رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المحبة تسكن القلب البسيط المتضع وحسب طبيعتها لا تفرح بالإثم ولا تأتي على ذكر خطايا الآخرين ولا تُعيرهم بسقطاتهم أو تستغلّ ضعف أحد لكي تقاومه بحجة أنه ضد الحق، بل المحبة تشفق وتترفق بالخطاة وتتألم من أجل سقطات الآخرين وتطلب ليلاً ونهاراً من أجل خلاص نفوسهم، تُحذّر وتنبّه وتُقدِّم تعليم الخلاص لشفاء النفوس المعتلّة بكل علل الخطايا والآثام، وغرضها أن يحيا الجميع ويُشاركها في طريق اليرّ. أمَّا قساوة القلب فتظهر في الحُكم على الضمائر والنيّات، والفرح بآلام الآخرين ومُعاناتهم، والسعي للانتقام والتشفي، والتلذُّذ بذكر خطايا وسقطات الناس، فهذه كلها صفات الشيطان الذي يفرح بالإثم! وهكذا حينما يمتلأ القلب حسداً وغيرة باطلة فإنه يتدنّس ويتلوّث بالإثم فيكره ويحسد ويبغض إخوته البشر، يُحاربهم بضراوة ويحاول أن يستقصيهم بكل قوته، لأنه لا يحتمل الحق ولا يتوافق مع المحبة، لأن البغضة أعمت عينيه وسلّم نفسه للشيطان فأصبح مقاوم لكل من لا يتفق معه في أصغر وأتفه الأمور، ويظل يحارب بضراوة كالأسود ويعمل على انشقاق الجسد الواحد، لأنه لا يرتاح في الوحدة ولا يستطيع أن يحب أحد إلا ذاته ويسعى لكي ينال كرامة ومجداً من الناس، أما المجد الذي للإله الواحد الحي لا يطلبه ولا يقبله، بل ولا يقبل كل من له شركة حقيقية مع الله والقديسين في النور. فإن وجدتَ قلبك ميّالاً لحبّ الانتقام ومحاربة الآخرين ورد الشرّ بالشرّ، استيقظ لأنه فخ شيطاني، إن وقع فيه أحد لن يستطيع أن يخرج من دائرته المُميتة، فقم سريعاً تائباً صارخاً لله الحي ليرحمك ويعينك على أن تخرج من هذه الدائرة كلها، لأن كل من دخل فيها سكِر بأوجاع الموت وتخدَّر ضميره وضلَّ عن الحق وسار في طريق الشرير وكل من سار وراءه أُصيب بعمى الذهن وصار جاهلاً في الحق المعلن في إنجيل الخلاص وشفاء النفس..!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما هو القلب السليم أو البسيط سوى القلب النقي |
قصة صورة ( البطرك المتضع البسيط رقم ١١٨ ) |
المحبة تسكن القلب البسيط المتضع |
القلب المتضع |
القلب المتضع |