|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القطيع الصغير كَرَزَ معلمنا بولس الرسول في مدينة أفسس، وهي مركز عبادة الآلهة ديانا الوثنية (أرطاميس)، آلهة الخصوبة عند اليونان. اشتهرت المدينة بصناعة وتجارة تماثيل الآلهة الوثنية ديانا، واشتهرت أيضًا بالسحر والعرافة. كَرَزَ معلمنا بولس الرسول وسط هذا الجو الشيطاني الشرير. لقد حدثت معجزات غير معتادة في هذه المدينة على يد بولس الرسول، كشهادة الكتاب القائل: "حَتَّى كَانَ يُؤْتَى عَنْ جَسَدِهِ بِمَنَادِيلَ أَوْ مَآزِرَ إِلَى الْمَرْضَى، فَتَزُولُ عَنْهُمُ الأَمْرَاضُ، وَتَخْرُجُ الأَرْوَاحُ الشِّرِّيرَةُ مِنْهُمْ" (أع19: 12). وقد آمن كثيرون من أهل المدينة، وأتوا معترفين بخطاياهم، وكثيرون من الذين يستعملون السحر حرقوا كتبهم الغالية الأثمان غير خائفين من الشياطين. لقد تَعَظَّم اسم الرب يسوع في هذه البلدة المملوءة بالأشرار الأقوياء الأغنياء بكرازة فرد واحد، وهو بولس الرسول، كقول الكتاب: "... فَوَقَعَ خَوْفٌ عَلَى جَمِيعِهِمْ، وَكَانَ اسْمُ الرَّبِّ يَسُوعَ يَتَعَظَّمُ" (أع19: 17). إن الله ليس لديه مانع أن يعمل بالكثير أو بالقليل، كقوله: "... لأَنَّهُ لَيْسَ لِلرَّبِّ مَانِعٌ عَنْ أَنْ يُخَلِّصَ بِالْكَثِيرِ أَوْ بِالْقَلِيلِ" (1صم14: 6). لقد شاء الله أن يهزم جدعون بـ300 رجل فقط جيش كبير من المديانيين، وصفه الكتاب المقدس بأنه كالجراد في كثرة عدده، وقد قصد الله من ذلك إظهار عظمة قوته، لئلا يظن بني إسرائيل أنهم بقوتهم قد هزموا المديانيين، فيُرجِعُّوا المجد لأنفسهم. وهكذا يعلمنا الكتاب المقدس أن الله يشاء أن يعمل بالقليل لكي يتعظم اسمه، وقد وبخ الرب بني إسرائيل لأنهم لم يعظموه لما مَلَّكَهم أرض كنعان، بقوله: "لَوْ عَقَلُوا لَفَطِنُوا بِهذِهِ وَتَأَمَّلُوا آخِرَتَهُمْ. كَيْفَ يَطْرُدُ وَاحِدٌ أَلْفًا، وَيَهْزِمُ اثْنَانِ رَبْوَةً، لَوْلاَ أَنَّ صَخْرَهُمْ بَاعَهُمْ وَالرَّبَّ سَلَّمَهُمْ؟" (تث32: 29- 30). وهكذا سيعمل الله عجائب كثيرة بواسطة النبيين الذين سيأتيان لمقاومة ضد المسيح آخر الأيام، لأن الله سيعيطهما سلطانًا عظيمًا على صنع الآيات والقوات، كما أعطى موسى النبي من قبل. القارئ العزيز... لا تخف إن وجدت نفسك وحدك في موقع ما تشهد للحق، ولا تضطرب من كثرة وقوة المقاومين لك، لأن الرب لا بد أن يشهد لنفسه ولعظمته، وهو يَسعَدَ بالقطيع الصغير، ويُسرَ به، كقوله: "لاَ تَخَفْ، أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ" (لو12: 32). وإنه لمن النافع أن نتذكر إجابة القديس أثناسيوس الرسولي على الذين أرادوا أن يرعبوه، بقولهم: "العالم ضدك"، فأجابهم، قائلًا: "وأنا ضد العالم". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا تخف أيها القطيع الصغير |
لا تخف ايها القطيع الصغير |
شريط لا تخف أيها القطيع الصغير - كورال القطيع الصغير |
القطيع الصغير |
لا تخف أيها القطيع الصغير |