رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اذا ما نظرت بالصورة المرفقة بالأسفل، ستجد أمامك ما يسمى بالباب الوهمي، وهو باب منحوت على جدار مقبرة مغلقة، كان المصري القديم يعتقد أن الروح تعبر منها الي الجسد بالداخل، وكان أقرباء المتوفي يقفون أمام هذا الباب الوهمي، واضعين قرابين وأطعمة كي تتغذي عليها روح المتوفي. أما الباب الضيق، فهو ذاك التشبيه الذي استخدمه الرب يسوع ليعلم تلاميذه ملامح الطريق إلى الحياة الأبدية. وما بين الباب الضيق، والباب الوهمي، يقف الإنسان في موقف إختيار، كيف يسير والي أين! عندما تنبأ المسيح بصليبه الحقيقي، أسرع بطرس بتصريح، أنه مستعد لأن يتبعه حتى الي الصليب. لكن الرب يسوع تدارك تصريح بطرس، بأن الحق انه سينكره ثلاث مرات! الفرق بين الصليب الذي يتحدث عنه الرب يسوع أنه سيجتازه وسيحمله ، وبين الصليب الذي تكلم بطرس عن استعداده له، هو أن صليب المسيح صليب حقيقي مؤلم لا وجاهة فيه ولا إفتخار، بل عار وأنين وصراخ ونزيف دم، وألم.. نعم ألم واقعي، ليس ذاك الألم الذي تستطيع أن توقفه بسهولة او تتراجع عنه. أما الصليب الذي تحدث عنه بطرس بإفتخار، هو صليب تخيلي، مجرد طرح ذهني، هو كمثل ذاك الباب الوهمي الذي لن يعبر منه أحد ، فقط يتوهم من يقف أمامه بأنه تمم واجبه ومضى بملابسه الأنيقة دون عناء، ليس كباب ضيق عبوره مؤلم.. نحن في تبعيتنا للرب يسوع لسنا في موقف افضل من ذاك الذي كان لبطرس فنحن قد تعلمنا أن نصيغ الحياة في كلمات متراصة دون أن نحياها، وأن نتحدث عن الروحيات دون أن نختبرها، وأن نحقق انتصارات روحية في أحلام نومنا ويقظتنا دون أن يكون لنا عرق حقيقي يشهد عن جهاد ولا تعب واقعي قادر أن يخبر عن حياة! لكننا اليوم نتحدث عن صليب يسوع بنوع من انواع الترف العقلي، نحن لا نريد صليب ألم وعار، ولا صليب تعب ومشقة، نحن نريد صليب الرفاهية ذاك الذي نزين به خيلائنا دون أن نذوق عناء في حمله او نقبل ألامه، نريد ان نتمتع فقط بأمجاده، وهو في حقيقته صليب! أمجاده عينها هي آلامه التي تزوغ أنفسنا منها حتى صار البعض قادر بتجاسر ان يفرغ الصليب من مشقته وألمه واوجاعه ليكرز بصليب وهمي مزيف لا يلد قيامة ولا يثمر مجد! إن مشقة الصليب لا تكمن في الكلام عنه، جميعنا قادرين ان نتحدث عن الألم لكن ليس جميعنا قادر على قبوله برضى، من منا يقبل ان تُشد يداه قسراً وتُسمر بمسامير تخترق كل أعماقه حتى يلفظ أنفاسه بالوجع والمشقة فيظل محتفظاً بقلب مصلى ، وعين مرفوعة للآب وقلب صافح حتى عن صالبيه ، من ذاك الذي يقبل هذا الصليب الذي يختبر فيه الصمت الإلهي، والترك الحقيقي، والخذلان، والوجع والقهر والظلم وضعف الجسد وكرب الطريق و صعوبة التنفس ومشقة وتكلفة التمسك بالتقوى ومرارة الواقع، ونزيف طعن المحبة؟ صليبك يا سيدي لازال عثرة وجهالة لنفوسنا الزائغة، التي لا تريد أن تقبل مشقة طريق ضيق حقيقي، لكنها تريد أن تكتفي بالوقوف في أبهة واناقة حاملين باقة من الزهور وقليل من القرابين أمام باب وهمي! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما بين الباب الضيق والباب الواسع !!! (موضوع متكامل) |
الباب الضيق |
الباب الضيق و الباب الواسع |
صورة:الباب الواسع والباب الضيق |
أدخلوا من الباب الضيق لأنه واسع الباب ورحب الطريق |