المسيحي الحقيقي لا يعرف الهزل أو النكات القبيحة، ولا يجرؤ على كسر الوصية، ولا يتشح بوسائل الفرح المصطنع كالخمر والصخب، ولا بتغييب الوعي بالمخدرات. أما الإنسان الطبيعي لا يعرف غير الفرح السطحي المفتعل، بينما الهموم لا تفارقه أينما سار مهما اجتهد أن يهرب منها.
حياة الفرح المسيحي هي من أعمال النعمة، وهي متاحة لكل من يؤمن “فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله” (رو 8:8). فالمسيحي ليس إنسانا أسطورياً، ولكنه إنسان أدركته نعمة الخلاص، فتغير حاله من البؤس إلى الفرح المجيد. وباسم كل البعيدين الحائرين كانت صرخة القديس بولس: “إذا أجد الناموس لى حينما أريد أن أفعل الحسنى أن الشر حاضر عندي … ويحي أنا الإنسان الشقى! من ينقذني من جسد هذا الموت؟” (رو 21:7 , 24)، ثم كان إعلانه عن سر الفرح: “لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت… وإن كان المسيح فيكم فالجسد ميت بسبب الخطية وأما الروح فحياة بسب البر” (رو 2:8, 10). “القلب الفرحان يجعل الوجه طلقاً وبحزن القلب تنسحق الروح” (أم 13:15).