من فترة كانت بنت تحكيلي عن انها علاقتها بالشخص اللي بتحبه انتهت..في البداية مكنوش بيتكلموا ومع الوقت بدأت البنت دي تحس فعلآ بالغياب..ورغم انه كان غلطان لكن كان نفسها تتكلم معاة وفعلآ حاولت اكتر من مرة لكنه رفض..المهم بقيت كل يوم بليل تبعتله رسالة طويلة وهي بتعيط..الولد يشوف الرسالة وميردش عليها..استمر الوضع دا فترة طويلة كل يوم تكتبله رسالة فيها كل اللي جواها وهي بتبكي والولد ميردش عليها وبعد فترة البنت دي بطلت تبعت الرسايل وتدور الدنيا ويرجع هو اللي يكلمها فا البنت بتقول -والله لو بيموت وانا الوحيدة اللي ممكن انقذه برسالتي بردو مش هرد علية-..كلام البنت رغم صعوبته لكن خلاني افكر لثواني هو اية اللي حصل او وصل البنت دي للمرحلة دي..
بعد فترة من الغياب في طرف بيحس باحتياجه للشخص اللي كان في حياته..بيعافر ويقاوم لكنه بيفشل فا بيعيش حالة انه مستعد كل حاجة ترجع حتي لو هو الشخص الموجوع..بيدوس علي جرحه وبيكون علي اتم استعداد لبداية جديدة وبالفعل بيبدء يتواصل مع الشخص دا علشان يتكلموا..من عجائب القدر ان في الغالب الطرف التاني وقتها بيكون لسة موصلش للمرحلة دي..الطرف الاول بيبدء يبعتله رسايل تاني لكن التاني مبيردش..بيوصل الطرف الاول لمرحلة انه يبعتله "رسايل الاحتياج" ودي اصعب انواع الرسايل الحزينة اللي ممكن طرف يبعتها لطرف..ممكن تكون رسالة طويلة جدآ فيها كل الضعف والعجز اللي في الدنيا وفيها كم احتياج محدش بيحسه غير الشخص نفسه..وممكن تكون عبارة عن كلمتين بس "انا محتاجك"ودي في حد ذاتها كارثة خصوصآ لو من شخص متعودش يحتاج لحد ورغم كل الضعف دا لكن الطرف الاول مبيقتنعش انه غلط يبعت رسالة من النوع دا وبيفضل في دوامة مع اقتناع تام انه صح..المهم مع رفض الطرف التاني الاستجابة للرسايل دي بيوصل الطرف الاول لمرحلة جديدة وهي..
انه يبدء يلوم نفسه ويعاتبها الصبح وياخد قرار انه مش هيبعت تاني ابدآ..بس مع اكتمال الظلام بليل والسكون وشعور الوحدة والحزن اللي بيحسه الطرف الاول وهو لوحده بيبعت بردو رسايل"الاحتياج"..وكل رسالة بتبقي اصعب والعن من اللي قبلها..والطرف التاني يرفض الاستجابة بردو..فالطرف الاول يصحي الصبح يلعن في نفسه ويعاتبها وياخد قرار انه مش هيبعت تاني مهنا حصل وتستمر المعاناة والدوامة دي كل يوم..الصبح ياخد قرار انه مش هيبعتله وبليل ميتحملش اللي بيحصله فا يبعتله..
لحد اخر مرحلة انه بيبدء يحس ان الاحتياج دا وصله "للذل"..وقتها بيشغل نفسه بأي حاجة بليل في سبيل انه ميبعتش الرسايل دي..وفعلآ تعدي يوم وميبعتش ويبعت اليوم التاني ويستمر الوضع في اضطرابات وصراعات نفسية والطرف التاني ميعرفش كل دا..لحد ما فعلآ الطرف الاول يبطل يبعت الرسايل دي وياخد قرار انه لو بيموت مش هيبعتله فعلآ..لحد ما تنتهي "رسايل الاحتياج" ويبطل يبعتها ويتأقلم غصب عنه علي الغياب وحتي لو حس بنوبة احتياج او اشتياق بيفضل انه يكتبها وفي اخر لحظة يمسحها..تدريجيآ لحد ما بتنتهي تمامآ..
ولان الحياة بتلعب بينا احيانآ..ولان القدر اوقات بيتعمد يحطنا في ظروف مصيرية..اوقات بتتحول الاية ويبدء الطرف التاني اللي كان بيتبعتله الرسايل دي هو اللي يحس ب "الاحتياج" ويبدء يدخل ويعيش في نفس الدوامة اللي دخل وعاش فيها الطرف الاول..وهنا غصب عن الطرف الاول بيرفض الاستجابة وبيفتكر كم مرة كان محتاجه والتاني مسمعش..كام مرة كان بيموت والتاني مهتمش..كام مرة كان بيبكي وبيصرخ والتاني مش فارق معاة..غصب عنه بيرفض انه يقدم له ايد المساعدة او يرضي احتياجه دا..فالطرف التاني عن جهل بيتهم الطرف الاول بالقسوة مع انه بردو كان في يوم قاسي ومبيسمعش..المرعب في المرحلة دي ان الطرف التاني لو فعلآ بيموت الطرف الاول مش هيتأثر ومش حيهتم ودا يرجع لقسوة وغباء الطرف التاني من البداية واللي هو دلوقتي بيشكي وتعبان..
الخلاصة/
الشخص اللي محتاجك جمبه دلوقتي هيفضل محتاجك لحد وقت معين هيلعن احتياجه ليك..واللي ظاهر قدامك دلوقتي زي الجبل مبيتهزش اكيد في يوم كان اضعف من ورقة في قلب عاصفة..الاحتياج ورسايل الاحتياج دي العن واصعب الرسايل الحزينة بس زي ما هي مخبية وراها كل الهش والضعف مع الوقت هتبقي سبب في كل القوة والجبروت اللي ممكن تتخيله..ربنا ما يكتب علي حد الاحتياج دا ولا يكتب علينا الاحتياج لأي مخلوق....✋✋