منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 05 - 2014, 04:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج
مقدمة عن الخدمة في الإسكندرية

انطبعت طريقة حياة خدام كنيسة العذراء محرم بك وخدام كنيسة مارجرجس اسبورتنج بالروح عينها التي سرت سريان المياه الجارية وظلت ملازمة لمسيرة التربية الكنسية بالمدينة العظمى الإسكندرية.

كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج
وكان من أبرز علاماتها وأعلامها مختار الله القمص بيشوي كامل –((الخادم سامي كامل))،- والخادم الأمين المقدس يوسف حبيب نيح الله نفسيهما في فردوس النعيم.
إنهما عرفا الأشياء الموهوبة لهما من الله، وتأججت مواهبهما كشعلة متقدة ولحمهما عرق الخدمة ودموعها مع مسراتها وأفراحها إلى أن كملا السعة وربحا كل ربح.
وبمناسبة مرور 25 عام على نياحة الشماس يوسف حبيب انتهز هذه الفرصة لكي أقدم سيرة أعماله من خلال رؤيتي ومعاينتي. فالماضي في المسيح حاضر فيه لان الزمن لا يفرق ما لله. وصاحب هذه الذكرى عاش متصلًا بكل ما هو مقدس وما هو حي وما يحيا حياة الأبد وهو الآن عند الله الأحياء الذي يكلل محبيه بالمجد والكرامة.
عرف بإتقان الألحان الكنيسة وبمحبته للتسبيح وبالنبوغ فى اللغة القبطية في الدراسات الآبائية، وتميز باحترامه المتناهي للعبادة. ربى أجيالًا من الشمامسة والخدام بمدينة الإسكندرية. وقد كان مشجعًا ومعضدًا لأبينا القمص بيشوى كامل في رحلة خدمته منذ تأسيس كنيسة مارجرجس اسبورتنج وهو أيقونة حلوة على مدى الأجيال. فلتكن ذكراه إلى الأبد.
ولله المجد على كل شيء،
القمص أثناسيوس فهمي جورج
2006
Dublin – Ireland
رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2014, 04:43 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج

الشماس يوسف حبيب في سطور

* ولد بالقاهرة سنة 1909، ورسم شماسًا بيد القديس أنبا صرابامون مطران الخرطوم في كنيسة العذراء حارة الروم سنة 1923.

كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج
* حصل على شهادة البكالوريا أدبي سنة 1926.
* تتلمذ في مدرسة الأقباط الكبرى بالقاهرة على يد الأستاذ يسى عبد المسيح مدرس اللغة القبطية والمعلم ميخائيل البتانوني الكبير.
* اشتغل بالمحاكم المختلطة والنيابات وتدرج في الوظائف حتى رقم رئيسًا للقلم الجنائي بالنيابات بمحافظة الإسكندرية... إلا أنه استقال من وظيفته وهو لم يتجاوز الخمسين ليتفرغ للخدمة والاطلاع وبناء النفوس.
* عرفته المدينة العظمى المحبة للمسيح الإسكندرية كأحد الرواد الأوائل في خدمة التربية الكنسية، وكأحد العلامات البارزة في مجال القبطيات والاهتمام بالمخطوطات والترجمة والنشر واللغة القبطية.
* كان عضو لجنة الآثار القبطية.
* اشتهر في مجال التأريخ والتوثيق والترجمة للمخطوطات القبطية.
* دَرَّس ((التاريخ الكنسي)) لطلبة الكلية الإكليريكية بالإسكندرية وله مئات الأبحاث والمنشورات المترجمة. وقد وصفة قداسة البابا شنودة الثالث بأنه (المؤرخ العلامة).
* رافق المتنيح القمص بيشوي كامل في رحلة خدمته من البدء، وقد كان له بمثابة ((المعلم)) والسند والرفيق منذ البدايات في خدمة التربية الكنسية بكنيسة السيدة العذراء الأم بمحرم بك إسكندرية.
* تنيح بسلام في عيد شهادة يوحنا المعمدان 2 توت / 12 سبتمبر لسنة 1981 وهو في سن الـ72 سنة وتشابه سيرته النقية وبتوليته ونسكه وشهادته للحق صاحب هذا التذكار... وستبقى ذكراه باقية إلى الأبد بعد أن سهد للعريس السمائي وكمل السعي.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2014, 04:44 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج

قصة حياة وذكريات الشماس يوسف حبيب

* عرفته الإسكندرية في بداية شبابه خادمًا شماسًا في كنيسة العذراء بمحرم بك خلال الخمسينيات والستينيات. وكان بحسب السن يكبر جيل الخدام الذين كان ((سامي كامل)) أبونا بيشوي كامل أمينًا لخدمتهم في كنيسة محرم بك.. لكن روحة الشابة كانت قريبة لهؤلاء الشباب الغيورين.

كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج
* وكان دائمًا يجلس بينهم في الكنيسة وفى المقصورة وفى النادي وأمام المضيفة يكلمهم ويعلمهم ويصلى معهم.. وكان يردد شعار (المسيح فيَّ) ومن هذا الملء كان لجماعة الخدمة في كنيسة العذراء محرم بك لقاء وأغابي بعد كل قداس... يدعوهم المقدس يوسف إلى بيته الذي كان آنذاك مجاورًا للكنيسة ببضعة أمتار ليتناولوا لقمة المحبة، ويعد لهم أكواب الشاي في أكبر إناء عنده. الأمر الذي صار تقليدًا يقام في كل شهر بأحد البيوت لمناقشة الأمور المختصة بخلاصهم وخدمتهم.
* ولأن المقدس يوسف الأكبر سنا بين جيل الخدام فكان لهم بمثابة الآب والمعلم. يعيش بقلب شاب يتجاوب معهم ويتقارب في بساطة وتلقائية (بقصة أو بموقف أو بقول) ويسير معهم حتى منازلهم.
* ومن كلماته التي كان يقولها ويرددها:.
+ بعد القداس يقول: (أنت أخذت حسنة) وكان لا يتعجل الخروج من الكنيسة بل يظل جالسًا في الخورس بعض الوقت.
* كان يقول بعد التناول (الحمل ثمين) وكأنه يعبر عن امتلائه وعن عدم قدرته على الأكل بعد تناوله للطعام الباقي وخبز الخلود.
* كان يقول دائمًا (اهرب لحياتك) عندما يتحدث أحد معه عن شيء رآه ولا يروقه.
* قال عن الحان الكنيسة ووصفها بأنها (أوبرا إلهية Divine Opera) وقد طيب قلب المخلص بتسبيحه وترنمه وصوته الملائكي الذي كان يرتل به، خاصة في اجتماعات الصلاة التي كانت تميز خدام هذا الجيل.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2014, 04:45 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج

تكريسه

عندما دعا صاحب الكرم مختاره الأمين أبونا بيشوي كامل وإقامة راعيًا وكاهنًا للقطيع سنة 1959. كانت هذه علامة تحول في حياة المقدس يوسف حيث تقوم نحو الاستقالة من عمله كرئيس قلم في مديرية المرور بالإسكندرية في يوم رسامة أبينا بيشوي.

كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج
* جند نفسه للخدمة في كنيسة مارجرجس اسبورتنج الناشئة (تحت التأسيس) منذ اليوم الأول، واجتهد لينال رضى ربنا القدوس... بقدرته وبعيشته الزاهدة بحق في كل شيء.
* فلم تكن ملابسه البسيطة تنم إطلاقًا عن حالته الاجتماعية ووظيفته الرفيعة التي كان يشغلها. طعامه كالنساك: خبز جاف وجبن وخضروات صائرًا عمودًا في هيكل الله.. شماسًا خادمًا للمذبح المقدس مثل الأنبا بيشوي الرجل الكامل.
* ويوسف حبيب في تكريسه كان شماسًا إنجيليًا كاملًا. وعينة نادرة للتكريس في نية خالصة ابتغاء مرضاة الله وحدة بلا أي هدف على الأرض ولا انتظار لأجرة من الناس مهما كانت.. بعد أن رفض قطيعًا كل المكافأت الأرضية سواء كانت مديحًا أو مركزا أو اسمًا أو شكلًا أو زيًا أو مالًا أو سلطانًا، حتى أخر يوم في غربته بهذا العالم.
لم يطلب أي مقابل أرضى أو مديح وكرامه. وكان في تكريسه مثمرًا.. فقد وقف مكان المعلم (العريف) منذ اليوم الأول في كنيسة مارجرجس اسبورتنج ثم كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت بالإبراهيمية وقام بتدريس الألحان واللغة القبطية التي برع فيها لأجيال من خدام الإسكندرية وشبابها.
ووضع على عاتقه- بدون تكليف من أحد – أن يسند المتنيح الطيب الذكر القمص بيشوي كامل في بدايات خدمته.. فاهتم بالغروس الجدد وتعهد الهدمة باسبورتنج بقدوته ومواهبه وعمله وسيرته...

كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج
وقد كان بحق رجلا كنسيًا من طراز نادر، ويحفظ ألحان الكنيسة بإتقان ويرددها بروح الصلاة.. وظل معلمًا للأولاد يسقيهم روح الآباء وينشئهم على حب البيعة المقدسة والمواظبة على الأسرار إلى أن صار للكنيسة خورس جميل التراث وترجمة الابائيات والتنقيب في سير القديسين ونشر سيرهم العطرة وقد اخرج للنور عشرات السير النادرة التي شجعت أجيالًا كثيرة على الحياة مع الله.
اشتهر بمعرفته كعلماء الكنيسة الأولين: ومعرفة إلهية لاهوتية ومقدسة رؤيوية حقيقية غير كاذبة، فلم تكن معرفته زائفة جسدانية، لكنها معرفة أبي الأنوار وكانت نقاوته هي مفتاح معرفته، لان معرفة الله نوجد فقط حيث الرضا والسلام... والمقدس يوسف اعتبر أن معرفة الله هي حضنه الذي يضع فيه كل المنشغلين به كما لو كانوا جواهره وذهنه الذي يحفظه في حضنه لذا صارت معرفته تتجه من الله نحوه ومنه نحو الله... دائمًا منشغلًا بالعبادة والتسبيح (معرفة حوار) فعاش حياة معرفة نور وطهر وفقر ومسكنه وكان المسيح حاضر فيه.
ومن هنا كان اهتمامه الشديد بمناهج الآباء وعلومهم، ومن هنا أتى اهتمامه بالكتابة والنشر والتفت إلى التراث الروحي المجيد وصارت له الريادة في الكنيسة والمعاصرة في هذا المضمار.
أمضى جل حياته يعلم ويكتب ويتصل بالأوساط اللاهوتية وبالمكتبات في إحساس مرهف ودقة علمية. وصرف وقته وماله في التعمق في علوم الكنيسة، وقد أهلته لهذا العمل الشاق معرفته المتينة بالغويات خاصة الفرنسية والقبطية والانجليزية. ليس هذا فحسب لكنه كان حيا بالمعرفة... غير جاف ولا مدرسي.. بل يستقى معرفته لا من مصنفات الأقدمين فقط بل من الشركة الكنسية التي كان يتعمقها ومن المواظبة على التسبيح والخدم الإلهية التي كان يمارسها بوعي واستنارة. كأحد باعثي الحركة الآبائية في هذا القرن، شارحًا للتراث الأرثوذكسي الأصيل وقد ثقف به جيلا من الطلبة الإكليريكيين من رعيل مدرس الأحد.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2014, 04:51 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج

شموسيته

* كان المقدس يوسف صورة للشماس الرزين وللثبات والفكر الروحي النادر المثال. لذا كان خير معين لأبينا بيشوي كامل في خدمته... فكان موهوبًا في الحفظ والدراسة وحب القراءة والاطلاع والإتقان، معروفًا براعته في اللغة القبطية وحفظ تراث الكنيسة المقدس إلى جانب أعمال سيرته وقدوته.

كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج
يمتلئ بقوة سرية ويتهيأ بأشواق كثيرة عند وقوفه في المذبح وبين المرتلين وعند لمس الأواني المقدسة وقى التبرك من أجساد ورفات القديسين. ولعل الذين عاينوه يذكروا كيف كان قيامه وسط المرنمين في كنيسة العذراء بمحرم بك إلى جوار المرتل حبيب الميراهيم.. كذلك تقواه وخشوعه وصوته العذب الذي كان يقود به شمامسة الرعيل الأول في مارجرجس أسبورتنج ثم كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت بالإبراهيمية.
أنه لم يكن يملك التسليم في عقله ولا في لسانه فحسب بل في قلبه.. وديعًا مدققًا، يعرف الله بإعلان خشوعه وسجوده، وقد أعطى المثل في التبكير إلى الكنيسة حيث كان يأخذ منه الخشوع كل مأخذ. يدخل ساجدًا خاشعًا في الحضرة الإلهية، يسبح بذهن وتدقيق. خشوعه الروحاني كان بمثابة (ثروة النفس) وطريقة للالتصاق بالله.. من غير شرود يثبت عينيه نحو السماء حيث شمس البر، ويترنم بتدقيق كما تقود النجوم المتلألئة السفن.
ودائمًا يرى أن كنيسة الله الحي هي البيت المبنى كأورشليم التي يجب على كل خادم أن يتصرف داخلها حسب ناموس التقديس كما كان يقول ويعيش...
فكان يسجد للرب في زينة مقدسة مقدمًا مجدًا لاسمه، مدققًا لا يستهين بالأمور الصغيرة حتى وصل إلى البهجة الطوباوية التي تنتهي محمولًا بالروح كما على مركبه.
واذكر أنه يقول دائمًا عبارة (السيد حاضر) تعبيرًا عما كان يعتمل في داخله من إحساس بحضرة الله ورهبة المكان حيث باب السماء وبيت الله. كان المقدس يوسف لا يتحدث قط في الكنيسة ولا يتحرك حتى أن بعض الشمامسة من الأولاد الصغار سموه (أبي الهول).
كان يعتبر أن الكنيسة ليس جزءًا من العالم بل هي مدخل إلى الملكوت، فكان يدخل بحمد ويقظة، وقد أحنى عنقه للنير الحلو متعلمًا طقوس الكنيسة وألحانها كطريقة موصلة إلى الله صائرًا منظرًا للعالم وللملائكة وللناس (1 كو9:4) وهو بحق عرف كنور الكنيسة كجواهرجي يقدر اللآليء ويعرف قيمة النفائس. ووسط كل هذا الأداء والتواتر لم يغلبه سلطان العادي والآلية، لكن في انتباه روحي ومخافة يرفع قلبه ويسبح ويصلى ويقود المرنمين في القطار الصاعد إلى السماء.

كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج
إنه كان يصلى ويفهم ويعرف ويعي ويدرك ويتأمل في هذيذ حلو.. وأولاده الشمامسة الذي علمهم والذين أغلبهم صار من الأساقفة والكهنة والرهبان وقادة الخدمة في مثل صوتهم تيارًا روحيًا منسابًا لا يمكن إيقافه بل أنه وصل إلى مرماه لتتردد أصداؤه نحو الأبدية والمجد.
يوسف حبيب كان يردد الحان الكنيسة بروحانية مقدسة بعيدة عم العجب والمجد الفارغ له أذن موسيقية.. يتعلم ويتلقى ويتسلم ويحيى التراث المجيد والعريق في الألحان واللغة القبطية والطقس الذي طالما أهمل واندثر وقل من كان يقدره أو يتذوقه.. لكن أعمال الحفظ والتسليم والأحياء فاقت عنده سائر مسرات الأرض ولذاتها فأتقن الأداء والنبرات والهزات بدقة وانسجام مع المرتلين معه على منبر التسبيح. متطلعًا على الدوام كي يكون صوته وحياته كلها مقبولة لدى ألو الأرواح جميعًا.
* أدمن التسبيح والألحان وأصل روح الجماعة من غير نشاز محسوبًا ضمن خورس المسبحين مع جميع قديسي الله.. وكان تسبيحه يرفعه دائمًا فوق الأتعاب والهموم ويجعل عنده قريحة مسرة وابتهاج وفرح مقدس، وبها صار شريكا لخدمة الملائكة ولسيرة الروحانيين يتنسم جو الوطن السمائي ورائحة أحبائه الذين كتب عنهم وفتش في سيرتهم ليخرجها للنور بل وعاش معهم واشترك في معيتهم في خدمة التسبيح...
* كان المقدس يوسف حريصًا على التسبيح كعمل شركة يجتمع فيه مع الطغمات والخوارس ليبلغ إلى ما بلغوا ويتطلع ليدرك، تعلق قلبه بالتسبيح والحقيقي وصار ذهنه مملوءًا من نعمة الله فأشار إلى تسبيحات مجد بتمجيد وسكون داخلي.. يتأمل لاهوتيًا الوقت كله.. لذا لم يشيخ بل تجدد يومًا فيومًا على مدى الأيام تتسلل الشيخوخة إلى عظمة وكيانه... حتى انتقل وهو ماشيًا على رجليه كما كان يتمنى ويطلب من الله.
* ويرجع الفضل للشماس يوسف حبيب في نهضة اللغة القبطية والتسبيح بالمدينة العظمى الإسكندرية بعد أن جعل كنيسة مارجرجس أسبورتنج كمدرسة منذ نشأتها الأولى... للذين بدأوا حياتهم وعاشوا وتتلمذوا فيها وكانت لهم فيها بداية حسنه ونالوا صبغة ثابتة انتشرت وعطرت الأجواء، ليس فقط في منطقة الرمل بل وفى الإسكندرية وفى الكرازة كلها.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2014, 06:24 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج

فضائله

كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج
عاش المقدس يوسف تقيًا وقد منحته فضيلته أجنحة ليرتفع ويجاهد من أجل خلاصه. سالكًا طرق الرب ووصاياه دون أن يحيد عنها. وكان يحيا حسب قانون الحياة الأبدية، أجاد صناعة التوبة وتسلح بنية التقوى وكان التغصب هو رأسماله سالكًا حياة البتولية ودروب التكريس. فأحصي مع العساكر السمائية، وصان العهود التي قررها وقطعها على نفسه بقوة الصليب غير المغلوب، وكان قيامة اللحمي كلا شيء... بسيطًا فقيرًا ناسكًا معوزًا...
قراءته للإنجيل قراءة صحيحة تعبدية... يفهم فهمًا صادقًا للحياة ويشهد للوصية بالعمل والسلوك... هكذا كانت تفسيراته كأحد "لاهوتيو المخلص"، وقد استلم موهبة اللاهوت من المخلص الذي بلا خطية وحده والذي كان يمثل كل اشتياقاته.
حفظه للأسفار كان عجيبًا ومقارنته بينها وتعليقاته عليها كانت دقيقة وعلمية عجيبة، وتفسيراته التي قدمها كانت كلها مشروحة بالآباء ومعاشة في القديسين.
تمسك بالتعليم الإلهي كمصباح وعاش ناميًا بالفرح الروحي، وواظب على الغبطة بالشرب من كأس الرب.. واقتنى له كنز رجاء بالنور والخصب والتعقل... وكانت روحه عاقلة نشطة في عمل الخير... هادئ ومثمر فأحاطت به نعمة الله وأضأت عليه ونجته من حرائق وهدم العدو الشرير.
كانت الفضيلة في حياة المقدس يوسف مستندة إلى فكر وإلهام الكنيسة حيث ينبغي له أن يكون بيت مبني، وأن يكون هيكلًا لله... الأمر الذي كان يعبر عنه في كلماته... وتعليقاته وسيرته التي سطرتها حياته وسلوكه قبل قلمه ولسانه.
فكان يرى أن الشيطان عدوه وخصمه الوحيد.. وإن صحبته ضارة تجر إلى الهلاك "حسب قوله" لذلك كان يؤكد على أن الله عون من ليس له عون سواه. وإن الله الغني والقوي والمحسن هو الذي يعطينا المعونة والغلبة نحن الذين علينا أن نجاهد ضد أجناد الشر وهو الذي يحفظنا في حماه من الضربات غير مقهورين، من دون أن يستطيع الخبيث أن ينال منا شيئًا.وقد كتب الكثير عن "النصائح الروحية" وعن السهر والاستعداد.
* هكذا كانت كلماته ونصائحه للذين تتلمذوا عليه ونهلوا من خبرته الروحية. ففي صمته وفي كلامه كان من الناطقين بالإلهيات، ومن المخلص الذي بلا خطية مشتهى قلوبنا نال موهبة الصمت المقدس والكلام النافع.. وتنسم خوف الله كالنسمة التي يتنفسها فلم يتفوه إلا بأمور مدروسة ولم ينطق إلا بكلام الروح، وهو من الذين قدموا أبلغ الدروس بحياتهم وسيرتهم وسلوكهم...
لم يكن المقدس يوسف مولعًا إلا بأخبار الملكوت ولم يمسك إلا في سيرة القديسين.. وكان من المحبين للصمت القلبي والوحدة والسكينة الداخلية... كي يستمع لصوت الله. واهتم جدًا بخدمة القلب... لذا علمنا عن الاحتراس والحرص، تحفظ في كلامه وأحاديثه، وكان صمته جيد من أجل الله، وبسكوته نجا من سهام العدو، ولم يفحص الأمور ولم يتدخل في الآراء والسياسات، لأنه كان يحسب نفسه ليس مدبرًا ولا رئيسًا لكنه مأمورًا وعبدًا خادمًا ليس له سلطان حتى ولا على نفسه.
فعاش على الكفاف وصادق ملائكة الكنيسة وعرف عنه عدم التطرق إلى الإدانة أو النقد أو حتى الجدال... حكيمًا مدققًا. وقد تعلق جدًا بسيرة أرسانيوس الحكيم الذي كان من أبرز الذين اقتدى بهم... تعلق بأعماله واقتدى أسلوبه الروحي في السمو فوق الأحداث بالحب للجميع بلا تحزب.
ارتبط التسبيح بوجوده، فإذا في المواظبة عليه وتجدد به وجوده، وكان يردد دائمًا "لابد نسأله على الدوام لأنه وحده القادر أن يمدنا بكل احتياجاتنا" واعتبر أن الصلوات والتسابيح معونة إلهية قادرة أن تبطل أعمال الشياطين وحروبهم المثيرة خلال التقوى والتمجيد....

كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج
وكانت نفس يوسف حبيب بحق قيثارة روحية تجتمع مع القديسين وتتكمل بالتداريب والممارسات العملية للنسك وأصداء التهليل الروحاني. آله تسبيحه هي ذبيحة جسده وعبادته العقلية وثمار شفتيه. يؤدي اللحن بصوت
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2014, 06:26 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج

نسكه وفقره الاختياري

كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج
* أفقر يوسف حبيب نفسه من أجل الله فزاد غناه الروحي... مع كل محبي الإنجيل بالحقيقة. تنازل عن أن يلمع وعن رغبة إثبات الذات بالرغم من مواهبه، لكنه تنازل عن الكيان الظاهر، وملأ مكياله الحسن لذا ستكال له المواعيد "ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال" (1كو2: 9) "كيلًا جيدًا ملبدًا مهزوزًا فائضًا" (لو6: 38) خيرات مائة ضعف في العدد وفي العظمة.
* تجرد المقدس يوسف من روح الامتلاك وهرب من الكرامة حتى النهاية متشبهًا بمن تعرى وأخلى نفسه "الفقير الأبدي" لذا فاضت عليه نعم الله الجزيلة.. بعد أن سار غربته معوزًا.، لا يملك أي شيء ههنا،... مستعملًا العالم وكأنه لا يستعمله... متعففًا في كل شيء وقتي واشتهاء.
خفيفًا في مسيرته نحو الهدف المقصود... كل من تعامل معه أحس بأنه شخص من طراز غريب. مشغول دائمًا بالخطوة القادمة للحياة الدائمة والمستقر الأخير في سيرة حسنة.
* كان عفيفًا زاهدًا فيما في يدي الناس. وقد عبر كالنسيم الخفيف المتنسك، وتعلم لغة وعادات البلد التي سيرحل إليها متطلعًا لها فقيرًا في التعلقات والترابيات، ناظرًا إلى المدينة التي لها الأساسات والتي سيستوطن فيها.
* امتلك الله بقدر ما سلم نفسه له ليمتلكه، وقدم نموذجًا لخدمة الشماس "العلماني" المتبتل الفقير لله في عمل وحركة تتجدد يومًا بعد يوم. إلى أن أنفق وأنفق حتى الفلس الأخير.
وكان يرتدي جاكيت اقرب منه إلى بالطو، ويضع نسخا من كتبه في جيوبه ليقوم بتوزيعها.. وكأنه يأخذ مما له ومن جعبته ليعطينا. لم يفكر لا في لبس ولا في أكل بل كانت فلوسه كلها لربنا ولمدارس الأحد. وبالرغم من أنه كان ساكن في منطقة فيكتوريا إلا أنه كان أول الحاضرين للكنيسة...
وفي تجرده تجرد من كل شيء وتحرر من الأشياء البشرية، وكانت نفسه حرة تحيا سيرة التدبير فوجد الأشياء التي تفوق الكلام والرتب، وتنعم في عالم الحق بيسوع المسيح ربنا...ولعله تمثل بشفيعه أرسانيوس معلم أولاد الملوك الذي قال (الذي مات عن العالم لم يعد له فرصة في أن يوزع الأموال على الناس، لقد مات أرسانيوس) لقد خبر المقدس يوسف خبرة الإماتة والفقر الاختياري مائتًا في كل شيء.
فلم يتكالب على شيء ولم يسع لشيء... وتمتع بفضيلة النزاهة: أي أنه لا يكون له أي شيء في ذاته ولا يطلب ما لنفسه ولا يطمع حتى فيما له، ولم يتمحور حول ذاته، ولم يكف عن تقديم أعمال النسك كل يوم يقينًا منه أنها أقوى كرازة وشهادة صامتة للمسيح وهو "وان مات يتكلم بعد" (عب11: 4).
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2014, 06:27 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج

عشرته للقديسين

كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج
امتثل المقدس يوسف بالقديسين وعاش حياتهم سالكًا أعمالهم مشتركًا في سيرتهم متمثلًا بهم.. في تلمذة غالية ونفيسة وعاشر ربوات محفل الملائكة الذين رأى أنهم هم الذين ينزعون عنا الثياب القذرة. لأنهم يحيطون بمن يخافون الله لكي يحموهم ويمنعوا عنهم الشعور بالهم.
التصق المقدس يوسف بالقديسين كصورة لحياة المسيح وكعلامات له على الطريق.. سعى لإكرامهم تمجيدًا وتكريمًا للمسيح العجيب فيهم وقدم سيرهم ووثقها، وكتب عن حياتهم وسيرهم ومعجزاتهم وكتاباتهم واعترافاتهم وآلامهم ونسكهم وشهادتهم وأعمالهم وتعليمهم وتذكاراتهم وتمجيدهم.
ويرجع له الفضل في تعريفنا بمئات السير التي أصدرها ونشرها وقت أن كانت مجهولة ومصادرها شحيحة. بعد أن أيقن أنهم عون الكنيسة وحراسها وثباتها للإيمان، وأنهم يعلموننا الفلسفة الحقيقية ويوبخون الشياطين وفي عشرتهم راحة وعزاءًا.
قدمهم كمصابيح بهية وكأصدقاء له قريبين منه... فكان يتباسط ويجلس مع أولاده وتلاميذه متحدثًا عن القديسين والآباء الأولين. وقد حباه الله بقدرة فذة في السرد القصصي للسير وللأعمال، وفي الربط بين القديسين كشجرة عائلية (أهل بيت الله).
ولازلت اذكر جلساته في مضيفة كنيسة العذراء محرم بك وفي مقصورتها وفي النادي وكذلك في مبنى المدرسة المرقسية القديم وقد صارت حياته امتدادًا للقديسين الذين أحبهم وتشفع بهم ونشر سيرتهم الحلوة، وقد تعلم منهم حكمة الالفا فيتا التي أوصلته إلى الاميجا أي النهاية السعيدة التي لآباء الكنيسة.

كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج
ولعل الذين عرفوه وتلامسوا معه اشتموا فيه أنفاس القديسين وعطر فضائلهم، وأنني أشهد بما رأيته فيه بصفة خاصة وقد تأثرت به للغاية، حيث وجدته حكيمًا لا بفلسفة باطلة بل بعمق الحكمة الحقيقية التي ليست من هذا الدهر، ضليعًا في الأدب والفلسفة، متشبهًا بالقديسين أرسانيوس الذي كان أول من حقق سيرته بطريقة علمية مدققة.. وسلك بذات القياس "اهرب من الناس وأنت تخلص، اجلس وحدك واصمت".
وبالجملة كانت عزلة يوسف حبيب إيجابية مثمرة وسيرته منيرة بالتقوى العملية. ولا زلت اذكر جلوسه عند باب المضيفة لكنيسة العذراء محرم بك ومن حوله الشباب والخدام يكلمهم عن القديسين كأنهم أصدقاء أقرباء له... كذلك لا أنسى علاقته بالمرتل حبيب الميراهم وهما معًا على خورس شمامسة الكنيسة... وتدريسه للغة القبطية في صالات الخدمة وفي نادي المدرسة المرقسية... وفي حجرة الشمامسة بمحرم بك.
وما أحلى عشرته للقديسين وما أروع حفظه للابصلمودية وترديده للذكصولوجيات وأرباع الناقوس والتماجيد بل والمدائح التي وضعها هو بقلمه وعشق خبرتها ولا ننسى أبدًا الأبحاث التي حققها حول قديسي الكنيسة وعظاتهم وميامرهم وأجسادهم وتنقلاتهم.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2014, 06:28 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج

بتوليته

حفظ المقدس يوسف بتوليته محتقرًا كل أباطيل العالم حتى أنه جذب كثيرين من جيله إلى عيشة التقوى.. واقفًا ثابتا في قداسة ورسوخ وتأصيل فانطبق عليه قول الرب "الحق أقول لكم أنه من القيام ههنا قومًا لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيًا في ملكوته" (مت16: 28). مقتربًا من المخلص، لا يتزحزح أبدًا عن قداسته وثباته ممجدًا "قدام الإله أرنم لك" (مز138: 1). كحجارة حية مقدسة ضمن البناء الإلهي وكمارة روحانية مشتملة بنور البتولية وعطر الصلاة.. وكسراج الزيت الذي يسيل بنور معرفة الحق التي نقتطف منها الذكرى والتأمل الأقوى ولا يمكن أن يخبأ تحت إناء.

كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج
أقترن المقدس يوسف بالأمجاد وأنشغل قلبه بالجمال الإلهي في شركة سرية وامتياز مخصوص "أنا لحبيبي وحبيبي لي" (نش6: 3)... وقد رافق المرتل حبيب حنا الميراهم عريف كنيسة العذراء محرم بك والذي كان هو بدوره متبتل فاستراح المثيل إلى مثيله وكانا معًا من المنيرين المسبحين لله الحي ضمن باكورة القطيع الصغير المقدمة لله لكي يتقدس بها سائر القطيع...
ولا أغالي إذا قلت أن كثيرين من المكرسين للخدمة في كل دروبها قد تأثروا بهذه الشخوص الحية التي أعطت المثل ووسيلة الإيضاح لهم... وإن كان الشيء بالشيء يذكر فالمخيلة والذاكرة حافلة بهؤلاء الأعمدة الذين تكرسوا للخدمة في كل أنحاء الكرازة بالداخل وفي المهجر أيضًا.
عاش المتنيح يوسف حبيب مثلًا ونموذجًا لهؤلاء جميعًا في بتولية عجيبة ومجيدة "جذر الأبدية وزهرتها وثمرتها" بطبيعته القوية عبر فوق بحر الشهوات وصار كالصفصاف وكالسوسن وسط هذا العالم وكأنه ساكن للمغائر وشقوق الأرض، حافظًا زهرته يانعة دومًا لا تذبل نبتتها من السماء. وليس من المستغرب أن يكون ابينا بيشوي كامل علامة في هذه الطريقة.
أحب المقدس يوسف بالأكثر برية شيهيت وأعطاها كرامة وتقديرًا كأورشليم المقدسة تمامًا. كان دائم الزيارة والتبرك وتربطه علاقة وثيقة بقديسيها وتاريخها... ومن المعروف بأنه ذهب إلى أورشليم القدس وزار قبر السيد الرب... لذا استحسن البعض أن ينادوه بـ"المقدس يوسف حبيب".
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 05 - 2014, 06:30 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج

كمؤرخ ومعلم

كان المقدس يوسف من الذين أطلقوا الشرارة الأولى في الدراسات الآبائية لهذا الجيل... وهو أول الرواد الأوائل الذين استقينا منهم الرضعات الأولى للفكر الآبائي الأصيل، وقد أسس ما بنى عليه بعد ذلك.

كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج
ويرجع إليه الفضل في تشجيع عملية الدراسة والبحث والترجمة وتحقيق المخطوطات... ولا أكون مبالغا إذا قلت أنه من المشجعين الأوائل لإصدارات التربية الكنسية بمكتبة العذراء محرم بك.... ثم لمطبوعات مارجرجس اسبورتنج والتي صارت منارة للإشعاع الفكري في هذا المجال على مستوى الكرازة المرقسية.
وكان المقدس يوسف حبيب يرى أن المكتبة هي أثمن مكان بعد المذابح وبعد أماكن وأجساد القديسين، فكان يعطى المكتبات اعتبارا كبيرا يحب ارتيادها والمكوث فيها. ولازلنا نذكر اعتياده للذهاب إلى المكتبة البلدية بالإسكندرية ومكتبة البطريركية القديمة ومكتبات الأديرة. حتى أنه عمل لنفسه اشتراكا شهريا بالقطار، يذهب إلى القاهرة مرتين في الأسبوع ليفتش وينقب ويترجم ويحقق السير والأقوال ثم يضعها في كتيبات نافعة للخدمة ولبنيان النفوس.
وقد جاءت كتاباته وترجماته الخاصة لسير الآباء كنزا لا ينضب، بذل كل ما يملك لتكميلها من أجل الكنيسة وإنجيلها وآبائها. ونشعر بالدين الكبير نحوه في المسيح يسوع ربنا الذي يكلله بشركة الأمجاد الإلهية ويحسبه مع مصاف القديسين الذي عاش كواحد منهم صديقًا لهم.
أعطاه الله نعمة وفهم قلب حتى أنه كان يقرأ ويبحث ويدرس ويحفظ ويترجم... فازداد حكمة وتدربا بالأمور الفاضلة حتى أكمل جيدًا إرساء هذا الاهتمام وصار أول اهتمام بالنشر وبالتراث عبر مكتبة مدارس أحد محرم بك.
كان التأليف مادة عمله وشغله الأول بحد ذاته فألف كتبا وشابه الكثير من الأولين. يغوص في ذخائر المخطوطات النفيسة حتى لا تنقطع صلتنا بالآباء معلمي الكنيسة. ولم يكن فقط ناسخا للمخطوطات على مستوى النساخة لكنه عمل بالذي نسخه وأتقن ونشر الكثير منه. كذلك كشف عن التاريخ على اعتبار أنه عمل الله وسط الكنيسة وكعلم كنسي يحيط بحياتها من كل الجوانب. فأهتم بالسير والمدلولات والأعمال والمقاصد كمصدر دائم للإلهام وكينبوع قوة روحية وتراث مقدس له معنى لاهوتي ودلالة غنية.
وكان حماسه عجيبا في الدراسة احتمل لأجله الأتعاب والتنقل والجهد والسفر ول يضعف بل دأب في العمل. ويرجع إليه الفضل كل الفضل في حفظ تراث وأفكار ومبادئ وأسماء وأقوال وأعمال آباءنا التي حرص على نشرها في ازمنة كان فيها البحث صعبا والإمكانية قليلة.

كتاب الشماس يوسف حبيب، المؤرخ العلاّمة للقمص أثناسيوس فهمي جورج
ومما لاشك فيه أنه نال موهبة الكتابة والترجمة من عند الرب. فكان يتلو الآيات عن ظهر قلب ويحكى قصص القديسين وسيرهم بطلاقة وتدقيق في التواريخ والأحداث والتفاصيل والأماكن والمعاني... وهو أشهر وأقدم شماس في جيلنا له إسهامات في هذا الصدد وقد وجدنا نحن منها ربح عظيم وحلاوة روحية.
- كان شعار المقدس يوسف العملي "تحت الطلب" جاهزا للخدمة في أي وقت وفى أي مكان. لذا قام بتدريس المنهج المدرسي للدين المسيحي بالمدارس المرقسية بالإسكندرية (مرحلتي ثانوي وإعدادي). وله العديد من المقالات المنشورة في مجلة الكرازة بالإضافة لمئات الكتب التي قام بنشرها. كذلك له أبحاث عن أقدس الآثار المسيحية وأماكن وجودها، وتضمنت كتاباته اهتمامات متنوعة من التفاسير والسر والتاريخ والترجمات ونصوص المخطوطات والتي من ضمنها ما تم اكتشافه بخرائب طرة وأشهر ترجماته كانت نقلا عن مجموعة Sources Chretiemnes..
الأمر الذي لم يكن سهلًا في الستينات!!
- وإلى جوار إجادته للغة الفرنسية التي نقل عنها أقوال الآباء الأقباط. اشتهر أيضا بنبوغه في اللغة القبطية وكان يجيدها بطلاقة وقد ترجم عنها الكثير، بل وكان يقف ليقرأ الإنجيل ويترجمها ترجمة فورية من القبطية إلى العربية والعكس. وكان ضليعا مدققا غزير الاطلاع.
وقد ظل المقدس يوسف حبيب نشيطة تلتقط المعرفة الروحانية من الينابيع ويؤدى هذه الخدمة حتى النهاية بل وصدرت أخر كتاباته بعد انتقاله للمجد بمقدمة لقدس أبينا الموقر القمص تادرس يعقوب.... بعد أن أنجز في حياته أعمالًا كثيرة من المدونات التي سجلها المؤرخون وكشف لنا عن الكثير من الأسرار لأول مرة. وكتب أكثر من مائة كتاب نافع، كذلك وضع الكثير من الذكصولوجيات والمدائح (قبطي / عربي).
الله إلهنا الذي يزن الجبال يعرف بالأكثر ما قدمه من جهد ومال ووقت حتى فلسه الأخير وحتى يسلمنا ما تسلمه من عمل يديه كي نذكره وهو المعروف لدى الله والعزيز عنده.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الاستشهاد سر كنسى للقمص أثناسيوس فهمي جورج
آلام الرسل للقمص أثناسيوس فهمي جورج
سيرة الأرشيدياكون يوسف حبيب - القمص أثناسيوس فهمي جورج
ترانيم للقمص أثناسيوس فهمى جورج
عطر التجسد الخلاصي للقمص أثناسيوس فهمي جورج


الساعة الآن 09:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024