُ الْعُمْيِ، وَآذَانُ الصُّمِّ تَتَفَتَّحُ. 6 حِينَئِذٍ يَقْفِزُ الأَعْرَجُ كَالإِيَّلِ وَيَتَرَنَّمُ لِسَانُ الأَخْرَسِ، لأَنَّهُ قَدِ انْفَجَرَتْ فِي الْبَرِّيَّةِ مِيَاهٌ، وَأَنْهَارٌ فِي الْقَفْرِ. 7 وَيَصِيرُ السَّرَابُ أَجَمًا، وَالْمَعْطَشَةُ يَنَابِيعَ مَاءٍ. فِي مَسْكِنِ الذِّئَابِ، فِي مَرْبِضِهَا دَارٌ لِلْقَصَبِ وَالْبَرْدِيِّ. 8 وَتَكُونُ هُنَاكَ سِكَّةٌ وَطَرِيقٌ يُقَالُ لَهَا: «الطَّرِيقُ الْمُقَدَّسَةُ». لاَ يَعْبُرُ فِيهَا نَجِسٌ، بَلْ هِيَ لَهُمْ. مَنْ سَلَكَ فِي الطَّرِيقِ حَتَّى الْجُهَّالُ، لاَ يَضِلُّ. 9 لاَ يَكُونُ هُنَاكَ أَسَدٌ. وَحْشٌ مُفْتَرِسٌ لاَ يَصْعَدُ إِلَيْهَا. لاَ يُوجَدُ هُنَاكَ. بَلْ يَسْلُكُ الْمَفْدِيُّونَ فِيهَا. أ. إذ يقول: "هو يأتي ويخلصكم، حينئذ..." [4-5]؛ أي عندما يأتي الرب المسيح المخلص تتحقق أمور فائقة، معجزات وآيات باهرة: "حينئذ تتفتح عيون العمي، وآذان الصم تتفتح؛ حينئذ يقفز الأعرج، كالآيل، ويترنم لسان الأخرس، لأنه قد انفجرت في البرية مياه وأنهار في القفر" [5-6]. يحاول المنادون بالملك الألفي أن ينسبوا ذلك للملك الألفي، مع أن السيد المسيح نفسه استخدم هذا النص عندما أجاب تلميذي يوحنا المعمدان مؤكدًا أنه هو المسيا المنتظر (مت 11: 4-6). يعلق القديس أغسطينوسعلى ذلك قائلًا: [كأنه يقول لهما: لقد رأيتماني فلتعرفاني! لقد رأيتما أعمالي، إذن فلتعرفا صانعها...وطوبى لمن لا يعثر فيّ]. الله الذي خلق كل شيء حسنًا جاء بنفسه إلى العالم ليجدد خليقته مصلحًا ما قد فسد، ولكي يرد للإنسان سلامه وصحته وبهجته.. يفتح بصيرته الداخلية لمعاينة الأسرار الإلهية، والآذان لكي تستعذب الصوت الإلهي وتستجيب لوصاياه، ويهب الأعرج قدرة للسير في الطريق السماوي، وينطق الأخرس بتسابيح داخلية... هذا كله بفعل الروح القدس (المياه والأنهار) الذي أرسله السيد المسيح من عند الآب... * تتحقق نبوة إشعياء ليس فقط في الأمور الجسدية بل وفي الروحيات... فالذين كانوا قبلًا عرج صاروا يقفزون بقوة يسوع كالآيل. قورنوا بالآيل ليس بدون قصد، فأنه حيوان طاهر معادٍ للحيات التي لن تؤذيه بسمها. وهكذا أيضًا بالنسبة للخرس فإنهم يتكلمون... العلامة أوريجانوس كثيرًا ما يُحدثنا الأنبياء عن العصر المسياني كعصر مياه (إش 41: 17-20؛ 43: 18-20؛ 44: 3-4؛ حز 47: 1-12). يقول المرتل: "نهر سواقيه تفرح مدينة الله مقدس مساكن العلي، الله في وسطها فلن تتزعزع" (مز 46: 4-5). * ما هي نهر سواقية هذه؟ أنه فيض الروح القدس الذي قال عنه الرب: "إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب، مَنْ آمن بيّ كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حيّ" (يو 7: 37-38). هذه الأنهار فاضت من حضن بولس وبطرس ويوحنا وبقية الرسل، ومن الإنجيليين المؤمنين. وحيث أن هذه الأنهار فاضت عن نهر واحد لذلك فإن "نهر سواقيه تفرح مدينة الله".... واضح أن مجاري النهر تُفهم بمعنى الروح القدس الذي به تتقدس كل نفس تقية تؤمن بالمسيح لتصير مواطنة في مدينة الله. القديس أغسطينوس يحدثنا القديس كيرلس الأورشليمي عن إيماننا بالسيد المسيح كدرع ضد عدو الخير إبليس، قائلًا: [هل يوجد أكثر رعبًا من الشيطان؟ ومع ذلك لا نجد درعًا ضده سوى الإيمان، إذ هو ترس غير منظور ضد عدو غير منظور، يصوب أسهمًا مختلفة في وسط الليل نحو الذين هم بلا حذر. لكن إذ هو عدو غير منظور فلنا الإيمان عُدَّة قوية كقول الرسول: "حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة" (أف 16: 6). فإذ يُلقى الشيطان شرارة ملتهبة من الشهوة المنحطة، يُظهر الإيمان صورة الدينونة فيطفئ الذهن الشريرة]. |
|