رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
30 أيار القدّيسة جان دارك، شفيعة فرنسا جان دارك، قديسة شابة عاشت في أواخر القرون الوسطى وتوفيت عام 1431 عن عمر 19 سنة. هذه القديسة الفرنسية المذكورة أقوالها مراراً في تعليم الكنيسة الكاثوليكية فهي شابة من الشعب، علمانية ومكرستة في البتولية، متصوفة متفانية ليس في الدير وإنما وسط الوقائع الأكثر تأثيراً في الكنيسة والعالم في زمانها. مثال نموذجي من بين هؤلاء "النساء القويات" اللواتي في أواخر القرون الوسطى حملن بلا خوف نور الإنجيل العظيم في تقلبات التاريخ المعقدة في تلك الحقبة، كانت الكنيسة تعيش الأزمة الكبيرة المتمثلة في الانشقاق الغربي العظيم الذي دام حوالي 40 سنة. وعندما ولدت جان سنة 1412، كان هناك البابا ومناهضان للبابا. إضافة إلى هذه الشرذمة ضمن الكنيسة، كانت الحروب الأهلية مستمرة بين الشعوب المسيحية الأوروبية، وكانت أكثرها مأساوية حرب المئة عام الطويلة بين فرنسا وإنكلترا ولدت جان في دومريمي، وهي قرية صغيرة تقع على الحدود بين فرنسا ولورين. كان والداها مزارعين غنيين ومعروفين لدى الجميع بأنهما مسيحيان صالحان. تلقت منهما تربية دينية جيدة، وتأثرت بشدة بروحانية اسم يسوع التي علمها القديس برناردين السييني ونشرها الفرنسيسكان في أوروبا. مع اسم يسوع، يتحد دوماً اسم مريم. وبالتالي، وفي إطار التدين الشعبي، فإن روحانية جان كانت متمحورة بشدة حول المسيح ومريم. فمنذ طفولتها، أظهرت محبة ورأفة عظيمتين تجاه الفقراء والمرضى وجميع المتألمين في سياق الحرب المأساوي من كلماتها، نعلم أن حياة جان الدينية نضجت بالخبرة ابتداءً من الثالثة عشرة من عمرها. فمن خلال "صوت" رئيس الملائكة القديس ميخائيل، شعرت بدعوة الرب لها إلى تعزيز حياتها المسيحية وإلى تكريس ذاتها شخصياً لتحرير شعبها. فكانت استجابتها الفورية أي "قبولها" عبارة عن نذر البتولية، مع التزام جديد مع الله بالصلاة: المشاركة اليومية في القداس، الاعتراف والمناولة بشكل دائم، وفترات طويلة من الصلاة الصامتة أمام المصلوب أو أمام صورة العذراء. كما أن حنو الفلاحة الفرنسية الشابة والتزامها أمام آلام شعبها أصبحا أقوى بفضل علاقتها السرية مع الله. فقد كانت العلاقة بين التجربة السرية والمهمة السياسية أحد الجوانب الأكثر فرادة في قداسة هذه الشابة. بعد سنوات الحياة الخفية والنضج الروحي، جاءت فترة السنتين الوجيزة وإنما الباهرة من حياتها العامة: سنة من العمل، وأخرى من الألم في مطلع العام 1429، بدأت جان عملها التحريري. الشهادات المتعددة تظهر لنا هذه الشابة التي كانت تبلغ من العمر 17 عاماً فقط بمظهر المرأة القوية والمصممة، والقادرة على إقناع الناس الخائفين والمحبطين. بعد تخطي كل العراقيل، التقت بالملك شارل السابع الذي أخضعها في بواتييه لامتحان أجراه بعض اللاهوتيين من الجامعة. وجاء حكمهم إيجابياً، فلم يجدوا شراً فيها، وعرفوا فقط أنها مسيحية صالحة في 22 اذار 1429، أملت جان كلمات رسالة مهمة إلى ملك إنكلترا ورجاله الذين كانوا يحاصرون مدينة أورليان. كانت رسالتها اقتراح سلام حقيقي في العدالة بين الشعبين المسيحيين، على ضوء اسمي يسوع ومريم، لكن هذا الاقتراح رُفض، وكان ينبغي على جان أن تكرس نفسها للكفاح من أجل تحرير المدينة. وتمثلت اللحظة الأخرى الهامة في عملها السياسي في تتويج الملك شارل السابع في ريمز بتاريخ 17 تموز 1429. طيلة سنة كاملة، عاشت جان مع الجنود منجزة بينهم رسالة فعلية من الكرازة الإنجيلية. ورأت جان يسوع كـ "ملك السماء والأرض". وطلبت جان أن تُرسم على رايتها صورة "ربنا الذي يساند العالم" كأيقونة رسالتها السياسية. كثيرة هي الشهادات عن صلاحها وشجاعتها وطهارتها الاستثنائية. الجميع كانوا يسمونها وهي كانت تصف ذاتها بـ "البكر" أي العذراء بدأت آلام جان في 23 ايار 1430 عندما وقعت أسيرة في أيدي أعدائها. في 23 كانون الاول، اقتيدت إلى مدينة روان. هناك، أجريت محاكمة الإدانة الطويلة والمأساوية انتهت في 30 ايار 1431 بالإعدام حرقاً. كانت محاكمة كبيرة ورسمية ترأسها قاضيان كنسيان هما الأسقف بيار كوشون والمحقق جان لوميستر، وأدارتها فعلياً جماعة كبيرة من اللاهوتيين جامعة باريس الشهيرة الذين شاركوا في المحاكمة كمستشارين. كانوا كهنة فرنسيين تتعارض ميولهم السياسية مع جان، وكان حكمهم سلبياً على شخصها ورسالتها. تشكل هذه المحاكمة صفحة مؤثرة في تاريخ القداسة، وصفحة نيرة حول سر الكنيسة التي هي "في الوقت عينه مقدسة وبحاجة دائمة إلى التطهر"، وفقاً لكلمات المجمع الفاتيكاني الثاني (نور الأمم، 8 ). إنه اللقاء المؤثر بين هذه القديسة ومحاكميها الذين كانوا كهنة. اتهمت جان وحوكمت من قبلهم لدرجة أنها أدينت بالزندقة وأرسلت إلى موت المحرقة الرهيب. خلافاً للاهوتيين القديسين الذين أناروا جامعة باريس كالقديس بونافنتورا، والقديس توما الأكويني، والمبارك دونز سكوتوس هذان القاضيان كانا لاهوتيين يفتقران إلى المحبة والتواضع لرؤية عمل الله في هذه الشابة. هنا، تتبادر إلى الذهن كلمات يسوع التي بموجبها تنكشف أسرار الله لمن يتمتع بقلب طفل، وتُحجب عن الحكماء والاذكياء غير المتواضعين (لو 10، 11). كان محاكما جان عاجزين تماماً عن فهمها ورؤية جمال روحها: لم يعرفا أنهما يدينان قديسة رفضت المحكمة مطالبة جان بتدخل البابا في 24 ايار. وفي صباح 30 مايو، تناولت القربان المقدس للمرة الأخيرة في السجن، وبعدها اقتيدت سريعاً إلى التجربة الأليمة في ساحة السوق القديمة. طلبت من أحد الكهنة أن يضع أمام المحرقة صليب الزياح. وهكذا، ماتت وهي تنظر إلى يسوع المصلوب وتلفظ اسم يسوع مراراً بصوت عال وبعد حوالي 25 عاماً، توصلت محكمة بطلان الحكم التي افتتحت في ظل سلطة البابا كاليكستوس الثالث، إلى حكم رسمي أعلن إبطال الإدانة. هذه المحاكمة الطويلة التي تتضمن أقوال الشهود وأحكام العديد من اللاهوتيين التي تؤيد كلها جان، تسلط الضوء على براءتها وأمانتها المثالية للكنيسة. وقد أعلن بندكتس الخامس عشر قداسة جان دارك سنة 1920 قامت جان بمحبة وبدافع محبتها ليسوع بالعمل في سبيل كان تحرير شعبها ومن أجل العدالة البشرية. هذا العمل يشكل مثال قداسة رائع للعلمانيين العاملين في الحياة السياسية، بخاصة في أصعب الظروف. والإيمان هو النور الذي يرشد كل خيار أثرت القديسة جان دارك تأثيراً شديداً في قديسة شابة من العصر الحديث هي تريزيا الطفل يسوع. ففي حياة مختلفة تماماً في الدير، شعرت القديسة تريزيا بأنها قريبة جداً من جان، بعيشها في قلب الكنيسة ومشاركتها في آلام يسوع لخلاص العالم. فعبرتعن رغبتها في الموت على مثال جان بلفظ اسم يسوع؛ واستمدت حيويتها من المحبة عينها ليسوع وقريبها، المحبة التي عاشتها في البتولية المقدسة من اقوالها عن يسوع :احتل يسوع المرتبة الأولى في حياتها كلها، فقالت: "اخدموا الله أولاً" . إن اسم يسوع الذي كانت تتضرع إليه قديستنا حتى آخر رمق في حياتها على الأرض كان بمثابة نفس روحها، وخفقان قلبها، ومحور حياتها كلها. إن "سر محبة جان دارك" الذي فتن الشاعر شارل بيغي هو هذه المحبة التامة ليسوع ولقريبها في يسوع ولأجل يسوع. لقد فهمت هذه القديسة أن المحبة تشمل كل واقع الله والإنسان، والسماء والأرض، والكنيسة والعالم عن مشيئة الله: قالت بثقة واستسلام: "أوكل نفسي إلى الله خالقي، أحبه من كل قلبي عن نذر البتولية: كرست حياتها لمحبة يسوع الوحيدة: "عن سؤالها إذا كانت تعلم أنها تعيش في نعمة الله، أجابت: "إن كنت لا أعيش فيها، فليضعني الله فيها؛ وإن كنت أعيش فيها، فليبقني الله هناك": إن بتولية الروح هي حالة النعمة، القيمة الأسمى، التي تعتبرها أثمن من الحياة: لقد كانت هبة تلقتها من الله وصانتها بتواضع وثقة عن الصلاة : تلت بإيمان قبل محاكمتها هذه الصلاة: "أيها الإله الأكثر عذوبة، تكريماً لآلامك المقدسة، أسألك إن كنت تحبني أن تكشف لي كيفية الرد على رجال الكنيسة هؤلاء". لقد عاشت قديستنا الصلاة كشكل من أشكال الحوار المستمر مع الرب عن الكنيسة: في محبة يسوع، وجدت جان القوة لتحب الكنيسة حتى النهاية، حتى في لحظة إدانتها. فبحسب كلماتها " إن ربنا والكنيسة هما "واحد" تدعونا القديسة جان دارك إلى مستوى رفيع من الحياة المسيحية، إلى جعل الصلاة الطريق المرشدة لحياتنا؛ إلى التحلي بثقة تامة في إتمام مشيئة الله أياً كانت؛ وإلى العيش في محبة من دون تحيز، من دون قيود، مع إظهار محبة عميقة للكنيسة في محبة يسوع على مثالها وشهادتها النيرة. |
30 - 05 - 2022, 06:46 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: 30 أيار القدّيسة جان دارك، شفيعة فرنسا
بركة صلوات القديسة تفرح قلبك |
||||
30 - 05 - 2022, 10:30 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: 30 أيار القدّيسة جان دارك، شفيعة فرنسا
شفاعتها تكون معنا ربنا يبارك حياتك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القدِّيسة جان دارك/30 أيار |
صورة القديسة جان دارك شفيعة فرنسا |
القدّيسة روزالي شفيعة الأمراض والأوبئة |
٣٠ أيار تذكار القديسة جان دارك |
القدّيسة ”هيلانة“ الّتي من ديفييفو (+ 1832 - يُعيّد لها في 28 أيار) |