ولم يتجاهل المسيح الأماكن التقليدية التي كان يتعلم فيها اليهود بانتظام كل يوم سبت، فنقرأ عنه «وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ مُمَجَّدًا مِنَ الْجَمِيعِ. وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَامَ لِيَقْرَأَ» (لوقا ٤: ١٥، ١٦).
وهذه المجامع كانت أصعب أماكن يُعلم فيها المسيح، وأقسى حتى من الجبال والبرية، والسبب أنها كانت تذخر بالمشاكل، مثل الإنسان ذو روح نجس في مجمع كفرناحوم (مرقس ١: ٢١-٢٧)، وأيضًا بالكمائن، مثل الإنسان ذو اليد اليابسة في المجمع، ليروا هل يشفيه أم لا (مرقس ٣: ١-٥)، ومع ذلك كان المسيح ملتزمًا بمحبته لليهود، فكان يُعلِّمهم في مجامعهم رغم كل المعطلات والمؤامرات.