رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تصدر عن المرتل صرخة صادقة وعميقة خلال شعوره بالحرمان من أورشليم العليا وهيكل قدسه السماوي، حاسبًا نفسه محرومًا من الله القادر وحده أن يروي نفسه، إذ يقول: "كما يشتاق الإيل إلى ينابيع المياه، كذلك تاقت نفسي أن تأتي إليك يا الله. عطشت نفسي إلى الله الحيّ، متى أجيء وأظهر أمام وجه الله؟!" [1-2]. في فلسطين حيث توقف المطر قرابة تسعة أشهر في السنة تُغطي الينابيع والآبار والقنوات المائية كي لا تجف من شدة الحرارة، وإذ تشعر الإيل بالظمأ القاتل تجري نحو ينابيع المياه وتقف أمامها صارخة، وقد خارت قواها من أجل تمتعها بالكنز المخفي، المياه واهبة الحياة. هكذا يجري المؤمن في برية هذا العالم الجافة يبحث عن ينابيع مياه الحياة، أي عن الحياة الكنيسة الإنجيلية، يأتي إلى كلمة الله أو الكتاب المقدس المختوم لكي يكشف له الروح أسراره، وإلى عطايا الروح القدس في العبادة الكنسية كالأسرار المقدسة، وهو في هذا يعلن عن حنينه الشديد نحو الله الصادر عن أعماق قلبه. المؤمن كالأيل التي لا تتوقف عن الجري السريع لعلها تجد ينبوع المياه، وليس كالجمل الذي يحمل اكتفاءً ذاتيًا فيه أثناء سيره البطيء في الصحراء. يعبر المرتل عن شوقه نحو الله بالعطش، لأن آلامه أكثر مرارة من آلام الجوع. قال السيد المسيح كممثل لنا "أنا عطشان" (يو 19: 28) ليعبر عن عطش المؤمنين إلى الله! |
|