رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نظرة الكتاب المقدس للشهوة الجنسية حدد يسوع موقفه من الشهوة الجنسية في موعظته على الجبل حين قال: "قد سمعتم أنه قيل للقدماء. "لا تزن" وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه". لم يقل يسوع أن الشهوة تعادل الزنا. غير أنه قال إن الشهوة الجنسية ارتكاب الزنا في القلب بدلاً من ارتكابه بالجسد- خطية جنسية. يذكر "كولينز" بعض المبادئ التي يمكن تطبيقها على الشهوة الجنسية: 1- خلقنا الله كائنات جنسية: فالانجذاب الجنسي والمشاعر الجنسية هي أمور حسنة وليست خاطئة. 2- الناس كلهم ذكوراً وإناثاً، مخلوقون على صورة الله لهذا يتوجب علينا أن نحترم كل شخص فالناس أشخاص يجب علينا أن نحبهم، أما الأشياء فهي التي تستخدم وتستغل. وإن استخدام شخص آخر كأداة يعني انتهاك حرمة شخصيته وتحويلها إلى شيء. 3- يجب على المؤمنين بالمسيح أن يأخذوا توجيهات الله حول التعبير عن طاقتهم الجنسية مأخذ الجد. فأي شيء تفعله على نقيض إرادة الله المعبر عنها في الكتاب المقدس هو خطية. ويقدم لنا الكتاب المقدس تحذيرات قوية وصارمة حول إساءة استخدام الجنس: (أمثال1:5 -20 ، 1كورنثوس9:6-11) غير أن المحبة الجسدية في سياقها الصحيح شيء جميل. 4- يريد الله أن يحيا شعبه حياة مقدسة. إذ يجب أن يكونوا انعكاساً لطبيعته الأخلاقية الكاملة. ويجب أن يكون المبدأ الإرشادي في حياة كل مؤمن بالمسيح: "افعلوا كل شيء لمجد الله" (1كورنثوس31:10). 5- يمكن أن تغفر الخطايا الجنسية حين يعود المرء تائباً إلى المسيح، سواء كانت تخيلات أم تصرفات شهوانية أم اغتصاباً أو جنساً خارج نطاق الزواج. لا يريد الله أن يكون شعبه مثقلاً بالذنوب، وهو يسامحنا على أساس إيماننا بيسوع، وعمله الفدائي على الصليب من أجلنا. 6- الله، من خلال روحه القدوس، هو مصدر القوة العملية الشخصية التي تساعدنا على توجيه طاقتنا الجنسية والسيطرة عليها. ليس الجنس نازعاً يستعبدنا رغماً عنا. لكنه بمثابة شهية يمكننا أن نغذيها، إما بشكل محرم أو بشكل روحي (ضمن الزواج) والخيار هو لنا، والله يساعدنا في الطريق بتطهيرنا لحظة فلحظة من المواقف والتصرفات الخاطئة (1يوحنا9:1 ، 1كورنثوس11:6) الاستجابة لمشكلة الشهوة أصغ – تعاطف – أكد – وجه – أشرك – حول كيف يمكن لقائد الشبيبة، أو الأب، أو المعلم أن يعين شاباً يكافح ضد خطية الشهوة الجنسية؟ يبدأ الانتصار ويستمر بالصلاة ويجب أن ترافقها خطة مماثلة لما يلي: أصغ إليه. يقول "كولينز": إنّ الإصغاء بطريقة تتسم بالحساسية يشكل "نقطة بداية أساسية لكل عمليات الإرشاد، لكنه يغفل أحياناً لدى مناقشة المسائل الجنسية". ويقول: "حين نصغي إلى الشاب فإننا نعرب عن رغبتنا في الفهم، واستعدادنا لمد يد العون للشخص الذي نود إرشاده. وإنه لأمر ملائم أن نطرح أسئلة استيضاحية (شريطة أن تهدف الأسئلة إلى زيادة فهمنا وليس إلى إشباع فضولنا) حاول أن تتجنب إعطاء النصائح والوعظ والتعبير عن رأيك أو حتى اقتباس آيات من الكتاب المقدس إلى أن تكون قد كونت فهماً واضحاً للمشكلة". وفيما يلي بعض الأسئلة المفيدة: · متى أصبح هذا الأمر يشكل مشكلة لك؟ · هل يتحسن الوضع أم يسوء في أوقات معينة؟ · متى (أو تحت أية ظروف) تصل معاناتك من المشكلة إلى أقصاها؟ · مت ظهرت هذه المشكلة أول مرة · هل حاولت أن تتصدى للمشكلة بنفسك؟ كيف؟ وماذا كانت النتائج؟ · ما هو شعورك حيال ذلك؟ تعاطف معه. يؤكد "باكوس" الحاجة إلى الرجوع إلى ذواتنا ورغباتنا الخاطئة قبل أن نأمل تقديم العون للذين يكافحون ضد الخطايا الجنسية. يقول: "يجب أن تتعرف إلى مشاعرك، وأفكارك، وتخيلاتك، ورغباتك المنحرفة أولاً. فربما تكون هذه أو لا تكون مرتبطة بالجنس. لكنها خاطئة. اعترف بها بصراحة وأمانة. دع الروح القدس يبكتك عليها واقبل غفرانك من الله. إن الجميع تقريباً يختبرون الشهوة الجنسية بشكل أو بآخر." يمكن أن تعيننا مواجهتنا الصريحة لخطيتنا على التعاطف مع الشاب، والتعامل معه برأفة وتفهم وليس هناك داع أن يقوم الأب أو الشخص البالغ المهتم الحكيم بالتحدث عن صراعاته الخاصة، بل عليه أن يواصل تركيزه على التعامل مع الأمور التي تشغل الشاب. أكد قبولك له. إنه لأمر صعب أن يعترف شاب بوجود أفكار ومشاعر شهوانية لديه, وأن يناقشها. إذ من المحتمل أن يحس بالذنب والإحراج, والخزي الشديد. ولهذا يجب على البالغ الذي يود أن يقدم العون أن يتجنب مواقف أو تصرفات معينة, مثلا: لا تصدر حكماً, أو توجه لوماً, أو تعرب عن خيبة أمل. لاتعظ واحذر من استخدام تعبير: "يجب عليك ألا تتصرف باستعلاء, أو تظهر الرثاء" (يؤسفني حالك كثيرا). لا تتملقه ولا تهدده يتوجب على الشخص البالغ المهتم بدلاً من ذلك أن يتبنى نظرة التوكيد والتقدير للشاب. انتهز كل فرصة لتؤكد له قيمته واعتبارك له . ساعد الشاب على إدراك كون الرغبات الجنسية أمراً طبيعياً ,وأنها تكون قوية على نحو خاص في فترة المراهقة وأن تعلم كيفية السيطرة عليها وتوجيهها هو أحد التحديات الأساسية للمراهقة. يجب أن يسعى الشخص البالغ المهتم, بتصرفاته ونظراته, إلى إفهام الشاب 3 أمور: أنت شخص طبيعي أنت شخص ثمين أنت شخص محبوب وجه إلى الطريق الصحيح.يقول "كولينز": "يكون الإرشاد على أكبر قدر من الفاعلية حين نتعامل مع أمور محددة. ويحتاج الأشخاص اللذين نرشدهم أحيانا إلى الدعم و الاقتراحات العملية من أجل الهروب من التجربة, أي الإغراء بالخطية. وأن إعطاء النصائح قبل الأوان أمر غير مفيد. غير أن انتهاجك نهجا يخلو من التوجيه, لا يعطي إرشادا عمليا, ويتجاهل تعاليم الكتاب المقدس الواضحة." يمكن للأب, أو راعي الكنيسة, أو المعلم, أو قائد الشبيبة أن يقترح بعضا من التوجيهات التالية لمواجهة الشهوة الجنسية: 1- أعط اهتماما خاصا لحياة العبادة والتأمل . يقول "لتزر" إن "الشركة مع الله هي أفضل رادع للشهوة الجنسية." 2- ابعد عن التجربة (الإغراء بارتكاب الخطية). تجنب المجلات الخليعة والأفلام الإباحية وكل الأشياء الأخرى التي تثير الشهوة, والأشخاص اللذين تحس بأنك مجرب باشتهائهم أو اللذين يشجعونك على إشباع الشهوة مكاناً. وكما يقول الكتاب المقدس في أفسس27:4 "لا تعطوا إبليس مكاناً." 3- استظهر آيات كتابية لمواجهة الشهوة (مثلاً, أفسس27:4, يعقوب14:1-15 ؛4؛7؛ 1بطرس 8:5-9 , عبرانيين 15:4-16, 2:12) 4- أسس علاقة مساءلة . أدخل في علاقة مساءلة مع شخص تثق به , واتفق معه على اللقاء أسبوعيا لكي تسأله (وتعطيه أجوبة صادقة) أسئلة مثل: كيف هي حياتك التأملية العبادية؟ كيف هي حياتك الفكرية؟ هل توجد خطية في حياتك؟ 5- صل دائما لحظة بدء التجربة. ويمكن للتجربة أن تصير بلا قوة إذا تم تحديدها فورا ومواجهتها بالصلاة بسرعة. 6- استخدم الملهيات .يمكن لاستخدام الملهيات النشطة مثل الحمام البارد, والركض لمدة ربع ساعة, ولعب التنس, أن تعيد توجيه الحياة الفكرية للشخص يشكل فاعل. 7- حدد الأوقات التي تكون فيها ضعيفا أمام الشهوة الجنسية, وخطط وفق ذلك. فعلى سبيل المثال, إذا كان شخص يعاني من الشهوة قبل النوم مباشرة, في أغلب الأحيان, فإن ممارسة التمارين الرياضية النشطة قبل النوم أو السهر حتى ساعة متأخرة قد يتعبه إلى درجة خلوده إلى النوم بسرعة, ومقاومة أي إغراء بالخطية. 8- عندما تفشل اعترف بأن شهوتك خطية, وتب إلى الله, واطلب منه الغفران الآن, والنصر مستقبلاً. أشركه في التنفيذ. يقول "كولينز" : "تذكر أن الناس يستجيبون على أفضل نحو عندما تأتي الرغبة والدافع للتغيير من الداخل. فبدلا من أن تعلم المراهق بما يتوجب عليه فعله , شجعه على التفكير بمسارات مختلفة للعمل تؤدي للنجاح. أوضح المخاطر أو المشاكل التي ربما لا يراه المراهق. ثم شجعه على الالتزام بواحد من البدائل التي لا تخرق تعليم الكتاب المقدس. فإذا فشل هذا البديل في حل المشكلة أو في تخفيفها, ساعده على إيجاد بديل آخر, واستمر في تقديم الإرشاد والدعم والتشجيع إلى ان يتحسن الوضع." حوله إلى أخصائي. كن متيقظاً لإمكانية ضرورة تحويل الشاب إلى مرشد مختص مؤمن يقدم له أفضل عون. ويقدم "كولينز" عدة اقتراحات مفيدة: "يجب التفكير في تحويل الشباب إلى مختص مؤمن عندما يتبين أن لديهم مشاكل جنسية أكثر تعقيداً من أن يحلها المرشد, وعندما تكون مشاكلهم الجنسية مصحوبة باكتئاب و/أو قلق, وعندما يوجد إحساس شديد بالذنب أو إدانة شديدة للذات, وعندما يكون هناك اضطراب سلوكي شديد واضطراب في التفكير لدى الشاب, وعندما يحس المرشد بصدمة شديدة أو بإحراج شديد لا يستطيع معه أن يواصل عملية الإرشاد, وعندما يحس بانجذاب جنسي قوي أو ملح تجاه الشاب (أو الشابة)." ومن إدراكنا لصعوبة قبول الشاب تحويله إلى مرشد مؤمن مختص, فإنه يجدر بنا أن نفهمه أن المرشد الحالي, أو الأب, أو راعي الكنيسة, أو المعلم يرى أن في هذا التحويل مصلحة كبيرة له. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نظرة الكتاب المقدس إلي ايليا |
نظرة متناقضة لقراءة الكتاب المقدس |
نظرة عامة على الكتاب المقدس |
اّيات عن الخطايا الجنسية في الكتاب المقدس |
الثقافة الجنسية و الجنس في الكتاب المقدس |