|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل من الخطيئة أن تكون لديك مشاعر عاطفية تجاه شخص لست متزوجاً به؟ أولاً، يجب أن ندرك أن المشاعر الرومانسية جزء طبيعي من التجربة الإنسانية. خلقنا الله مع القدرة على الحب والانجذاب والتواصل العاطفي. هذه المشاعر، في حد ذاتها، ليست خاطئة. في الواقع، يمكن أن تكون انعكاسًا لمحبة الله لنا والمحبة التي دُعينا أن نحملها لبعضنا البعض. يحتفي سفر نشيد سليمان، وهو سفر في العهد القديم، بالحب الرومانسي والانجذاب بين شخصين غير متزوجين. إنه يصور هذه المشاعر على أنها مشاعر جميلة وموهوبة من الله، ويبين لنا أن الحب الرومانسي له مكان في خطة الله للعلاقات الإنسانية. ولكن مثل كل جوانب حياتنا، يجب أن تخضع مشاعرنا الرومانسية لحكمة الله وإرشاده. المفتاح لا يكمن في وجود هذه المشاعر، بل في كيفية اختيارنا للتصرف بناءً عليها. وكما يذكرنا الرسول بولس الرسول: "كل شيء مباح لي، ولكن ليس كل شيء نافعًا" (1كورنثوس 6:12). عندما نسمح لمشاعرنا الرومانسية أن تقودنا إلى أفكار أو أفعال تسيء إلى الله أو لا تحترم الآخرين ندخل في عالم الخطيئة. يعلمنا يسوع أنه حتى النظر إلى شخص ما بقصد شهواني هو شكل من أشكال الزنا في القلب (متى 5: 28). هذا يعلمنا أن علينا أن ننتبه ليس فقط لأفعالنا ولكن أيضًا لأفكارنا ونوايانا. فكيف يمكننا أن نتعامل مع هذه المشاعر بطريقة تكرم الله؟ أولاً، يجب أن نعترف بها أمام الله. اعرض مشاعرك عليه في الصلاة طالبًا إرشاده وحكمته. الله يعرف قلوبنا ويفهم صراعاتنا. إنه لا يفاجأ أو يُصدم بمشاعرنا، ويرغب في مساعدتنا على اجتيازها بطريقة تؤدي إلى نمونا ومجده. ثانيًا، يجب أن نمارس ضبط النفس، وهو ثمرة الروح (غلاطية 22:5-23). وهذا يعني أن نكون متعمدين بشأن أفكارنا وأفعالنا، وأن نضع حدودًا مناسبة في علاقاتنا، وأن نكون مسؤولين أمام أصدقاء أو مرشدين موثوقين. إذا كنت تشعر بمشاعر رومانسية تجاه شخص لست متزوجًا منه، ففكر فيما إذا كان السعي لإقامة علاقة مع هذا الشخص قد يكون مناسبًا ومكرّمًا من الله. إذا كان الأمر كذلك، فتعامل مع الموقف بالصلاة والحكمة واحترام الشخص الآخر. إذا كانت العلاقة غير مناسبة أو ممكنة، فاطلب من الله القوة لإعادة توجيه مشاعرك والتركيز على جوانب أخرى من حياتك وإيمانك. تذكر أن خطة الله لحياتنا، بما في ذلك علاقاتنا العاطفية، هي في النهاية لخيرنا ومجده. إنه يرغب في أن نختبر الحب والرفقة، ولكن بطرق تعكس شخصيته وتوقيته. دعونا لا ننسى أيضًا أهمية تنمية محبة الأغابي - المحبة غير الأنانية والتضحية التي أظهرها المسيح من أجلنا. بينما ننمو في هذا النوع من المحبة، يمكن أن يساعدنا على وضع مشاعرنا العاطفية في منظورها الصحيح، ويوجهنا في معاملة الآخرين باحترام وكرامة، بغض النظر عن ارتباطاتنا العاطفية. في كل شيء، دعونا نسعى إلى إكرام الله بقلوبنا وعقولنا وأجسادنا. فلتكن مشاعرنا العاطفية، عندما تنشأ، فرصة لنا لنتقرب إلى الله، ولننمو في ضبط النفس والحكمة، ولنعامل الآخرين بالمحبة والاحترام اللذين يليقان بأبناء الله. |
|