وقد قال أحد العلماء: أن الطوباوية مريم العذراء كانت بهذا المقدار منشغفة القلب بمحبة فضيلة العفة. حتى أنها لكي تحفظ هي عذريتها دائمةً لقد كانت ترفض أن تقبل لالدعوة الكلية العظمة والسمو وهي الوالدية لله، لو كان يقترن بهذه الدعوة فقدها بتوليتها: وهذا يستنتج واضحاً مما أجابت هي به زعيم الملائكة جبرائيل قائلةً له: كيف يمكن أن يكون هذا وأنا لم أعرف رجلاً: (لوقا ص1ع34) وأيضاً مما أختتمت به خطابها معه بقولها: فليكن لي كحسب قولك: مشيرةً بهذا ومفسرةً به نيتها في أنها أنما قد أعطت رضاها بتجسد كلمة الآب من أحشائها، بالنوع الذي قاله لها رئيس الملائكة. وهو أنها كانت مزمعةً أن تصير أماً بهذه الطريقة فقط، وهي بحلول الروح القدس عليها وبتظللها بقوة العلي، أي بفعلٍ فائق الطبيعة بقوة الروح القدس.*