رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كن أميناً الى الموت فسأعطيك أكليل الحياة رؤ 10:2 لعل الكثيرين يقولون أن طريق الخلاص عسير والبلوغ الى درجة الكمال ليس سهلاً فكيف سأعاين وجه الله ؟ الجواب سهل وممكن للجميع وحسب الآية (..كنت أميناً على القليل ، فسأقيمك على الكثير. أدخل الى فرح سيدك ! ) " مت 21:25 " فالله أعطى لكل أنسان وزنات وحسب طاقته ، إذاً كل أنسان يستطيع أن يتحمل ثقل وزناته ويكون أميناً عليها . فالمقصود بالأمانة ليس في المال فقط لكي لا يكون الأنسان سارقاً ، بل الأمانة تشمل كل حياة المؤمن الزمنية . فالخطوة الأولى تبدأ في الجهاد من أجل تنوير الآخرين أي في الهدف الروحي والباقي يزاد لنا ، فعلينا أن لا ندفن الوزنات التي أمنها الرب عندنا لكي نكون أمناء في الأيمان . الأنسان الأمين يساعده الله في طريقه الى النهاية . فالأمانة بالمفهوم الأنجيلي هي مفتاح باب السماء ( أدخل الى فرح سيدك ) وهذه الأمانة يجب أن تستمر الى الموت . لهذا قال الرب ( كن أمينا الى الموت فسأعطيك أكليل الحياة ) " رؤ 10:2 " . وقد تحتاج هذه الأمانة الى تضحية ، وهذا ما قاله الرسول بولس للعبرانيين بسبب عدم أمانتهم في مقاومة الخطيئة ( لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية )" عب 4:12 " والمقصود هنا ب ( حتى الدم ) هو بأن لو أقتضى الأمر بأن يسفك المؤمن دمه من أجل مقاومة الخطية مهما كان نوعها ، وبذلك يثبت لله أمانته وللناس أخلاصه ،. فأمانة المؤمن تجاه الله تعني أن لا يخونه أبداً لأنه خصص قلبه له فلا يحزن روح الله القدوس الساكن فيه . تسامى يوسف الصديق عن الخطية بسبب محبته الفائقه لله ، لهذا قال ( كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطىء الى الله ) " تك 9:39 " هكذا أعتبر الخطية موجهة الى الله . كما أعتبرها أيضاً موجهة الى سيده فوطيفار ، ولأمرأته أيضاً لأنها أمانة سيده لديه . لكن الهدف الأول هو الله ، لأننا عندما نخطأ الى البشر فبخطيتنا نهين الله أولاً . لهذا قال داود عندما أخطأ بحق أوريا الحثي من جهة تعديه على زوجته بتشبع ، ودفعه الى الموت للتخلص منه ، قال للرب ( لك وحدك أخطأت والشر قدامك صنعت ) " مز 50 " . قصة أمانة يوسف الصديق لسيده ومن ثم بلوغه الى أعلى مراتب القيادة المصرية ، هي رمز لأمانة كل مؤمن أمين يكافؤه الرب للدخول الى الحياة الأبدية . هكذا يجب على كل أنسان أن يكون أميناً ليس في موضوع خطية النجاسة فقط بل في كل الرذائل ، ونقول كيوسف عند التجربة ، كيف نفعل هذا الشر وأخطىء الى الله ، سواء كانت الخطية إدانة للآخرين أو الكذب أو السرقة والرياء والشتيمة والنفاق والشهوة ...الخ . فالأمانة تشمل حتى الأمور الدنيوية كما تشمل الروحية ، وهكذا يجب أن نكون أمناء في الخدمة عموماً . لقد أكد لنا الرب يسوع هذا الأمر بقوله ( فمن هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده على خدمه ليعطيهم حصتهم من الطعام في حينها ؟ طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا ! بالحق أقول لكم إنه يقيمه على جميع أمواله ) " لو 12: 42 – 44 " . رسل المسيح كانوا أمناء في نقل الكرازة الى كل العالم . وموسى كان أميناً في رسالته فشهد له الرب قائلاً ( أما عبدي موسى فليس هكذا بل هو أمين في كل بيتي ) " عد 7:12" . العهد الجديد يشير الى رجال أمناء في خدمتهم كالقديس بولس الرسول ( وأنا أشكر المسيح يسوع ربنا الذي قوّاني ، أنه حسبني أميناً ، إذ جعلني للخدمة ) " 1 تي 12:1 " . وهكذا كان بولس نفسه يمتدح مساعديه في أمانتهم في الخدمة ، فيقول ( أبفراس العبد الحبيب معنا الذي هو خادم أمين للمسيح ) " قول 12:4 " و ( تيموثاوس الذي هو أبني الحبيب والأبن في الرب ) " 1قو 17:4 " . وهكذا يجب أن نكون أمناء لله وللناس أيضاً فنصبح قدوة في الأيمان والأمانة وحتى مع الأعداء ليعترفوا بنقاوة أيماننا ويقتدوا بنا ويؤمنوا بطريقنا ، فنستحق قول الرب ( أنتم ملحاً للأرض ونوراً للعالم ) " مت 5: 13-14 " بهذا نذكر قول الرسول بطرس عندما نصل الى تلك المرحلة ( إذا بلغتم هدف أيمانكم ، وهو خلاص نفوسكم ) " 1بط 9:1 " . والبالغ هذا الأيمان يكون أميناً في عمله وأميناً في حفظ أسرارالناس ، وكذلك أميناً مع نفسه من جهة التوبة الى أن يصل الى مرحلة كراهية الخطيئة ، وهكذا ينمو في الفضائل فيكون له الخلاص ويعطى له أكليل الحياة الأبدية فيجلس مع الرب وقديسيه في عرش السماء لهذا قال الرب ( عيناي على أمناء الأرض لكي أجلسهم معي ) " مز 6:101 " . طوبى للأنسان الأمين في القليل لأن الرب سيقيمه على الكثير |
|