رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
” جعل نفسه ذبيحة إثم ” (إش53: 10) وردت هذه النبوة عن السيد المسيح فى سفر إشعياء (انظر إش53: 10) لتوضيح أن ذبيحة الصليب هى لخلاص الأثمة والخطاة. لأنه يقول أيضاً “بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها” (إش53: 11). اتحد اللاهوت بالناسوت فى السيد المسيح اتحاداً تاماً كاملاً منذ اللحظة الأولى للتجسد الإلهى. وهذا الإتحاد هو الذى عبّر عنه القديس كيرلس الكبير بعبارة [طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة]. وبسبب هذا الاتحاد الذى يفوق العقل والإدراك، صار لذبيحة الصليب فاعلية غير محدودة فى خلاص الخطاة. لأن الآب وضع عليه خطايا كثيرين ليبررهم. “أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن، إن جعل نفسه ذبيحة إثم.. يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها.. هو حمل خطية كثيرين، وشفع فى المذنبين” (إش53: 10-12). هذا الفداء العجيب الذى دبّره الآب السماوى، فى وحدة المشيئة مع الابن والروح القدس، قد اشترك فيه الأقانيم الثلاث. فالآب بذل ابنه الوحيد، والابن بذل ذاته، والروح القدس لم يكن غريباً عن الكلمة حينما كان معلقاً على الصليب “المسيح الذى بروح أزلى قدّم نفسه لله بلا عيب” (عب9: 14). لو كانت ذبيحة الصليب هى ذبيحة إنسانية مجردة، لما كان لها القدرة أن تكفر عن خطايا كثيرين -أى ما لا يعد من الملايين- ولما كان لها القدرة أن تسحق الشيطان وتحطم سلطانه وقوته. ولكن لأن الناسوت هو ناسوت كلمة الله، ولأن هذا الناسوت كان متحداً باللاهوت بلا انفصال، فقد أمكن أن تكون هذه الذبيحة هى ذبيحة إلهية مخلّصة ومانحة للحياة. لهذا قال السيد المسيح: “أنا هو القيامة والحياة. من آمن بى ولو مات فسيحيا” (يو11: 25). فكل ما فعله ابن الله المتجسد من أجل خلاصنا، فقد فعله بأقنومه المتجسد الواحد والذى لم يفترق إلى طبيعتين من بعد الاتحاد. لكل هذه الأسباب، أرسل الله ابنه الوحيد المولود من الآب قبل الدهور، ليتجسد من العذراء مريم فى ملء الزمان، وليحرر البشر من الخطية ومن الموت الأبدى، وليعلن حب الله غير المحدود.. حب الله الأبدى غير الموصوف. ” سر بأن يسحقه بالحزن ” (إش53: 10) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يقدم الراعي نفسه ذبيحة عن قطيعه |
إذ قدم نفسه ذبيحة عوضًا عن كل الذبائح الأخرى |
هل يحتاج إلى ذبيحة عن نفسه؟ |
فإنه إذ يُدين نفسه يقدم ذبيحة لله؟ |
هل يحتاج إلى ذبيحة عن نفسه؟! |