يرى البعض أن الإنسان يحمل ثلاثة أبعاد لكيانه "his self" (6): الكيان الاجتماعي social self، حيث يجد الإنسان كيانه خلال علاقاته بالغير، نظرتهم إليه وآرائهم في شخصه، وسلوكهم تجاهه. الكيان المحيط oceanic self، أي ما تضم شخصيته من قدرات ومواهب كثيرة ومتنوعة. والكيان الجوهري core self، والذي يدعوه الرسول: "الإنسان الداخلي".
يمكن للمراهق -خل إرشاد ذوي الخبرة- أن يجتاز من الكيان الأول الخارجي، أي من الانشغال بما يقوله الناس عنه إلى ما هو أهم وأعمق، أي إلى الكيان المحيط. حيث لا يلهيه مديح ولا يحطمه ذمّهم، بل يهتم كيف يضرم مواهبه ويستغل طاقاته لبنيان نفسه وتقدم الإنسانية. وقد دُعي بالكيان المحيط لأنه يضم مواهب وطاقات وقدرات بلا حصر، إن أكتشفها الإنسان يشعر أن أيامه كلها مقصرة للغاية لإضرام كل مواهبه، وأيضًا كالمحيط عميقة للغاية في داخله. أما ربنا يسوع المسيح فهو وحده أرسل لنا روحه القدوس ليدخل بنا إلى ما هو أعمق بكثير من الكيان المحيط، يدخل بنا إلى جوهر كياننا لنستنير داخليًا ونكتشف حقيقة إنساننا الداخلي inner man أو جوهر الكيان core self، بكوننا أشخاصًا لنا رسالتنا وغايتنا على مستوى فائق. بهذا يدرك كل إنسان -خاصة في مرحلة المراهقة- أنه ليس واحدًا بين البلايين من البشر، لكنه إنسان الله، مدعو باسمه الشخصي لممارسة بنّوته لله والدخول معه في صداقة شخصية، لينعم بالميراث الأبدي في حضن الآب السماوي.