الجوهرة الأولى: قدوس .. الكلمة اليونانية المُستخدمة في عبرانيين 7: 26 هي Hosios ومن معانيها التقوى والورع Pious، وهي عكس كلمة Profane وتعني دنيوي أو دنس. والفكرة هنا هي طبيعة المسيح السماوي والطاهر طهارة مُطلقة، وخلُّوه التام من أقل ذرة من الشوائب أو الدنس. إنها تتكلم عن المسيح الذي تركّزت وتجمعت فيه كل الفضائل، فهو قدوس في ذاته، شهد عنه السرافيم في إشعياء 6: 3 قائلين: «قدوس قدوس قدوس رب الجنود، مجده مِلء كل الأرض». ومن جهة بشريته قال عنه الملاك للعذراء المطوَّبة مريم في لوقا1: 35 «القدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله». كان الحَبَل به معجزيًا بعمل الروح القدس، لذلك هو الوحيد المُستثنى من الفساد الذي لوَّث آدم وكل ذريته.
ولقد اعترف الشيطان بقداسته هذه في لوقا4: 34 «ما لنا ولك يا يسوع الناصري ... أنا أعرفك مَنْ أنت: قدوس الله!». وفي ختام حياته قال عن نفسه: «رئيس هذا العالم (الشيطان) يأتي وليس له فيَّ شيء» ( يو 14: 30 ).