|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تفاصيل مقتل «قديس عزبة النخل» داخل سوق النورة
بدت قلقة جدًا، لقد كررت «مريم سعد» بإلحاح على مسامع بائع الأحذية بسوق النورة بعزبة النخل في القاهرة: «يا عمو عاوزة أبدل الكوتشي في عيوب صناعة»، ليُرد بإجابات باهتةً: «ممكن تأخذى واحد تانى نفس الشكل لكن مقاسه أقل وأنتٍ حرة!». الإجابات لم تقنع مريم، العشرينية، والتى كانت رفقتها الطفلة مريستينا، ابنه شقيق زوجها، وبكت للبائع، محاولةً الاستنجاد بزبائن للمحل: «عاوزة أخذ فلوسى، دفعت 100 جنيه ثمن الكاوتش». لم تمر ثوانٍ على طلب «مريم»، ربة منزل، حتى أنهال البائع «أحمد.ن»، وهو رجل في الأربعين من عمره، ضخم الجثة، عليها بالضرب: «مسك شعرى وضرب مريستينا- الطفلة بالصف السادس الابتدائى، على ضهرها، عندما حاولت إبعاد يده عنىّ». قالت المجنى عليها بآسى، لـ«المصرى اليوم»، إنها استغاثت بعائلتها لكن حدث أن «البائع استعان بـ3 آخرين وقتلوا شقيق زوجى (نشأت)، انهالوا عليه بسكين ومزقوا جسده، وأصابوا زوجى (جرجس) بجرح بجبهته، لمّا حاول إنقاذ أخيه، وضربوا حماتى بـ(شومة) على رجلها، وهىّ ترجوهم بأن يرحموا نشأت». الفرحة مع قدوم العيد في 7 يناير الجارى، تحولت لمأتم بمنزلهم الذي تحول لسرداق عزاء، بعد أن كان في مثل هذه الأيام، مصدرًا للسرور، لاسيما وأن «نشأت»، الذي يعمل دقاقًا، يستعد لموسمه، توضح زوجته «ماجدة»: «زوجى يعمل براويز دينية، تحمل صورًا للمسيح والعذراء وغيرهما، ويبيع منتجاته خلال الاحتفالات الدينية وبالأعياد داخل الكنائس». تبكى الزوجة: «طوب الأرض كان يحبه كان قديسًا، حتى الأطفال في شارعنا بكوا زوجى، انظروا لصور جنازته ستعرفون»، تسرد تفاصيل الواقعة: «بالصدفة اتصل على (مريم) ليسألها عنّى، وسمعها تبكى فذهب لمحل الأحذية متحدثًا مع البائع بأسلوب راقٍ ويعاتبه لاعتدائه على امرأة وطفلة صغيرة لكن الأخير رفض صوت العقل وقتله مع 3 آخرين يتموا أولادى الـ4 – أصغرهم بافلى – عامين هذا الصغير لا ينام إلا وهو يسأل عن أبيه، وحين ييأس، يقول: «بابا سعيد»، ويعنى إنه في السماء!». مريم- كأنها لم تصدق ما آلت إليه البيعة الشؤم، كما تصفها، تعاود حديثها، وتحكى أنها وزجة نشأت، اتفقتا على شراء ملابس العيد «لينا وأطفالنا»، وذهبتا بالأطفال للسوق، اليلة التي سبقت رأس السنة، كانوا جميعهم فرحانين، ووقفوا أمام محل المتهم بائع الأحذية، ولفت نظرها وجود «كاوتش أسود اللون يليق مع طقم اشترته، وهىّ قاست فردة واحدة، والثانية اكتشفت بها عيوب لمّا ذهبت لمنزلها». حدثت زوجها «جرجس»: «فردة من الكاوتش بها عيوب خايفة ارجع للراجل مرة ثانيةً»، طمئنها الزوج- كما تقول: «روحى وتحدثى إليه بهدوء، ولو عاوز فلوس زيادة أعطه»، راحت تحدثه عن أسلوب البائع الفظ: «زهق بسرعة لمّا قلت له: (عاوزة اتفرج على موديلات أخرى!)». في طريقهما لحضانة أطفالهما الصغار، باليوم التالى- ذهبتا «مريم»، و«ماجدة» لمحل الأحذية، لكنهما وجدتا المحل مغلقًا، انتظرت الأولى مع الطفلة مريستينا، وما أن رأهما البائع، حتى وبخهما. حين رفض البائع أخيرًا رد ثمن الكاوتش، كانت مريم تبرر له: «يا عمو مفيش نفس الشكل مقاسى»، لكنه اعتدى عليها وابنه شقيق زوجها، ذلك الوقت اتصل عليها، والد الطفلة الأخيرة، يسألها عن زوجته، وحكت له ما حدث. «جرجس»، زوج مريم، قال: «زوجتى اتصلت عليّا وكنت متوجهًا لمدينة العاشر من رمضان، لكننّى ذهبت إليها، رأيت شقيقى يتحدث مع البائع، ويرجوه أن يعتذر لزوجتى، ويقول له: (أنت بائع وأحيانًا تخطئ مثلنا كلنا ولا يجوز لك تضرب طفلة وامرأة)»، حينها تحول العتاب لمشاداة كلامية من جانب البائع، ثم ضرب مفاجئ: «ضرب أخويا ومعاه 3 آخرين وأثناء تدخلى ضربنى البائع بـ(كوب شاى) بجبهتى، ولم أدر بالدنيا، إلا وشقيقى (سايح في دمه)». «صرخت أخويا بيموت أخويا حرام عليكم»، يصف «جرجس» اللحظات الدامية، تغالبه دموعه: «الناس حلمتنى وقالوا لىّ: (اركب توك توك ورحوا المستشفى إلحق أخوك)»، يستدرك قائلاً: «كانوا يخشون أن يقتلنى المتهمون مثل أخى»، إذ طارده متهما شهرته «النوبى»، هاربًا، وكاد يغرس سكينًا يحمل في بطنه: «قال لى هقتل زى أخوك». والدة نشأت المجنى عليه «القتيل» هرولت لمكان الواقعة، محاولةً عبثًا إزاحة الضربات والطعنات عن جسد ابنها: «عنده موسم، سيبوه يدق الصلبان ويرسم المسيح والعدرا»، لكنهم قتلوه أمامها، تقول الأم: «حق ابنى عاوزاه بالقانون اتقبض على بائع المحل واثنين آخرين والمتهم النوبى هارب، لازم يتقبض عليه دول يتموا 4 عيال ابنى نشأت تحمل مسؤولية زواج شقيقاته الـ3 بعد وفاة أبيه». هذا الخبر منقول من : المصري اليوم |
|