مخاوف من مواجهة الدم والنار بين أولتراس أهلاوى وجرين إيجلز بعد أحكام "مجزرة بورسعيد"

[Mary Naeem]

مخاوف من مواجهة الدم والنار بين أولتراس أهلاوى وجرين إيجلز بعد أحكام "مجزرة بورسعيد".. الأحمر يتوعد برد فعل قوى إذا جاء الحكم ضعيفا.. والأخضر يهدد بالاستقلال..ووقوع شغب سيكون مسمار أخير فى نعش الدورى

"26 يناير" سيكون يوما فارقا فى قضية كانت مثار جدل واسع على مدار 11 شهرا ماضية بخصوص متهمى مجزرة إستاد بورسعيد التى وقعت مطلع فبراير من العام الماضى، وراح ضحيتها 72 شهيدا من جماهير النادى الأهلى، فيوم 26 يناير القادم هو موعد النطق بالحكم النهائى فى هذه القضية، التى نالت اهتمام الشارع المصرى، ليسدل الستار على كارثة هزت فجاعة أحداثها أركان المعمورة بأكملها.

هل سيكون 26 يناير يوما عاديا من أيام السنة يمر مرور الكرام، أم سيكون يوما استثنائيا؟، وتترتب عليه كوارث أخرى لا يعلم حجمها إلا الله، هذا ما يخبئه لنا القدر فى ذلك اليوم، وإن كانت المؤشرات المبدئية تشير بعكس ذلك تماما نظرا لحالة الترقب الثنائى، الأول من جماهير أولتراس أهلاوى، التى تنتظر تحقيق القصاص العادل لزملائهم من هؤلاء القتلة، والثانى من جماهير أولتراس المصرى "جرين إيجلز" والتى تأمل فى الحكم ببراءة زملائهم المتهمين فى هذه الحادثة.

جماهير أولتراس أهلاوى وأولتراس ديفلز يمنون النفس لشفاء غليلهم، بصدور حكم يتناسب مع ما أقدم عليه القتلة من أفعال تتنافى مع الطبيعة البشرية، بعد سلسلة من النضال قادوها، ضد الحكومة وضد الفاسدين، للقصاص لقتلاهم، بداية من التظاهر السلمى والوقفات الاحتجاجية والتهديد برد فعل قاس فى حالة التراخى عن تحقيق مطالبهم، وصولا إلى اقتحام مقار المؤسسات الحكومية والعامة.

وعلى مدار الـ11 شهرا الماضية قام أولتراس أهلاوى بالعديد من المحاولات فى إطار حرصهم على إعادة حقوق زملائهم، الذين فقدوا أرواحهم دون أن يرتكبوا ذنبا، وأعلنوا أنهم على استعداد أن يضحوا بأرواح جديدة من دمائهم الزكية، نظير أن ينظر إلى قضيتهم من منطلق أنها قضية وطنية، وقادوا مسيرات عدة ووصل بهم الأمر إلى معاداة إدارة النادى الأهلى، الذين ينتمون إليه دفاعا عن هدفهم المنشود، لدرجة أنهم هاجموا لاعبى الفريق الأحمر وكادوا يفتكوا بهم، وحاولوا منع فريقهم من المشاركة فى لقاء السوبر المحلى أمام إنبى بشتى الطرق لكن محاولاتهم كلها باءت بالفشل وأقيمت المباراة آنذاك على إستاد برج العرب وسط حماية مشددة من قوات الأمن.

ووقفت جماهير الأولتراس الحمراء حائلا أمام إقامة الدورى طيلة شهور عدة، خوفا من انشغال الناس فى منافسات البطولة، ونسيان قضيتهم، وتسببوا فى تأجيل المسابقة مرات عديدة، قبل أن تؤجل حتى بداية فبراير المقبل، وقامت فى سبيل ذلك باقتحام مقر اتحاد الكرة وتهشيم محتوياته لإجبارهم على التراجع عن موقفهم من إقامة الدورى قبل أن تنتهى القضية.
وعلى الجانب الآخر، يقف جمهور أولتراس المصرى مترقبا، حيث يرى أنه تم تلفيق القضية لزملائهم المتهمين فى هذه القضية، ولم يكن لهم ذنب فيما حدث لهم، بل تم الزج بهم بعد أن تم تسييس القضية وتحويلها لقضية رأى عام لإرضاء الجماهير الحمراء على حساب أبناء المدينة الباسلة.

ورفضت الجماهير البورسعيدية أن تقف موقف المتفرج تجاه ما سيحدث لزملائهم وقادوا هم الآخرون مظاهرات احتجاجية واعتصامات سلمية وغير سلمية، لتوصيل رسالة مفادها أنهم لن يرضوا بما يعتبرونه ظلما مهما كانت عواقب ما سيقدمون عليه، وأعلنوا أنهم سيتصدون لكل صور الظلم بما أوتوا من قوة للدفاع عن حق أبنائهم.

بوادر الحرب بين جماهير أولتراس أهلاوى وأولتراس المصرى، بدأت شرارتها تنشط خلال الأيام الماضية، وبدأت بحرب إلكترونية، عن طريق استخدام كل رابطة الصفحة الخاصة به على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" لمهاجمة الطرف الآخر، مستغلين وجود أعداد كبيرة من أعضاء كل رابطة كعناصر للهجوم، ووصل الأمر إلى حالات القرصنة والاختراق من كلاهما للآخر على هذه الصفحات للسيطرة على مواقع الطرف الآخر.

أولتراس جرين إيجلز وجه عبر صفحته الرسمية على الفيس بوك عدة رسائل تهديد للمسئولين فى الدولة، لتنبيههم أنهم لن يصمتوا أمام الظلم الذى يلاقونه، والرسالة الأولى جاءت بعد قيامهم بتعطيل حركة القطارات المارة بمدينة بورسعيد، وجاءت الرسالة كالآتى :" الجروب وقف حركة القطارات ودى كانت قرصة ودن صغيرة وإعلان الموقف مش تفاخر لأن الجروب طول السنة إلى عشنا فيها المحنة كنا بنحاول على قدر الإمكان عدم إتباع تلك الطرق، وطول ما فى تجاهل للمطالب هيكون الرد قاسيا وده مش تهديد بس ده هيحصل فعلا لأننا أصحاب حق ومن كان صاحب حق سيظل ثابتا على أرض صلبة، وفى ناس كتير بتسأل أنتم بتعملوا كدة ليه وعاوزين إيه؟..المطالب معروفة ومشروعة: نقل المحاكمة للمكان القانونى مكان الواقعة ببورسعيد- وإصدار أحكام بدون ضغوط أو أحكام مسيسة، وده الإنذار الأول وليس الأخير "، وجاء مفاد الرسالة الثانية "سنقاتل من أجلهم وعليهم سنموت".

وعادت أعمال العنف بين الجانبين، بعد الأحداث الدامية التى شهدتها مدينة بورفؤاد الجامعية، مقر طلاب الجامعة، بعد قيام مجموعة من الطلاب برفع أعلام النادى الأهلى فوق شرفات غرفهم بالمدينة الجامعية، الأمر الذى أثار حفيظة جروب أولتراس جرين إيجلز ومجموعة من أبناء مدينة بورسعيد، وقاموا بالتعدى على المدينة الجامعية وعلى من فيها من طلبة، فى موقف مؤسف، وكاد الأمر يتطور إلى ما لا تحمد عقباه وتقع ضحايا جديدة فى الأرواح لولا التدخل السريع من جانب قوات الأمن التى أنقذت الموقف.

ورد أولتراس مصراوى على مهاترات أحداث المدينة الجامعية برسالة ثالثة مفادها "من شارك بأحداث "المدينة الجامعية" عدد بسيط من أفراد الجروب وأعداد كبيرة من أهالى بورسعيد ضد بعض الأطفال الذين قد أساءوا للمدينة الباسلة، ومن كان يشتبك هم أحفاد المدينة الباسلة يدافعون عنها من سباب بعض الأطفال الفشلة وقد تم تربية هؤلاء الأطفال من قبل أهل بورسعيد سواء كان فرد أولتراس أو كان من الأهالى، ولم ولن يدخل الجروب فى مهاترات يريد أطفال الأولتراس المنافس جذبنا إليها لتشتيت انتباه الجروب عن (القضية الأساسية) والمطالب من نقل النطق بالحكم إلى مكانها القانونى ببورسعيد، كفاكم إثارة للفتنة كما فعلتم فى المباراة المشؤمة برفع مسدج يسىء لمدينة بأكملها والآن تريدون جذب أهالى المدينة إلى فتنة أخرى ولكن نحن لكم بالمرصاد ولن نفعل ما تريدون، ومن جانبنا لم ولن نشغل عقولنا بكم والقضية سنقاتل عليها أما أنتم فلن نلتفت لكم وإذا التفتنا سيكون أنتم الخاسرين."

فى المقابل، اتخذ أولتراس أهلاوى موقف المتفرج أمام كل هذه الاستفزازات البورسعيدية، ولم يفكر فى الرد على هذه المهاترات من الرابطة المنافسة، انتظارا لنتيجة الحكم الصادر فى القضية المرتقبة، ولم يصدر بيانات كثيرة طوال الفترة الأخيرة، بعكس ما كان عليه منذ فترة بخلاف بيان واحد للتذكير بالحكم، ووصل به الأمر إلى إعطاء تعليمات صارمة لأعضائه بالتزام الصمت وعدم الحديث لوسائل الإعلام المختلفة والابتعاد عن الأضواء فى الوقت الحالى.

إلا أن نشاط أولتراس أهلاوى نشط فى الفترة الأخيرة وبدأ يذكر الجميع باليوم المنتظر للقصاص وبدأوا يوزعون بيانات فى الشوارع مكلفين مسئولى كل سكشن بتوزيع أكبر كم من البيانات على المنطقة التى يقطنون فيها.

وجاء نص البيان الأخير لأولتراس أهلاوى كالآتى: "ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب"، وتابع البيان: "11 شهرا والكل ينتظر حكما عادلا يشفى قلوب الجميع، حكم نُصدق من خلاله أن القصاص كلمة قابلة للتنفيذ فى مصر.. 26 يناير جلسة الحكم فى قضية مجزرة بورسعيد، مجزرة قتل فيها 72 شابا مصريا كل ذنبهم أنهم هتفوا ضد نظام قذر وسلطة ما تعرفش تعيش غير على دم شعبها، صبر الأهالى والشباب له حدود، وحدوده هى جلسة الحكم، لأنه من غير المعقول بعد سنة تقريبا من التحقيقات وجلسات المحكمة يكون إللى قتل الشباب طرفا مجهولا، ويروح دم الشباب هدرا زى باقى شهداء الثورة، من كان لديه عذر فى عدم حضور الجلسات الماضية ليس لديه عذر فى عدم الوجود يوم النطق بالحكم خاصةً أنه سيوافق يوم "سبت" وهو إجازة لأغلب الطلبة والعاملين، مطالبين جميع المواطنين بضرورة التواجد أمام المحكمة واصفينه بأنه "أقل شىء يقدم لشهداء مجزرة بورسعيد خاصةً وشهداء الثورة بصفة عامة، مجزرة بورسعيد لم تكن مجرد شغب ملاعب وأكد البيان: "مجزرة بورسعيد عمرها ما كانت شغب ملاعب زى ما الإعلام صوّرها، وكل الدلائل بتأكد أنها مؤامرة من كذا طرف، داخلية وعسكر وجمهور بورسعيد، الحكم على ضباط الشرطة المتهمين قادم لا محالة، وإن شاء الله هيكونوا أول ضباط شرطة تتم محاكمتهم فى أول قضايا شهداء الثورة حتى اليوم، عاوز تعرف أنا بعمل كل ده ليه؟ أنا اللى شيلت أخويا الشهيد لما اتقتل، الحق مش هيضيع"

وأمام كل هذه السيناريوهات القائمة والترقب من جانب الطرفين، كان لزاما علينا أن نستطلع ما يدور برأس كل طرف لمعرفة ما يخططون له والسيناريوهات المعدة منهما كردة فعل على الحكم الصادر، والنتائج المترتبة عليه.

بداية أكد لنا أحد أعضاء أولتراس أهلاوى، رفض ذكر اسمه مراعاة للحظر الإعلامى المفروض عليهم، أنهم يدعمون القضية بكل ما أوتوا من قوة لإعادة حق إخوانهم، والوقوف بجانب أسر هؤلاء الشهداء فى هذا اليوم، مؤكدا أنه سيكون هناك تجمع من "سكاشن" كل المحافظات فى هذا اليوم انتظارا لإعلان الحكم فى هذه القضية.
وقال المصدر إنه فى حال عدم صدور حكم يثلج صدورنا سيكون لنا رد فعل قوى، رافضا الإفصاح عنه حاليا، مؤكدا أنه سيكون وليد اللحظة التى سيعلن فيها هذا القرار، لعدم وجود رؤية واضحة لديهم حاليا بخصوص ردة الفعل هذه.

وأشار المصدر إلى أنهم يوجهون الدعوة لكل أحرار مصر المتضامنين مع الشهداء والمهتمين بهذه القضية لحضور الحكم ومساندتهم فى قضيتهم، لإعادة حق هؤلاء الأبرياء.

وعن موقفهم من مسابقة الدورى، أكد المصدر أن لعب المسابقة لا يعنيهم وما يهمهم هو تحقيق القصاص لزملائهم، حتى لا تتكرر مثل هذه الحادثة فى المستقبل، لأنه ليس من مصلحتنا وقوع ضحايا آخرين.

ومن جهة أخرى هدد على سبايسي، أحد كابوهات أولتراس المصرى "جرين إيجلز"، مسئولى الدولة برد فعل عنيف فى حالة عدم الامتثال لمطالبهم لإقامة المحاكمة فى بورسعيد، باعتبارها محل وقوع الجريمة، طبقا لنص القانون الذى يؤكد على أن تقام المحاكمة فى مكان وقوع الجريمة، متهما المسئولين بالرضوخ لرغبة النادى الأهلى، لكونها "دولة الأهلى" -على حد زعمه-.

وقال سبايسى إنهم ليسوا ضد العدالة، ويطالبون بأن يأخذ القانون مجراه فى محاكمة المتورطين فى الجريمة، ولكنه ضد ما سماه تسييس القضية حتى لا يترتب عليها حروب أهلية كرد فعل على الظلم الواقع عليهم حسب تعبيره.

وتابع كابو أولتراس المصرى، قائلا إن هناك 99% من أبناء بورسعيد سيطالبون بانفصال المدينة الباسلة عن جمهورية مصر العربية، وإعلان استقلالها، فى حال شعورهم بالظلم من الأحكام التى ستصدرها المحكمة، لاسيما أن تقرير الطب الشرعى بخصوص أحداث واقعة بورسعيد يشير إلى أن معظم حالات الوفاة جاءت عن طريق الاختناق بسبب تدافع الجماهير على بعضها البعض.

وألمح سبايسى إلى أنهم سيلجأون إلى اتخاذ إجراءات دولية تساعدهم فى الاستقلال الذاتى عن الجمهورية، مؤكدا أن المدينة الباسلة دافعت عن مصر فى حروب 56 و67 وضحت بالكثير من أبنائها فى سبيل الدفاع عن هذا الوطن، ويكون رد الجميل لها بأنها تحارب من مصر كلها فى الوقت الحالى.

وشدد سبايسى على أنهم سيصعدون الأمور تصعيدا كبيرا، لن يتحمل عواقبه أحد، فى حال إصرار الأجهزة الأمنية على إقامة المحاكمة فى أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، مهددا باستخدام كل الوسائل اللازمة حسب قوله.

وكشف كابو أولتراس نادى المصرى، أنهم ينوون تكثيف وقفاتهم الاحتجاجية خلال الأيام المقبلة لتبقى بشكل يومى بدلا من أن تنظم أسبوعيا، كما كان عليه الحال خلال الفترة الماضية، للتنديد بالظلم الواقع عليهم، مشيرا إلى أن العديد من الأحزاب السياسية متضامنة معهم وستشاركهم فى وقفاتهم الاحتجاجية، مثل حزب الحرية والعدالة والجبهة السلفية والجماعة الإسلامية والوفد والمصريين الأحرار وغيرهم من الأحزاب الأخرى.
و فى سياق ذى صلة تنتظر أسر الشهداء تحقيق القصاص العادل لأولادهم، حيث يمنون النفس أن يصدر حكم يخفف عنهم حدة الأحزان، التى تلازمهم منذ غياب ذويهم.

وتؤكد والدة الشهيد كريم خزام، أنهم فى انتظار صدور حكم عادل فى هذه القضية التى استغرقت وقتا طويلا منذ حدوثها وشغلت الرأى العام، متمنية التوفيق لهيئة المحكمة التى ستصدر الحكم فى القضية.

وأبدت والدة الشهيد خزام قلقها من عدم صدور حكم عادل فى القضية لأن ذلك سيكون صدمة لكل أسر الشهداء مشيرة إلى أنها تدعو الله أن يعيد لها حق ابنها، ولا تنتظر قضاء البشر.

وأكدت والدة الشهيد إسلام حسن، أنهم فى حالة ترقب لصدور الحكم النهائى فى هذه القضية، مشيرة إلى أنهم يخشون أن لا يتحقق القصاص العادل لذويهم.

وأضافت والدة الشهيد إسلام أنها وآخرين يفقدون الثقة فى القضاء المصرى، بعد سلسلة البراءة للجميع التى صارت عنوانا لكل قضايا قتل الشهداء منذ اندلاع ثورة الـ25 من يناير وحتى الآن، لكنها تابعت ورغم ذلك فنحن "زى الغريق اللى متعلق فى قشاية" انتظارا لصدور الحكم النهائى مضيفة: أبناؤنا ماتوا فى مكان مغلق بعد احتجازهم وتم تصوير المتورطين فى الحادثة، وإذا لم يكن الحكم عادلا سنقول على القضاء "يا رحمن يا رحيم".

وفى نفس السياق قال والد الشهيد كريم جونيور، إنه فى انتظار أن يأخذ الحق مجراه ويتم القصاص للشهداء، متمنيا أن يكون هذا الحكم هو الأخير وأن لا يتم التأخير فى إعلانه، لاسيما بعد أن نما إلى علمنا وجود أدلة جديدة فى القضية من جانب لجنة تقصى الحقائق المكلفة بالكشف عن المتورطين فى الحادثة.

تابع والد الشهيد جونيور أن ثقتهم فى القضاء كبيرة لإعادة حقوق أبنائنا، حتى نستريح نفسيا، لأننا لم نذق طعم الراحة منذ وقوع الحادث الأليم، معتبرا أنه إذا تحقق العدل فلن تتكرر مثل هذه الفاجعة مرة أخرى لأنها ستكون رادعا للجميع مؤكدا أنه فى حالة عدم تحقيق العدل فقد يكون ذلك دافعا للآخرين لارتكاب مثل هذه الأفعال.

وبعيدا عن آراء الألتراس التابع للفريقين وأهالى الشهداء فإن عواقب صدور الحكم فى هذه القضية سيكون له آثار سلبية على قطاعات أخرى فى الدولة، وليس على الفريقين المتصارعين فقط، فقد يترتب على إعلان حكم فى القضية وقوع أحداث عنف واشتباكات دموية من جانب أحد الرابطتين، بما سينعكس بالتأثير السلبى على قطاعات أخرى وتعطيلها عن عملها، بل وتوقف حركة العمل عن الدوران بسبب هذه التصرفات المتوقعة.

الأمر لا يتوقف عند ذلك الحد، بل قد تكون هذه الأحداث المتوقع حدوثها هى المسمار الأخير، الذى يدق فى نعش إقامة مسابقة الدورى هذا الموسم، والتى تحدد يوم 2 فبراير المقبل موعدا لانطلاقها، لاسيما أن مجزرة بورسعيد كان سببها مباراة كرة قدم انتهت بوقوع 72 قتيلا فى حادثة لم تقع فى أى مكان فى العالم سوى فى مصر، ناهيك عن الأضرار التى ستحدثها هذه الأفعال المتوقعة على الاقتصاد المصرى، الذى يمر بعنق زجاجة فى الوقت الحالى ويعيش فى أسوأ حالاته منذ فترة طويلة.