فمَضى يَسوعَ معَهم. وما إِن صارَ غَيرَ بَعيدٍ مِنَ البَيت، حتَّى أَرسلَ إِلَيه قائِد المِائة بَعضَ أَصدِقائِه يَقولُ له: يا ربّ، لا تُزعِجْ نَفسَكَ، فَإِنِّي لَستُ أَهلاً لِأَن تَدخُلَ تَحتَ سَقْفي؟
تشير عبارة "مَضى يَسوعَ معَهم" إلى ذهاب يَسوعَ مع أعيان اليهود إلى بيت قائِد المِائة الوثني بالرغم من صعوبته في دخول بيت وثني كرجل يهودي كما يوكّده بطرس الرسول لدى دخوله بيت قرنيليوس في قيصرية " تَعلَمونَ أَنَّه حَرامٌ على اليَهودِيِّ أَن يُعاشِرَ أَجنَبِيًّا أَو يَدخُلَ مَنزِلَه" (أعمال الرسل 10: 28)؛ لكن يَسوعَ تمكَّن إلغاء شرائع النجاسة بين اليهود والوثنيين.
بهذا الأمر أعلن السيد المسيح أنه أتى ليشفي الأمم كما يشفى اليهود، وأن المسيح لا يستنكف من دخول بيوت الخطأة ولا الأمم فهو يُقدِّس ولا يتنجس، هو يدخل ليشفي ويحطم الوثنية ويعطى الشفاء الروحي للنفوس؛ ويُعلق القديس أمبروسيوس "كان انطلاق يَسوعَ نحو بيت قائِد المِائة ليس عن عجزِه عن شفاء العبد من بعيد، وإنما ليُعطيكم مثالًا في التواضع نمتثل به، ويعلِّمكم احترام المساكين كالعظماء".