رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس يوحنا الإنجيلي يوحنا وأخيه يعقوب إبنا زبدي هم من تلاميذ المسيح ، ويوحنا هو الأصغر لأن الكتاب يورد اسم يعقوب أولا ً ، واسم أمهما سالومة وهي أخت العذراء مريم ، والأسرة كانت تعيش في كفر ناحوم في الجليل ، وكانوا يشتغلون في صيد السمك ، وكانوا على حالة من اليسار بدليل أنهم كانوا يستأجرون ،عمالاً يساعدون في صيد السمك ، وأمه كانت من النساء اللواتي تبعن الرب يسوع له المجد من الجليل يخدمنه من أموالهن ، وكان يوحنا غالبا قريب لرئيس الكهنة أو من الأشخاص المعروفين والمقربين لبيت رئيس الكهنة ، ويوحنا هو الذي تسلم العذراء بعد صلب السيد المسيح ، وأم يوحنا هي التي طلبت من السيد أن يكون إبناها واحداً عن اليمين والآخر عن اليسار ، والرب سماهما بأبنا الرعد ( أي يعقوب ويوحنا ) ، وهما اللذان طلبا ناراً تنزل من السماء على سكان قرية السامريين لرفضهم قبول المسيح ، ويوحنا تبع المسيح وعمره ٢٥ سنة ، وكان بطرس ويعقوب ويوحنا من المقربين من السيد المسيح ، خصهم ببعض أسراره مثلا في إقامة ابنة يايرس ، وشاهدوا التجلي ، وهم الذين انتحي بهم ليصلي في بستان جثسمياني ، وبطرس ويوحنا تبعا السيد المسيح حتى بيت رئيس الكهنة ليلة الصلب ، وبكرَّ هو وبطرس وذهبا للقبر يوم القيامة ، وغالبا بقى مع العذراء في أورشليم حتى إنتقالها الى السماء سنة ٤٨ م ، وفي أواخر أيامه ذهب إلى أفسس وكرز فيها ، وفي إحدى حركات الاضطهاد أيام دومتيانوس نفوه إلى جزيرة بطمس بعد أن عذبوه ، وهناك في بطمس كتب سفر الرؤيا وبعد انتهاء عصر الاضطهاد عاد إلى أفسس وكتب إنجيله سنة ٩٨ م وكتب سفر الرؤيا سنة ٩٥ م وكان آخر ما كتبه الرسائل ، والإنجيل كتب باليونانية لغة الثقافة والمعرفة في تلك الأيام ، وعاش ما يقرب من مائة عام ، وكان أول من تعرف من تلاميذ يوحنا المعمدان على الرب يسوع ، ومع أن الرب يسوع أسماهُ أبن الرعد ، إلا أنه تميز بأنه رسول المحبة وفي أواخر أيامه لم يكن قادرا على المشي ، فكانوا يحملونه إلى الكنيسة وكان يعظ المؤمنين قائلا يا أولادي أحبوا بعضكم بعضا ويكررها في كل مرة فسألوه لماذا لا يقول شيئا أخر فكان يرد أن هذا الكلام هو وصية الرب فإذا فعلتموه فقد أكملتم كل شئ ، ولذلك فليس غريبا أن يكون هو التلميذ الذي كان يسوع يحبه لغيرته (ابن الرعد) ولمحبته ، وغالبا كانت أسرة يوحنا تمتلك منزلا في أورشليم ، ويوحنا كان أولا تلميذا ليوحنا المعمذان ، لما سمع الشهادة من يوحنا المعمدان عن المسيح تبعه ، ولقب القديس يوحنا بعدة أللقاب منها : 1 - يوحنا الحبيب . 2 - يوحنا اللاهوتي . 3 - يوحنا البتول . 4 - يوحنا الأنجيلي . 5 - يوحنا الرسول . 6 - يوحنا الرائي . 7 - أبن الرعد . إنجيل يوحنا يوحنا أعلن بوضوح أنه يكتب ليظهر أن المسيح إبن الله ، فبينما تتكلم بقية الأناجيل الثلاثة عن ناسوته وميلاده ، يتكلم يوحنا عن لاهوته ومع أن بقية الأناجيل ( متى ، مرقس ، لوقا ) لم يخفوا هذه الحقيقة بل أعلنوها ، لكن كانت حقيقة لاهوته هي هدف يوحنا الأساسي ، فالمسيح إبن الله كما خلق الخليقة الأولى أتى ليجدد الخليقة ، وكما حدد القديس يوحنا نفسه أن الهدف من كتابة إنجيله هو إثبات أن المسيح هو ابن الله ، فكانت هناك هرطقات كثيرة قد ظهرت في أواخر القرن الأول ومن أهمها الغنوسية وهؤلاء وأولئك شككوا إما في لاهوت المسيح أو تجسده ، لذلك يكتب يوحنا ليقول أن المسيح هو الكلمة وقد صار جسدًا ، وكذلك حدث أن تلاميذ يوحنا المعمدان الذين رفضوا أن يتبعوا المسيح إدعوا إن المعمذان أعظم من المسيح ، لذلك يرد عليهم في إنجيله الموحى من الروح القدس ، فهو ينتقي المعجزات التي تثبت لاهوت المسيح مثل إقامة لعازر بعد أن أنتن ، وتفتيح عيني الأعمى بواسطة طين ( معجزة خلق ) وإطعام ٥٠٠٠ ( زيادة الطعام ) وتحويل الماء إلى خمر ( المادة تتحول إلى مادة أخرى ) ، أيضا هدف كتابة الإنجيل أن تكون لنا حياة فلا حياة بدون إيمان بأن المسيح هو ابن الله المخلص ، ولأن يوحنا الإنجيلي كان هدفه إثبات لاهوت المسيح فهو لم يتكلم عن ميلاده من العذراء بالجسد بل تكلم عن ولادته من الآب الأزلية ، ويذكر القديس يوحنا معظم أحداث الإنجيل في أورشليم عكس بقية الأناجيل التي دارت أحداثها في الجليل ، وذلك لأن يوحنا ينتقي الأحاديث اللاهوتية التي تثبت لاهوت المسيح ، وهذه كانت بين المسيح والفريسيين الموجودين في أورشليم ، أما أحداث الجليل فقد دارت بين المسيح والصيادين والفلاحين البسطاء وهؤلاء غير متعلمين لاهوتيا كالفريسيين ولا يحتملوا المناقشات اللاهوتية . ( أنا هو ) تميز إنجيل يوحنا باستعمال هذا التعبير الذي يشير للاهوت المسيح ، فـ ( أنا هو ) هي : الترجمة اليونانية لاسم الله ، وبالعربية فاسم الله في العهد القديم ( يهوه ) ، وحين ترجم إلى اليونانية صار ( إيجو إيمي ) ( I am ) ، وبالعربية أنا هو ونرى هذا في قول المسيح أنا هو النور .. أنا هو الطريق والحق والحياة .. فالمسيح لنا كل شئ ، النور والراعي الصالح والطريق والحق والقيامة والحياة .. ولذلك حين أتى الجند لإلقاء القبض على المسيح سألهم من تطلبون ؟ قالوا يسوع ، قال : أنا هو فسقطوا ، والسبب أنه بقوله أنا هو استعلن لاهوته فلم يحتملوا ، ولنلاحظ أن المسيح حين يستعلن لاهوته للمؤمنين يكون لهم كل شئ الطريق والحق والنور ويكون سببا لتعزيتهم وفرحهم وحياتهم الأبدية ، أما حين يستعلن لاهوته للخطاة ، فيكون سببا لرعبهم ولدينونتهم لذلك ففي المرات التي قال فيها المسيح أنا هو دون أن يأتي وراءها صفة من صفات محبته كان هذا للدينونة كما حدث مع الجند الذين أتوا للقبض عليه . لأن إنجيل يوحنا يتكلم عن لاهوت المسيح فهذا الأمر بسبب صعوبته إحتاج لأن يكون هناك شهود عليه ، وشهادة التلاميذ ، وشهادة الكتب والنبوات ، شهادة المعمدان ، وشهادة الآب للابن كما حدث يوم العماد وعن طريق أعمال الآب في الابن ، بل شهدت له الجموع والسامرية . |
|