كيف بدت هذه البرارة في نسل آدم وانوش ونوح، تجاه جيل الخطأة في آدم وقايين ولامك؟ تجاه آدم الذي أراد ان يصير مثل الله عارفاً بالخير والشرّ اطلّ انوش، ومعنى اسمه الانسان. قيل عنه: ''وفي ذلك الوقت بدأ الناس يدعون باسم الربّ'' (تك 4: 26). عرف الانسان ضعفه ومحدوديته، فتطلع الى من هو القوي واللامحدود. عرف انه خاطىء امام الذي هو القداسة بالذات. وفهم ان الله لا يرغب في شيء سوى ان يرى ابنه الضال، التائه البعيد، مثل قايين، يعود الى البيت الوالدي، الى الفردوس. كان انقطع حبل الاتصال بين الله والانسان. طُرد الانسان. او هو طرد نفسه حين رأى الحالة التي وصل اليها، الملاك واقفاً هنا يدل على حضور الله. وكذلك النار بعد ان عرف المؤمن ان الله نار آكلة (تك 3: 24). فلا بدّ إذن من العودة . وكانت الصلاة الخطوة الاولى كما نسمعها في فم الابن الضال: '' اقوم وارجع الى ابي (لو 15: 18). مع انوش بدأت هذه الصلوات الحلوة التي ستمتد لتصل الى المزامير: إرحمني يا الله بحسب رحمتك (مز 51: 3). لماذا تكتئبين يا نفسي، ارتجي الله'' (مز 43: 5).