منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 02 - 2014, 11:17 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

الإخوان اجتموا مع "CIA" بمنزلي الكتاتني والبلتاجي

الإخوان اجتموا مع "cia" بمنزلي الكتاتني والبلتاجي وبعدها بدأ "الشرق الأوسط الجديد"


اللواء ثروت جودة لـ"الوطن": عمر سليمان أبلغ «مبارك» بالمخطط فاتخض وقال الموضوع ده صعب أصدقه.. وتراجع «الدنيا هتضيع كدا.. لازم تتصرفوا»


الإخوان اجتموا مع "cia" بمنزلي الكتاتني والبلتاجي وبعدها بدأ "الشرق الأوسط الجديد" ثروت جودة
كشف اللواء ثروت جودة، وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، عن تفاصيل رصد الجهاز لتحركات جماعة الإخوان «الإرهابية» ولقاءاتها بقادة المخابرات المركزية الأمريكية «CIA»، مشيراً إلى أنهم بدأوا بلقائين أولهما في منزل الدكتور محمد سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب الإخواني، والدكتور محمد البلتاجي، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، مع رئيس محطة المخابرات الأمريكية في مصر.

شدد «جودة»، في حوار خاص لـ«الوطن»، على أن اللواء عمر سليمان، رئيس «المخابرات العامة» السابق، استغرق عامين حتى تأكد من كافة التفاصيل وما رصده الجهاز من لقاءات وبعدها توجه للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ليكشف له ما جرى رصده لقيادات التنظيم، مشيرا إلى أن الرئيس الأسبق «اتخض» ثم قال لـ«سليمان»: «أنتم عايشين دور المؤامرة.. الموضوع ده صعب إني أصدقه»، ثم بعد إرسال أصول المخطط الموزعة على أعضاء الكونجرس قال: «لازم تتصرفوا.. الدنيا كدا هتضيع».
أمريكا تعودت أن يكون لها دور في صناعة القرار وقت «مبارك».. وكانوا يملون القرار خلال سنوات الثورة.. لكن لن يحدث ذلك مع الرئيس المقبل

* كيف بدأت علاقة الجماعة «الإرهابية» بالولايات المتحدة الأمريكية؟

- البداية كانت في عام 1985 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي برئاسة «جورباتشوف»، وانتصار أمريكا والغرب عليه، فبدأ حلف الشمال الأطلنطي «الناتو» يفكر من هو العدو الجديد بعد السوفيت، مع العلم أن أمريكا هي المسيطرة عليه، حينها خرج صامويل هنتنجتون، الباحث الأمريكي في شؤون انقلابات الدول، ليكشف عن نظرية «صراع الحضارات» ليتم بعدها الاتفاق على ضرورة «بروزة الإسلام على أنه العدو الجديد»، لكنهم لم يريدوا الاصطدام مع أكثر من مليار مسلم في العالم فبدوأ في التفكير عن حل عبر مراكز الدراسات الكبرى الموجودة في أمريكا، ولعبت ثلاث مراكز الدور الأبرز في صناعة الرؤية خلال تلك الفترة هي «مركز دراسات الشرق الأوسط، ومركز دراسات الشرق الأدنى، ومركز الدراسات الإستراتيجية التابع لوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، فأخذوا ينظرون كيفية تنفيذ خطتهم دون إثارة العالم الإسلامي، وما كان لهم إلا أن يجدوا ضالتهم في «الإخوان المسلمين».

* ولماذا الإخوان تحديدا؟
- الإخوان مقيمون لدى جهاز المخابرات العامة المصرية، والأجهزة الأمريكية، وكافة الأجهزة الغربية على أن التنظيم الدولي للجماعة هو أغنى تنظيم على مستوي العالم، كما يُعتبر التنظيم الأخطر عالميا بسبب خروج كافة التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط «من بطنه» من سلفية جهادية إلى التكفير والهجرة والجهاد الإسلامي والجماعة الإسلامية.

* إضافة إلى حركة حماس بالتأكيد!
- حركة حماس تخرج عن تلك المعادلة، فتأسيسها بدأ تحت مسمى الإخوان المسلمين في فلسطين؛ فكانت أول فرع للتنظيم خارج مصر بعد أن بدأ تأسيسها في قرية «الشيخ جراح» في القدس؛ فجرى تأسيس المجمع الإسلامي والجامعة الإسلامية، وحينما جاءت الانتفاضة الفلسيطينية الأولى عام 1989 شاركوا فيها وبدأوا تأسيس الحركة، فهي الظهير الأخطر للجماعة، وتلا إنشائها تأسيس الإخوان في الأردن ثم سوريا.

* نعود لعلاقة الإخوان بأمريكا.. ماذا جرى بعد دراسات المراكز الثلاث؟
- بعد نحو خمس سنوات، وتحديدا في عام 1990 انتهت المراكز من دراسات الأوضاع في المنطقة والجماعة وتاريخها وقرروا استخدامها «مطية للسيطرة على العالم الإسلامي»، واعتمدوا في ذلك على فكرها الأممي، فالتنظيم ليس هام لديه قصة الحدود ولا الأوطان، وبالفعل بدأوا في إجراء اتصالات مع التنظيم بعدها.

* وهل رصد الجهاز تلك الاتصالات؟
- بالتأكيد رصد الجهاز عدة اتصالات بدأت في 1991، فتم عقد أكثر من لقاء أولهما في بيت الدكتور سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب الإخواني، والآخر في منزل الدكتور محمد البلتاجي، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للتنظيم، وحضر اللقاءات رئيس محطة المخابرات المركزية الأمريكية الـ«CIA» في مصر، وتمت الاتصالات والاتفاق على تحركات الإخوان في المستقبل، بعدها رصدنا خروج المراكز البحثية الثلاث للدعوة إلى «الشرق الأوسط الجديد» والذي تضمن مخططه 8 دول، كانت مصر في المركز السادس من تلك الدول المقسمة تلاها السعودية وإيران وفقا للمخطط.

* ولماذا لم يبدأ ذلك الترتيب؟
- لأن أمريكا لم تكن لتستطيع تقسيم المملكة العربية السعودية دون تقسيم مصر؛ فنحن شعب يعشق آل البيت والكعبة، ولو حاولوا الاعتداء على السعودية كنا سنتوحد جميعنا ولن نتفرق، فيكون من الصعب عليهم تقسيم مصر، إضافة إلى أننا قد نعبر البحر الأحمر لنقف بجانب أشقائنا السعوديين وبذلك يفسد مخططهم، وبعد تقسيم السعودية يتم تقسيم «طهران»، فالمخطط يهدف إلى تقوية الدولة الشيعية في دول الخليج ثم يتم استنزافها وقتما يريدون، كما أن المخطط بعيد كل البعد عن أيا من دول الخليج الأخرى.

* وماذا فعلت «المخابرات العامة» لإحباط ذلك المخطط؟
- أول رد فعل لنا كان لابد من تصعيد الموضوع برمته إلى القيادة السياسية، إلا أن اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات في ذلك الوقت، كان شديد الحظر بعد توليه الجهاز، فلم يكتف بنسخة التقرير الذي قدمناه له، وطلب أصول التقارير، ونسخ منها باللغة الإنجليزية، وبعد تدقيق وتفحيص، قال في عام 1992: «العملية كدا مش مستحملة.. التقارير دي لازم تتجمع وتتبعت للرئيس مبارك».

* وبماذا رد الرئيس الأسبق حسني مبارك؟
- أول رد فعل له كان أنه «اتخض» ثم قال لـ«سليمان»: «أنتم عايشين دور المؤامرة.. الموضوع ده صعب إني أصدقه»، حينها بعثنا له نسخة من أصول المخطط الموزعة على أعضاء الكونجرس الأمريكي فرد قائلا: «لازم تتصرفوا.. الدنيا كدا هتضيع»، وفورا بدأنا نتحرك، فحتى نربح مواجهتنا مع «الناتو» وأمريكا لابد من حماية كافة الدول الموجودة في المخطط وليس مصر بمفردها، فكان لابد من القيام بالتنسيق معهم وإقناعهم بالمخطط، إضافة إلى تنفيذ رد فعل دفاعي، فمثلا «بدل ميأخد أحد النشطاء 100 ألف دولار عشان ينفذ حاجة إحنا ندّهمله ونخليه عميل مزدوج»، إضافة إلى شغل استخباراتي لا نستطيع الإفصاح عنه في وسائل الإعلام.

* وهل تم تنفيذ تلك الخطة؟
- كنا محتاجين ميزانية كبرى لكنها لم تتوفر في ذلك الوقت، وحين طلبنا من القيادة تمويل تلك الأنشطة قالوا «خلونا في مصر بس»، لكن ذلك لم يكن كافيا لقص كافة الأطراف التي لها يد في المخطط، فالتنفيذ بتلك الطريقة «مكنش هيبقى صح»، لكننا حاولنا قدر استطاعتنا حماية الساحة الداخلية المصرية «على قد منقدر»، وهذه كانت بداية ما حدث ويحدث في مصر حاليا.

* وماذا عن دور «الإخوان» حينها؟
- بعد اللقاءين اللذين تما في منزلي "الكتاتني" و"البلتاجي" بدأت الزيارات تكون طبيعية بين الطرفين، فالدكتور عصام العريان، مستشار الرئيس المعزول محمد مرسي، وغيره طبيعي أن يذهب هناك ويلتقي بهم أو يأتون إليهم هنا.

* معنى حديثك أن قيادات الإخوان دخلوا مقر المخابرات الأمريكية؟
- ليس شرطا أن تدخل مقر جهاز استخباراتي كي تعمل معهم، قد تلتقي بهم فس أحد الفنادق أو حتى المقاهي، حتى إذا أردت تجنيد أحد وتعليمه شغل المخابرات فلن يكون في مقر الجهاز، ولكن في منطقة طبيعية ويجب أن تكون أكثر من عادية.

* وماذا جرى بعدها؟
- «بدأنا نشوف هيوصلوا لحد فين.. بدأوا بضرب العراق والأوضاع في اليمن وسوريا وكنا بنلم الأوضاع عندنا»، حتى بدأ بعض النشطاء في الخروج لمراكز بحثية وجمعيات عليها علامات استفهام لدينا، فكان يجب علينا متابعتهم وتسجيل ما يحدث بالصوت والصورة وكأننا معهم، وكان ذلك ما يتم ثم ننسق مع أجهزة الأمن المختلفة.

* وماذا كان موقف رئاسة الجمهورية حينها؟
- كان الوزير عمر سليمان يبلغ مؤسسة الرئاسة تطورات الأوضاع أولا بأول، وكان يتم دائما التأشير عليها بـ«ترسل للأجهزة المختصة»، فما يتعلق بالقوات المسلحة كنا نرسله للمخابرات الحربية، والأمور المتعلقة بالأمن السياسي للبلاد كانت ترسل لجهاز أمن الدولة، وما يتعلق بالشؤون المالية كنا نحيلها إلى هيئة الرقابة الإدارية.

* وهل كان الرئيس المعزول محمد مرسي عميلا للمخابرات الأمريكية؟
- ليس لدي معلومات مؤكدة بخصوص هذا الموضوع، إلا أن اليقين أنه لا يعلم عناصر جهاز المخابرات العامة في أمريكا.

* ولكن تردد أنه أحبط عملية قادها الفريق حسام خير الله في أمريكا؟
- ما تردد عن ذلك غير صحيح على الإطلاق، فالفريق خير الله هو ضابط معلومات ليست له أية علاقة بتشغيل عناصر الجهاز، ولكن ترددت أنباء ليست مؤكدة بالنسبة لي أن تلك العملية كانت للمخابرات الحربية في أمريكا عن طريق الملحق العسكري في السفارة هناك، إلا أن اليقين هو أنه لم يحبط أية عمليات للمخابرات العامة بأمريكا.

* وما صحة طلب خيرت الشاطر الحصول على تقارير «المخابرات العامة»؟
- يضحك ساخرا.. ليس الشاطر أو مرسي فقط، ولكن عدد من قيادات الجماعة وبعدما فشلوا توجهوا إلى الرئيس مرسي بصفته رئيس الجمهورية حينها.

* وهل كانت مطالبهم بتوجيهات من جهات خارجية؟
- لابد أن نعلم جميعنا أن الجماعة «منفذة» مع الأمريكان والدول الأوربية وبعض الدول العربية إلى أقصى مدى، لكنهم «ناس جهلة»- وتلك ليست سبة في حقهم- فقدرات الذكاء لديهم بخصوص تحركات الدول والمؤسسات ضعيفة، إضافة إلى أن «العملية مكانتش فارقة معاهم، فمصر كانت مجرد مطية أو حمارة عشان يوصلوا لهدفهم».

* وهل طلب أحد قيادات الإخوان تقارير الجهاز بشكل مباشر؟
- وصلت الجرأة لأحد قاداتهم بأن يخرج على الهواء ويتساءل عن سر عدم منح الجهاز لهم تلك التقارير، فأنا أتساءل إن كانوا يعرفون طبيعة عمل الجهاز من الأساس، فدورنا هو متابعة كافة دول العالم على كافة الأصعدة حتى يتم التخديم على القرار المصري والمصلحة العامة للمواطنين المصريين.

* معنى حديثك أن تقارير الجهاز لم تكن تصل لـ«مرسي» أثناء توليه الرئاسة؟
- التقارير كانت تصل له «على قدر الحاجة»، فيمكننا القول إن تلك التقارير كانت أقل القليل مما يوجد داخل الجهاز.

* ماذا يعني ذلك؟
- بعض المعلومات والتقارير كانت محظورة الوصول إليه، فمثلا مصادرنا بالخارج أو ملفات بعض الدول لا يمكن أن تعرض عليه، ولكن إذا كان في زيارة رسمية إلى تركيا على سبيل المثال، فإننا نرسل له المعلومات الموجودة لدينا عنها، ونطرح عليه الفرص الاستثمارية والاقتصادية وغيرها من المصالح التي إذا استغلها ستعود بالخير الوفير للوطن.

* وما طبيعة تهم التخابر التي يُحاكم على إثرها الرئيس المعزول؟
- «مرسي عنده بلاوي كتير بيتحاكم عليها بخصوص موضوع التخابر»، ولا أستطيع الكشف عن معظمها، إلا أن من ضمن ما يُحاكم عليه هو الاتصالات المكثفة التي تمت مع رئيس الـ«CIA» في القاهرة وتركيا وبينه والدكتور أحمد عبد العاطي، مدير مكتبه بتركيا في هذا الوقت.

* متى تمت تلك الاتصالات.. وما مضمونها؟
- بدأت تلك الاتصالات بشكل مكثف قبل ثورة 25 يناير بشهر واستمرت بعدها، أما عن مضمون تلك المكالمات فقد تخابر معه عن «حاجات هتحصل فيها إرهاب في الشارع وأعمال عدائية».

* وهل من ضمن تلك الأحداث هو قنص المتظاهرين أثناء الثورة؟
- ترتب عليها قنص المتظاهرين، فمسؤولي المخابرات المركزية الأمريكية أكدوا ضرورة نزول الإخوان ومشاركتهم في أحداث ثورة 25 يناير، وضرورة مواجهة الشرطة ومؤسسات الدولة المختلفة، وهناك كثير لم يتم الكشف عنه سنكشف عنه في المستقبل تجاه ما ارتكب في حق الوطن.

* وما هي قضايا التخابر الأخرى التى يُحاكم فيها؟
- أعلم تماما حجم تهم التخابر الموجودة لديه، إلا أنها لدى جهات سيادية ولم يسمحوا بالكشف عنها، ولكن مجرد اتصال الرئيس المعزول بحركة حماس يعد تخابرا؛ لأنها حركة خارج حدود الوطن، فالحديث مع من خارج حدودنا ضد الدولة المصرية "تخابر".

* وهل سيتم الكشف عن ما حدث؟
- إذا قررت السلطات الكشف عنها سيتم، وإذا أردتم التأكد مما أقوله، فلماذا جاء جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، إلى مصر قبل محاكمة الرئيس المعزول بيوم واحد؟!.

* لكن ذلك سيؤثر على العلاقات بين البلدين!
- بالتأكيد.. ولكن لابد للجميع أن يعرف أنه لا يوجد أعداء دائمين أو أصدقاء دائمين، فعلينا التأكيد أن الولايات المتحدة ما زالت تؤيد الإرهاب والإخوان في مصر.

* وكيف سيؤثر ذلك على القرار المصري مستقبلا؟
- أمريكا تعودت أثناء حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك أن يكون لهم دور هام في صنع القرار، وأثناء الثلاث سنوات الأخيرة كانوا يملوا القرار على النظام الحاكم، ولكن لا هذا أو ذاك سيتم خلال الفترة المقبلة أيا كان رئيس الجمهورية المقبل.

* ما الذي يضمن عدم تأثير أمريكا على القرار المصري مستقبلا؟
- يرد غاضبا.. «همّا ليهم أيه عندنا دلوقتي عشان يملوا القرار علينا.. وكان ليهم أيه في وقت مبارك عشان يكون ليهم دور في اتخاذ القرار.. اللي حصل ده تم بسبب الغباوة وقطع علاقتنا مع الروس ودول العالم الشرقي»، فلابد أن تعود علاقتنا مع جميع دول العالم بشكل متساوٍ.

* ولماذا لم ينقل هذا الحديث لمبارك؟
- كان ينقل هذا الكلام له، لكن عقلية متخذ القرار هي من تدعم توجهات الدولة.

* حديثك يدعم ما يتردد عن كونه عميلا لأمريكا!
- لا.. هذا غير صحيح، فحسني مبارك لم يتعامل مع المخابرات الأمريكية طوال فترة حكمه، ولكنه تعامل مع القيادة السياسية، فهو رئيس دولة يعمل على مراعاة مصالح بلاده، ولعل خير دليل على ذلك نجاحه في إقناع بوش الأب والكونجرس في إلغاء الدين الأمريكي على مصر، فكان إنجازا كبيرا.

* نعود للأوضاع الراهنة.. أمريكا فتحت اتصالات مع السلفيين.. لماذا لم تختارهم لإكمال مسيرة الإخوان؟
- لابد أن تعلموا أن السلفيين جزء من الإخوان والتيار المتأسلم، من السهل كشفه للمواطنين المصريين عكس المنتمين للتنظيم الإخواني، إضافة إلى أن أي شيء سيقوله السلفيون مخالف للأزهر سيرد عليهم المصريين بكونه بدعة، إضافة إلى أنهم «لسه في كي جي وان» سياسية ولا يستطيعوا أن يقودوا دولة والسيطرة عليها، مع عدم وجود امتداد خارجي لهم.

* وماذا عن مستقبل حزب النور والدعوة السلفية؟
- سيكون مستقبلهم على قد حجمهم؛ فحزب الدعوة السلفية لن يكون فاعل في الحياة السياسية، المصريون كفروا بالمتأسلمين، فنحن شعب متدين بطبعنا ولكن نرفض ممارساتهم باسم الدين.

* لكن أمريكا ستلعب دورا بارزا في المستقبل وتواصل دعمها للإخوان؟
- مستحيل أن تعود الولايات المتحدة لقوتها التي كانت عليها من قبل، وسبق وأن أرسل إليهم "السيسي" رسالة حين قال «لن تملوا شيئا على الشعب المصري».

* لكن تردد أن وزير الدفاع الأمريكي خاطب عدة دول لمنع ترشح «السيسي»؟
- يرد بتحفظ.. «كلموا بعض الدول أها».

* وماذا حدث بتلك المحادثات؟
- أمريكا خاطبت نحو 4 دول بالخليج ودول أخرى، إلا أنهم ردوا: «القرار للشعب المصري»، لكن آخرين مثل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس الحكومة الإماراتية، حينما صرح بأنه يرى ضرورة بقاء السيسي وزيرا للدفاع جاءت لمعرفته بالضغوط الدولية التي تمارس على مصر، فهو رجل «قلبه على مصر أكتر من أي حد تاني». وعلينا أن ننظر للجهة التي بدأت في تسريب تفاصيل مكالمة أمريكا لتلك الدول، فمن أخرج تلك التصريحات هو راديو إسرائيل، وهو أحد أدوات الـ«CIA» والموساد في تسريب المعلومات في المنطقة كـ«بالونة اختبار» كي يتم قياس رد الفعل.

* ولكنهم قد يضروا بأمن مصر؟
- لابد أن نعلم جميعا أنه حتى إذا قرر المشير السيسي عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية، أنه إذا استمد الرئيس القادم قوته من الأمريكان فسيكون «رئيس غبي»؛ فالقوة الحقيقية تكون من الشعب المصري، فهم لن يستطيعوا أن يؤثروا على بلادنا أو الرئيس القادم إذا كان الشعب يقف بجانبه.

* بذكر الرئيس المقبل.. هل هيترشح اللواء مراد موافي للانتخابات المقبلة؟
- حقيقة لم أتعامل مع اللواء مراد موافي بسبب خروجي من الخدمة عام 2010 لكني أرى دعم كبير من المواطنين والشباب له حال ترشحه.

* ماذا عن الفريق سامي عنان؟
- زرت الفريق عنان مع بداية ما تردد عن ترشحه للرئاسة، وقلت له إن الشارع يأخذ عليه نقطتين وهما أنه رجل الإخوان وأمريكا في مصر، إلا أنه رد صراحة بعدة مواقف تثبت أنه ليس منتميا لأحداهما أو يعمل لحسابه على حد ذكره لي.

* وما هي المواقف؟
- أن كل مباحثاته مع الجانب الأمريكي تمت بعلم الدولة المصرية وأنه كان يصر أن يحضر الاجتماع السفير المصري في واشنطن أو من ينوب عنه حتى المباحثات السرية كان يصر على ذلك، فالأمريكان لم ينفردوا به ولم يحدث أي شيء تحت الطرابيزة وحتى إذا أرسلوا له شفرات أو غير ذلك ستكون الأجهزة الأمنية رصدتها.

* ماذا عن الإخوان؟
- الفريق عنان أكد أنه اصطدم معهم في أكثر من موقف وأن «الإخوان مش على هواه»، وسرد موقف حين كان باجتماع مع شخصيات عامة وقوى وطنية «ووقتها بعتلوا مرسي وقالوا أنت مقعد عندك «الزند» و«الجبالي» ليه فرفع سماعة التليفون وقال له: أنهم موجودين عندي علنيا وبنتناقش للصالح العام ثم أغلق سماعة التليفون»، لكن ما أراه أن الشارع المصري ضد ترشح الفريق عنان، والرجل لم يخرج ليوضح وجهة نظره إلى الآن.

* ماذا عن الفريق أحمد شفيق؟
- «شفيق» رجل دولة وليس له علاقة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، و«لما كان مبارك بيغرق كان بيقول الحقني يا أحمد يا شفيق»، كما أنه رجل نظيف وطاهر وغير فاسد كما يتدد، كما أنه لديه علاقات مع معظم دول العالم الكبرى ما سيدعمه حال ترشحه، فإذا خُيرت بين «شفيق» و«موافي» و«عنان» سأختار «شفيق» بكل تأكيد.

* و«السيسي»..
- لا.. المشير السيسي "حاجة تانية خالص"، فهو لديه ظهير شعبي في الشارع غير عادي، فمن خطاباته يظهر أنه رجل يفهم كيف يخاطب الشعب وكيف يخاطب وسائل الإعلام، كما أنه درس العلوم الإستراتيجية والسياسية ولديه ما يمكنه من الأداء الجيد لمنصب الرئيس.
كما أن السيسي «راجل بيعرف ربنا أوي»، ونحن نحتاج لرجل عادل ولكنه باطش أمام ما يؤثر على الشارع المصري، بحيث يتصرف بشدة أمامهم، ولكن وفقا للقانون.

* كيف نواجه الفوضى.. ومصر مفتوحة أمام أجهزة المخابرات منذ الثورة إلى الآن.. وماذا خسرنا فيها؟
- لابد أن يطمئن الشعب المصري، فكل المعلومات عن أي دولة في العالم متاحة في المصادر العلنية التي يستطيع أي فرد أن يحصل عليها، وهي تمثل نحو 99.5%، أما المعلومات السرية التي لا يعلمها أحد و«بتغلّب العالم» تتمثل في تكتيكات المسؤولين وطبيعة الشعب المصري وردود فعله، فمثلا في حرب أكتوبر 1973 إسرائيل كانت تعلم كل شيء عن الجيش المصري وتسليحه عدا نفسية المقاتل المصري، ففوجئوا بجنودنا تواجه الدبابات المعدلة من طراز القرن الـ21 بأسلحة مثل الـ"آر بي جي" التي ترجع للقرون الوسطى، لذا فإن استباحة الأراضس المصرية من أجهزة المخابرات لن تؤثر علينا.

* وماذا يفعل جهاز المخابرات العامة أمام عناصر تلك الأجهزة؟
- "الجهاز يعرف عناصر الأجهزة الأخرى الموجودة داخل مصر، ولا نتصدى لهم فضابط جه مصر ولم يقم بعمل فيه تآمر أو إخلال بالأمن القومي المصري، وتم تجنيد عدد من قيادات الحركات مثل 6 أبريل".

* ما هي الأجهزة التي جلست مع الحركة؟
- كافة أجهزة المخابرات العالمية التي قد تخطر ببالك.

* وكم تقدر عدد الأجهزة العالمية العاملة في مصر؟
- كافة أجهزة المخابرات التي يهمها الشأن المصري تعمل داخل بلادنا.. لا يزيد عن 11 جهازا، ولكنهم لا يأخذون ما يضر الأمن المصري، فالجهاز الروسي لا يريد تجنيد أحد، ولكن الـ«CIA» تحتاج، أما الموساد الإسرائيلي فلا يريد أن يجند أحد سوى للعمل على مصالحهم الخاصة عبر إرسال معلومات له وليبيا والسودان وقطر وبعض الأجهزة الأوربية نفس الكلام، فالعالم في 30/ 6 من هول المفاجأة لم يستطيعوا التصرف لأنهم لا يعرفون نفسية الشعب المصري.

* عمر سليمان تحدث عن «الصندوق الأسود» وبعدها توفى.. بحكم قربك منه، هل تم اغتياله كما يتردد؟
- لا.. الوفاة كانت طبيعية.

* لكن لم تكن تظهر عليه آثار المرض!
- الإنسان حينما يكبر تأتي له أمراض الشيخوخة، و"سليمان" كان لديه أمراض في القلب لكن نشاطه لم يظهر مرضه، وتم ضربه ضربتين «لو جم في جبل لازم هيقع».

* ما هما؟
- الأولى بعدم تمكين المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق، له من ممارسة صلاحياته حين كان نائبا لرئيس الجمهورية، والثانية بعدم تمكين «طنطاوي» له من خوض الانتخابات الرئاسية، فهو "ضحى بيه لأنه لم يكن يريده أن يصبح رئيسا، واسالوا المشير طنطاوي ليه عمل كدا".

* ولماذا في رأيك؟
- بسبب المنافسة بينهما، فهما أبناء دفعة واحدة، فلا يمكن أن أقتنع أن الـ«50» صوتا الذين كانوا مسجلين في الشهر العقاري قبل موعد غلق اللجنة لأوراق التقدم بيومين لا يمكن قبولهم، إلا بتوصية خاصة منه.

* وماذا يحوي الصندوق الأسود؟
- يحوي كافة التحركات التي مهدت لثورة 25 يناير سواء من جانب تنظيم الإخوان أو من مختلف القوى السياسية، فتلك التقارير لم تذهب مع عمر سليمان بعد وفاته، فأي رئيس جهاز مخابرات قادم ستكون بحوزته لأنها تأتي من العناصر الموجودة معه في الجهاز.

* وهل طلبت الجماعة تلك التقارير؟
- الحديث الذي وصلني عن هذا الموضوع أنهم طلبوا معلومات كثيرة وحينما كانوا لا يستطيعون معرفة شيء كانوا يرجعون إلى الرئيس المعزول مرسي ليطلب من الجهاز بصفته رئيس الجمهورية، لكني كما ذكرت من قبل كان يحصل على أقل القليل من المعلومات.

* وهل تعتقد أن بإمكاننا المصالحة مع جماعة الإخوان مرة أخرى؟
- التنظيم شريحة من أبناء الشعب المصري، أما عن ممارسة دور سياسي له فهذا غير وارد على الإطلاق حتى ولو كانت الحكومة متواطئة، فالشعب كان يحن للإخوان لأنهم «كانوا عايشين دور المسكين وأن الدولة جاية عليهم»، لكن المواطنين عرفوا التنظيم على حقيقته، وأن التنظيم ليس مصريا، وأنهم عاملوا المواطنين على أنهم درجة ثالثة، فما يمكن أن يفعله التنظيم حاليا هو اللعب على الفقراء من أبناء الوطن، وعلى الدولة في المرحلة المقبلة أن تضمن أنه لن "يبات مواطن جعان"، فمقاومة النشاط المتطرف 20% منه أمني، والباقي اقتصادي بمشاركة الإعلام والثقافة والأزهر والحكومة بمجهوداتها الاقتصادية.

* ماذا عن «حماس».. هل يوجد مفاوضتها بينها وبين الدولة؟
- حركة حماس لم توقف تفاوضها مع المخابرات العامة والمخابرات الحربية في أي وقت من الأوقات خلال الفترة الماضية، لكنهم مثل الإخوان يظلون يكذبون ويكذبون حتى يكتب عند الله كذابا، فهم محترفي تملق وكذب والخيانة بتجري في دمهم، فأنا لدي معلومات مؤكدة أن المجمع الإسلامي الذي خرجت من تحت جناحه حركة حماس أنشأه الليكود الإسرائيلي لإفساد تحركات منظمة التحرير الفلسطينية، وأن حماس أنشئت من قبل "الموساد" و"الشاباك".

* وهل تتوقع عودة تنظيم الإخوان وأنصارهم عبر الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- قد يتم ذلك عبر الخلايا النائمة للتنظيم الإخواني تحت أي مسمى غير التيار الإسلامي، أو قد يتم دخوله عن طريق أحد الأحزاب "الأرزوقية والكارتونية".

* يمتلك تنظيم الإخوان وعناصره الإرهابية تقنية عالية.. ماذا عن ذلك؟
- التنظيم الدولي للإخوان يستطيع تمويل ذلك، أما عن التقنية فيمكنهم شراء التقنية من أمريكا أو حلف الشمال الأطلنطي أو من تركيا.
«مرسي» لم يكن على اتصال بعناصرنا في أمريكا كما تردد.. ومعلومات الجهاز كانت محظورة عليه أثناء فترة رئاسته إلا «قدر الحاجة»

* ومتى يعود الاستقرار إلى مصر؟
- نحن حاليا نعيش درجة عالية من الاستقرار عكس ما سبق، أما عن مواجهة الإرهاب فالحكومة لا تريد مواجهته بشدة حتى لا تسوّق الجماعة ذلك على أنها مقدمة لحرب أهلية، فالإخوان يريدون جرنا لمسلسل العراق وسوريا، وهذا لن يحدث.

* وكيف يمكن أن نواجه الضغوط الدولية؟
- بمرور الوقت سيعترف العالم بما يحدث في مصر على أنه ثورة شعبية، ونحن نستطيع مواجهة العالم بإرادة الشارع المصري.

جدير بالذكر أن اللواء ثروت جودة، وكيل جهاز المخابرات الحربية حتى عام 2010، وشارك في استلام المناطق المحررة في سيناء داخل نطاق الجيش الثالث الميداني، وعمل بسلاح المخابرات الحربية والاستطلاع منذ عام 1977 حتى عام 1985، وعمل بالمخابرات العامة منذ عام 1985 حتى عام 2010، وعمل في هيئة المعلومات والتقديرات بالمخابرات الحربية المسؤولة عن وضع السياسة العامة للجهاز وتوصيات الجهاز للدولة، وحاصل على نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، وحاصل على ميدالية الخدمة الطويلة بالدولة والمخابرات.
رصدنا لقاءات النشطاء بمراكز أبحاث وجمعيات عليها علامات استفهام.. وأمريكا كانت تستهدف السعودية وإيران بعد مصر وسوريا
المصدر : الإخوان اجتموا مع "cia" بمنزلي الكتاتني والبلتاجي وبعدها بدأ "الشرق الأوسط الجديد"
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
خريطة بقلم رصاص تظهر "حماقة" خطة لـ"بريطانيا وفرنسا" عمرها 100 عام لتشكيل الشرق الأوسط الجديد
مصر تطالب "الدولية للطاقة الذرية" والمجتمع الدولي بالتصدي لـ"نووي الشرق الأوسط"
عمرها الـ60..عجوز أكتوبر تحكى لـ"الشرق الأوسط" رعبها من رفع "الطوارئ" وعودة "الإخوان"
الشرق الأوسط :مسيرات الإخوان في "جمعة الشهيد" أعلنت فشل الجماعة وكتبت "شهادة إفلاسهم سياسيا في الشار
"الشرق الأوسط" تكشف المكالمة الهاتفية التي أسقطت مرشد "الإخوان" في قبضة الأمن المصري


الساعة الآن 07:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024